أكد عدد من رؤساء الجامعات المشاركين في معرض البحرين للتعليم والتدريب ما قبل العمل على أهمية مواكبة المؤسسات الجامعية لأحدث تطورات التكنولوجية الحديثة، منوهين إلى أن تجربة التعليم عن بعد في فترة جائحة كوفيد 19 قد قدمت للجامعات والمؤسسات التعليمية تجربة واسعة تستوعب الأبعاد التربوية والاجتماعية والنفسية لسياسات التعليم عن بعد.
ودعا رؤساء الجامعات إلى الاستثمار في تكنولوجيا التعليم وتأهيل الهيئات التعليمية لإعادة صناعة المادة التعليمية والمحتوى العلمي بما يناسب التعليم عن بعد.
وشارك عدد من قيادات ورؤساء الجامعات البحرينية في جلسات حوارية تناولت تحديات التعليم العالي وسوق العمل على هامش معرض البحرين للتعليم والتدريب ما قبل العمل الذي نظمته شركة ميدبوينت برعاية وزير العمل والتنمية الاجتماعية السيد محمد بن علي حميدان في مركز الخليج للمؤتمرات بفندق الخليج.
وأكد رئيس الجامعة الأهلية البروفيسور منصور العالي على اهتمام جامعته بتقنية المعلومات والتوسع في تعليمها، وخصوصا أن لدى الجامعة برامج تقارب تكنولوجيا المعلومات بدرجات البكالوريوس والماجستير والدكتوراه، بما يؤكد اهتمام الجامعة الأهلية الكبير بهذا المجال.
وذكر بأن جميع برامج كلية تكنولوجيا المعلومات بالجامعة الأهلية حصلت على الثقة التام من هيئة جودة التعليم فضلا عن الشهادات الدولية الأخرى التي حصلت عليها هذه الكلية، داعيا الطلبة الباحثين عن التميز إلى الاهتمام بالمجالات الحديثة في تكنولوجيا المعلومات كالأمن الإلكتروني والذكاء الاصطناعي.
ومن جهته أكد رئيس جامعة البحرين للتكنولوجيا الدكتور حسن الملا على أهمية التكنولوجيا في التعليم في حديثه عن نظرته المستقبلية للتعليم عن بعد، مشددا على تصاعد الحاجة لهذا النوع من التعليم مستقبلا وبحكم تحديات متعددة يواجهها العالم.
وتطرق الملا إلى التحول العالمي إلى التعليم عن بعد لمواجهة الجائحة، وتفاوت نجاح تلك التجربة ومواجهتها للعديد من الصعوبات، منوها إلى أن الاستثمار في التكنولوجيا التعليمية أحد الملفات المطروحة لدى العديد من الجامعات والمراكز البحثية حول العالم.
وقال بأن نجاح التعليم عن بعد يحتاج إلى ثلاثة أركان أساسية وهي: الاستثمار في التكنولوجيا وتدريب أعضاء هيئة التدريس ليكونوا فاعلين ومنتجين عبر التعليم عن بعد، بالإضافة إلى توفير الأدوات والوسائل التعليمية الملائمة لهذا النمط المستحدث من التعليم.
ووافقته الرأي رئيس الجامعة الملكية للبنات الدكتورة يسرى المرزوقي، التي أكدت على أهمية دور الجامعات في تدريب أكاديمييها على كيفية استخدام التكنولوجيا وكيفية التعامل مع الطلاب اثناء تدريسهم عن بعد، خاصة مع عدم توفر أو اشتراط الكاميرا في هذه العملية التعليمية.
ونوهت إلى أن التعليم عن بعد يصنع حاجزا وفجوة بين الأستاذ والطالب يجدر بالمختصين دراستها والبحث عن الحلول المناسبة لها، فالتفاعل المباشر عنصر مهم من عناصر العملية التعليمية.
ومن جهته ذكر رئيس جامعة المملكة الدكتور مهند المشهداني أن من أهم التحديات التي تمت مواجهتها في التدريس عن بعد على مستوى العالم عدم استعداد أعضاء هيئة التدريس لذلك، بالاضافة إلى التحول المفاجئ للتعليم من الحضوري إلى التعليم عن بعد.
و اكد على ان المفهوم المتعارف عليه للاستاذ الجامعي قد كان مركزا للمعلومات التي ينقلها للطلاب أثناء المحاضرات، و ثم تطور المفهوم الى (mentor ) اي المرشد، الذي يقوم بعملية التوجيه والترشيد والتدريب في المحاضرات. و في الوقت الحالي يتطلب من أعضاء هيئة التدريس أن يكونوا صانعي محتوى، وصناعة المحتوى احدى اكبر التحديات التي يواجهها التعليم عن بعد. و حتى يتم صناعة محتوى متفاعل ومتسلسل يتطلب اعطاء اعضاء هيئة التدريس دورات متخصصة عن كيفية بناء محاضرات تفاعلية.