أيمن شكل
وسام الكفاءة من الملك أعلى تكريم أتشرف به
البطاقة الصفراء لبيليه مازالت حديث مجلس ولي العهد رئيس الوزراء
خادم الحرمين الشريفين عضو شرف «خليجي 2»
تأهيلي لتحكيم نهائي كأس العالم بدأ بالدوري المكسيكي
أول حكم دولي بحريني أشهر «الكارت الأصفر» للجوهرة السوداء
ذكريات الحكم الدولي إبراهيم الدوي ملأت غرفة متوسطة مجاورة لمجلسه بالمحرق، وفي نفس المجلس والبيت الذي تربى فيه، نشأ الدوي على ممارسة الرياضة بدءاً بالكرة الطائرة مروراً بالقدم ثم الانتقال للتدريس الرياضي ومنه إلى التحكيم الدولي.
أكد الدوي لـ«الوطن» عن مسيرة حياته أن هناك واقعة سجلتها الصحف الإماراتية، حينما كان يقوم بتحكيم مباراة بين فريق العين من أبوظبي وعمان من رأس الخيمة حيث فاز الأخير بـ4 أهداف أزعجت لاعبي العين، ما حدا بأحد اللاعبين البدء بمهاجمتي، لكني فوجئت بتدخل سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الذي كان متواجداً في الملعب، وأمسك يدي وحمايتي من اللاعب وقال لي «ما عليك منه يا إبراهيم تعال».
تزخرفت هذه المسيرة بأحداث جميلة وطريفة، كان أبرزها على المستويين المحلي والخليجي، هو إخراج البطاقة الصفراء في وجه أشهر لاعب في تاريخ كرة القدم، لكن الدوي يعتبر الحدث الأكثر أهمية وشرفاً في مسيرته حين تم تكريمه من قبل حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى بوسام الكفاءة من الدرجة الأولى عام 2002.
وفي غرفة الذكريات التقت «الوطن» مع أول حكم دولي في البحرين ليسرد شوطاً من تلك المسيرة مستعيناً بمئات الصور والميداليات التي جمعها على مدار 6 عقود رياضية حافلة بالعطاء التعليمي والتنافسي والتحكيمي.
متى كانت بداياتك مع الرياضة؟
- مسيرة الرياضة بالنسبة لي بدأت مع الطفولة مطلع ستينيات القرن الماضي، عندما كنا نجتمع في براحة مقابلة لبيت والدي لنلعب فيها جميع الألعاب سواء الكرة الطائرة أو القدم وكذلك الألعاب الشعبية المعروفة في ذاك الوقت، ولكن بدأت الفرصة الرسمية عندما قررنا تشكيل فريق للكرة الطائرة من المنطقة لينافس في المسابقات التي ينظمها نادي البحرين، وبالفعل استطاع هذا الفريق أن يحتكر بطولات اللعبة عشر سنوات.
وأين كانت كرة القدم في تلك الفترة؟
- كنت أحد اللاعبين الأساسيين في فريق نادي الحالة لكرة القدم عام 1963، وخلال تلك الفترة كنت تخرجت وعملت مدرساً للتربية الرياضية من عام 1966 حتى 1982، بمدرسة عبدالرحمن الفاضل الابتدائية، ثم انتقلت إلى مدرسة طارق بن زياد الإعدادية الثانوية، واستطعت أن أدرب مجموعة كبيرة من الطلبة، تخرج منهم أبطال لهم أسماء في تاريخ الرياضة البحرينية.
ومتى بدأت رحلة التحكيم؟
- لم تقتصر هذه المرحلة على التدريس والتدريب فقط، لكن تم اختياري ضمن مجموعة لتلقي دورات للتحكيم عام 1966، وكنت حينها أمين سر نادي الحالة، وتلك كانت بداية هذا المشوار الذي حفر اسمي في ذاكرة البحرين الرياضية، حيث تم قبولي في الاتحاد البحريني لكرة القدم والذي كان يطلق عليه آنذاك الاتحاد الرياضي البحريني.
وتلقيت أول دورة تحكيم خارج البحرين في مدينة الإسكندرية، بتنظيم من الاتحاد الكويتي بالتعاون مع نظيره المصري، وبعد التخرج من دورة تدريب الحكام، بدأت المشاركة في تحكيم المباريات المحلية وكان لتميزي وكفاءتي الدور الأبرز في حصولي على الشارة الدولية للفيفا عام 1972، وسلمني الشارة وقتها وزير العمل والشؤون الاجتماعية الأسبق جواد العريض.
كيف كانت بداية التحكيم الدولي؟
- بعد حصولي على الشارة الدولية، شاركت في إدارة دوري كرة القدم بدولة الإمارات الشقيقة منذ عام 1975 حتى 1981، وكنت أذهب إلى هناك يومي الخميس والجمعة من كل أسبوع على مدار ست سنوات، وأذكر واقعة سجلتها الصحف الإماراتية، حين كنت أقوم بتحكيم مباراة بين فريق العين من أبوظبي وفريق عمان من رأس الخيمة حيث فاز الأخير بأربعة أهداف نظيفة أزعجت وفي نهاية المباراة حاول أحد اللاعبين الاعتداء علي وبالفعل حاول مهاجمتي، لكن فوجئت بتدخل سمو الشيخ محمد بن زايد الذي كان متواجداً في الملعب، وقام بإمساك يدي وحمايتي من اللاعب وقال لي «ما عليك منه يا إبراهيم تعال» ثم أوصلني بنفسه إلى غرفة تبديل الملابس.
وماذا عن كأس الخليج وذكرياتك معه؟
- كنت من بين الحكام في أول دورة لكأس الخليج وهو الكأس الذي اقترحه آنذاك سمو الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة وقد كان رئيساً للاتحاد البحريني في ذلك الوقت، وتبنت دول مجلس التعاون الخليجي الفكرة، لتنطلق دورة كأس الخليج الأولى في عام 1971، واستمرت مشاركتي في ثلاث دورات الأولى والثانية والخامسة في بغداد عام 1979.
وأذكر من بين طرائف كأس الخليج أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود كان عضو شرف الدورة الثانية، حيث كان أميراً لمنطقة الرياض.
وفي عام 1976 تم اختياري لتحكيم مباراة نهائي كأس آسيا من قبل الاتحاد الآسيوي وباعتباري حكماً دولياً معتمداً من الفيفا، وأذكر من بين المباريات القوية التي قمت بإدارتها لفريقي العراق وإيران، وكانت الخلافات السياسية وقتها لها تأثير على حساسية المباراة، لكني استطعت أن أدير المباراة دون أي تجاوز من أي الفريقين.
حدثنا عن بداية اختيارك للتحكيم في نهائي كأس العالم؟
- البداية كانت من الدوري المكسيكي حيث ابتعثني الاتحاد الآسيوي لتحكيم مباريات الدوري في العاصمة ميكسيكو سيتي عام 1980، ضمن خطة تأهيل الحكام للمشاركة في نهائيات كأس العالم وكنت العربي والخليجي الوحيد من بين 200 حكم من دول العالم والمبتعث من قبل الاتحاد الآسيوي.
ولي ذكريات جميلة في أثناء تواجدي في المكسيك حيث وجدت ترحيباً كبيراً من الجماهير هناك، الذين قدموا لي كل التسهيلات باعتباري ضيفاً وباعتباري أول حكم خليجي يأتي ليحكم مباريات الدوري لديهم، وعدت حاملاً السمبريرو وهي القبعة ذات الحواف العريضة التي تتميز بها دولة المكسيك.
كذلك من بين المشاركات التي لا أنساها حين توجهت في عام 1977 إلى كوريا الجنوبية مع منتخب البحرين لنشارك في مسابقة كأس رئيس كوريا الجنوبية، وإدارة المباريات تحكيمياً، وأول ما نزلنا المطار فوجئنا بفريق من الفتيات يقمن باستقبالنا عند باب الطائرة وألبسننا الورود.
هناك واقعة مشهورة لإبراهيم الدوي الحكم العربي الوحيد الذي رفع البطاقة الصفراء في وجه أشهر لاعب كرة قدم على مر التاريخ.. ما تفاصيلها؟
- هذه الواقعة تعتبر من أشهر النوادر التي يعرفها الجيل السابق في البحرين، وتتلخص القصة التي حدثت يوم 16 فبراير 1973 على ملعب استاد مدينة عيسى، في أن البحرين والكويت استضافتا فريق «سانتوس» البرازيلي ليشارك في مباراتين كانت الأولى في الكويت والثانية في البحرين، وهي مباراة دعائية مدفوعة الأجر، والغريب أن الفريق الأشهر والذي يضم أهم لاعب كرة في التاريخ، هزم في الكويت، وعندما حضر إلى البحرين بدا على لاعبيه أثر الهزيمة وظهر ذلك جلياً في أسلوب اللعب، وما زاد من عصبية الفريق هو تسجيل البحرين أول أهداف المباراة.
وفي أثناء المباراة قمت بإطلاق صفارتي بسبب فاول على بيليه «الجوهرة السوداء»، لكنه اعترض على هذا القرار، وما كان مني إلا أن قمت بتطبيق القانون ومنحه إنذاراً، لكن هذا الإنذار كان أشهر بطاقة صفراء حدثت في تاريخ كرة القدم الخليجية والعربية، وهذه القصة حظيت باهتمام كبير من جلالة الملك المفدى الذي فاجأني في أثناء زيارة رئيس وزراء ماليزيا للبحرين ولقائه مع جلالة الملك بتقديمي لرئيس وزراء ماليزيا على أنني الحكم الذي أعطى بيليه إنذاراً.
كذلك لا تمر مناسبة أتشرف فيها بلقاء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء إلا ويسألني عن الواقعة لأعيد سردها على الموجودين في مجلس سموه.
اللياقة البدنية لها دور في أن تصل إلى ما وصلت إليه فكيف كانت لياقتك؟
- كنت حريصاً على أن أبقى على مستوى اللياقة المطلوب من حكم دولي، وأذكر مشاركتي في ماراثون أقيم في البحرين بعنوان «ماراثون الأمل» يتضمن تحدياً في الركض لمدة 24 ساعة وبطول 80 كيلومتراً، وأتذكر من بين الشخصيات التي شاركت في هذا الماراثون وزير الإعلام الحالي علي الرميحي، وبدأنا التحدي عند الفجر من معسكر قوة دفاع البحرين بالهملة حيث تناولنا الإفطار وانطلقنا.
ما هي أهم ذكرى في مسيرة حياتك؟
- اعتبر تسلمي وسام الكفاءة من الدرجة الأولى من جلالة الملك المفدى في عام 2002، هو أبرز حدث في تاريخي الرياضي، لكونه أعلى وسامٍ في مملكتنا الغالية، وأتشرف بأن جلالته لم ينسَ الرياضيين عند التكريم السنوي وهذه عادة جلالته دائماً مع أبنائه.