في يوم ماطر هلّت بشائر الخير فيه على ربوع دولة البحرين ونقلتها نقلة تاريخية إلى ضفاف الملكيات وبقرار تاريخي مميز من ربان سفينة المشروع الإصلاحي ودولة القانون والمؤسسات والمجتمع المدني صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله تعالى ورعاه.

جرأة من قائد فذ خبير بدهاليز مكونات شعبه وتطلعاته في أن يكون في الصفوف الأمامية بين شعوب المنطقة.

مشروع إصلاحي شامل لم يع المعظم مردوداته وعوائده مستقبلا إلا حين اطلع على مسودته بل وشارك في صياغته. توليفة من جميع النخب والأطياف تاركا لهم مساحات من الحذف والإضافة بما يتناسب والمجتمع البحريني وعاداته وتقاليده وخصوصياته من دون إغفال مادة "الشريعة مصدر التشريع" في عرس شعبي قل نظيره والنسبة شاهدة على ذلك كله بل لم تشهد دول الجوار هكذا تصويت من قائد ملهم وشعب وفي قد قرر بنعم للميثاق بملأ إرادته ومن دون إكراه أو ترهيب.

ولاحت تباشير أجواء الحرية والديمقراطية بعودة الحياة النيابية والإنتخاب الحر عبر صناديق الإقتراع واختيار ممثلي الشعب وهي من حسنات الميثاق الوطني بالتأكيد إذ تؤكد قاعدة:أن الشعب مصدر السلطات الثلاث عبر ممثليه وهي الأمنية التي انتظرها الشعب بفارغ الصبر وحققها لهم العاهل الواعد.

تلك الملحمة التي لا يزال صداها يتربع على عرش ذكريات شعب ومليكه وعد فوفى فارتسمت ذكرى وطنية سنوية تعبر عن مدى التلاحم بين قائد مسيرة الإصلاح وعمق الإنتماء للأرض

ملحمة كانت فتية وظاهرة فريدة لا زالت تتكامل عاما بعد عام ونقتطف جني ثمارها.

والملاحم التاريخية هي التي تخلد في العادة لما لها من تفردات تتحصص بها عن سواها وذلك عبر منجزاتها الآنية والمستقبلية.

وكتابة التاريخ لابد أن تمر على بعض الأحداث التي تغير مجاري الأمور وتؤثر وتحفر بعمق في مفاصل الزمن شئنا أم أبينا.

والتدوين للملحمة الميثاقية واجب علينا وأمانة للأجيال التي يجب أن تتربى على الوطنية الصادقة مستلهمة من سماحة الإسلام ووسطيته والتعايش مع الآخر والمحافظة على الأمن الذي هو خط أحمر ولا مزايدة عليه ونبذ التطرف بشتى أنواعه وبناء الوطن ورفع رايته خفاقة.

والملحمة الميثاقية إذا أردنا الإنصاف قد أبرزت لنا ملاحم عدة تجلت في تفعيل منجزات ورؤى صاحب الجلالة ملك البلاد المفدى وتطلعاته وبعين ثاقبة من ولي عهده الأمين ورئيس وزرائه سمو الأمير سلمان بن حمد آل خليفة حفظه الله تعالى ورعاه إشراقة المستقبل.

حفظ الله مملكتنا الغالية من كيد الكائدين وبغي الظالمين وحفظ قيادتها الرشيدة وأدام أعراسها تقدما ورفعة بين الأمم.

السيد جميل بن محمد

عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية