أجرى الحوار: روان المهيزع - طالبة إعلام بجامعة البحرينمقتنياته التراثية استخدمت في مسلسلات تلفزيونيةتتنوع اهتمامات الأفراد بحسب اختلاف فئاتهم العمرية.. إلا أن ضيفنا (أبو خليفة) قد تعددت اهتماماته وتطورت من طفولته حتى فترة شبابه إلى وقتنا الراهن، وارتبط ذلك الاهتمام بمجال عشق التراث والولع بكل ما هو قديم.. والأكثر من ذلك أن هذا الاهتمام قد تدرج من مجرد ولع إلى هواية واحتراف، ومن ثم إلى تجارة وكسب عيش.. فهو في الوقت الراهن يدير محلاً مرموقاً في عراد يزوره الهواة ومحبو التراث من داخل البحرين ومن الدول المجاورة بفضل ما يتميز به المحل من نوادر وطريقة عرض فريدة تشد الزوار.وقد التقينا بالسيد صلاح المهيزع في محله "صلاح أنتيك" الكائن في عراد القديمة، وأجرينا معه الحوار التالي:- منذ متى وأنت مهتم بمجال الأنتيك؟منذ الطفولة كانت تستهويني هواية تجميع أجهزة الراديو والطوابع البريدية والألعاب القديمة، وكنت أتبادل القطع مع الأصدقاء والمهتمين من الهواة، ثم تطور شغفي إلى مجال الشراء والبيع لمثل تلك القطع، كما إنني أحرص على حضور المزادات المتخصصة التي تقام بين الحين والآخر في البحرين والدول المجاورة حتى أصبحت – ولله الحمد - أحد التجار المعروفين في هذا الجانب.- هل تخشى المنافسة في هذا المجال؟على الرغم من وجود منافسين، إلا أن التنافس بيننا يظل شريفاً وأخوياً للبحث عن القطع النفيسة، وتوفير خدمة متميزة للهواة ومحبي التراث في البحرين وخارجها.- عشق الأنتيك بالنسبة لك، هل هو هواية أو تجارة ؟في البداية كان مجرد هواية، ولكنه تحول تدريجياً الى تخصص وتجارة، ويوماً بعد آخر تجدني متعمقاً أكثر وأكثر في مجال اهتمامي بالتراث والأنتيكات.- هل تقتني قطعاً نفيسة؟ وماهي؟نعم أقتني الكثير من القطع الفريدة، من بينها صندوق تجميع اللؤلؤ (بشتختة الطواش) التي تعتبر قطعة متميزة يسعى الهواة في منطقة الخليج إلى اقتنائها والبحث عنها لإدراجها ضمن محتويات متاحفهم المنزلية.- كم يبلغ عدد الهواة في مملكة البحرين؟لا يمكنني حصرهم في عدد معين، حيث إن هناك كثيراً من الأخوة المهتمين بجمع كل ما هو قديم، وجمع العملات المعدنية والورقية وجمع الطوابع وجمع الصور التاريخية، وأيضاً جمع الوثائق التاريخية النادرة وجوازات السفر منذ كان مسماها (حكومة البحرين وتوابعها) إلى وقتنا الراهن، والكثير منهم يحرصون على الالتقاء مساء كل خميس في مقر جمعية الهواة في العدلية للتشاور والتحاور والتبادل أو البيع والشراء من خلال مزاد الجمعية الأسبوعي.- ما مدى صعوبة الحصول على القطع الثمينة النادرة؟أصبح الأفراد في وقتنا الحاضر يدركون أهمية وقيمة القطع من حولهم بفضل الوعي لدى عامة الناس، فنادراً ما يوجد أشخاص لا يعلمون قيمة القطعة التي يقتنونها.- هل صحيح كلما زاد عمر القطعة زاد ثمنها؟ليس بالضروري أن يكون كل قديم نادر، ففي كثير من الأحيان هناك قطع قديمة في العمر، ولكنها ليست بنادرة نظراً لكونها متوفرة بكثرة.. فالقاعدة تكون بالكيف وليس بالكم.- ما الفرق بين الأنتيك والتراث؟الانتيك هو عبارة عن تحف قديمة مثل القطع الكلاسيكية التي ارتسمت في ذاكرة الزمن، وتتمثل في القطع الخشبية المصنوعة أو الزجاجيات أو القطع المنزلية النادرة، بينما التراث يقصد منه العناية بالموروث التاريخي والحقبة الزمنية التي يمر بها تاريخ وتراث كل أمة من الأمم.- كم مزاداً تنظم في السنة الواحدة؟في كل عام أقوم بتنظيم والإشراف على ما يقارب العشرين مزاداً تشهد حضور العديد من الهواة والمهتمين والمدعوين ووسائل الإعلام التي تقوم بتوفير التغطية الصحفية لكل مزاد مع التركيز في تغطياتهم الصحفية على أهم القطع التي يتم عرضها وبيعها.هل لك مشاركات أخرى في مجال المزادات التراثية خارج البحرين؟نعم مشاركاتي كانت وما زالت في دول الخليج الشقيقة.كم سنة أمضيت في هذا المجال؟أمضيت في هذا المجال ما يقارب العشرين عاماً.هل عشت فترة (عبق الماضي)؟كلا، ولكني شعرت بأنني خضت هذه الحقبة الزمنية التي تتميز بحلاوتها وبساطتها.ما عمر أقدم قطعة تراثية اقتنيتها؟أقدم قطعة أمتلكها ومازلت أفتخر بها هي قطعة حريرية من كسوة الكعبة من أيام عهد الحكم العثماني التي انتهت في عشرينيات القرن الماضي.لماذا أنت مهتم بهذا المجال دون غيره؟اهتمامي بهذا المجال نابع من منطلق رغبتي في الحفاظ على (عبق الماضي)، ومن أجل تعليم الجيل القادم بتراث أجدادنا.يقال أنك أفضل مدير مزادات في الخليج.. ما رأيك؟مما لا شك فيه، إن إدارة المزادات تتطلب مهارات وخبرة خاصة بجانب اتقان كيفية التعامل مع الجمهور وتحفيزه خلال فقرات المزاد.. وأنا بكل فخر أمثل مملكة البحرين الغالية في الداخل والخارج، وأحرص كل الحرص على أن أكون مشرفاً لوطني الحبيب في كل المناسبات.كم مزاداً قمت بإدارته لـ (مؤسسة نفائس) المتخصصة؟أنا أتعامل مع شركة نفائس لإدارة المزادات منذ المزاد الأول حتى المزاد الثامن في فندق كراون بلازا وسط حضور حاشد، و(مؤسسة نفائس) يديرها د. عبدالله جبر السليطي والاستاذ صفاء ابراهيم آل شريف هي شركة مزادات عالمية تعرض القطع الملكية والنادرة التي تستقطب المتهين بهذا المجال.في اعتقادك، هل يحظى أصحاب التراث ومحبو الأنتيك بالاهتمام اللازم من الجهات المختصة؟نعم، مملكة البحرين تهتم وتدعم الشباب الهواة في سياق المحافظة على التراث البحريني الأصيل، ولا ننسى الداعم الأول للحفاظ على التراث والأصالة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار التي تعتبر قدوة يحتذى بها في جانب رعاية الثقافة والتراث في مملكتنا.. وهناك جمعية البحرين للتراث برئاسة د. عيسى أمين، وجمعية البحرين لهواة الطوابع برئاسة السيد محمد جناحي، ولا ننسى دور وزارة شؤون الاعلام في تقديم وبث برامج تلفزيونية متنوعة ذات طابع تراثي.هل لك مشاركات في أعمال تلفزيونية؟نعم، قمت بتوفير القطع التراثية الخاصة لبرنامج المسيان، ومسلسل مارغريت للفنانة حياة الفهد، وفيلم (سيحل النور) للمخرج سلمان يوسف، وكان العرض الأول للفيلم في المهرجان السينمائي في مملكة السويد، وغيرها من الإسهامات الشخصية في جانب دعم الأعمال التراثية.هل تسعى لتوريث هذه المهنه لأولادك؟بالتأكيد، ولله الحمد فإني قد وفقت في غرس بذرة عشق تراث الآباء ومجد الأجداد في نفوس أبنائي الذين هم سند لي.هل تعتقد أن هذه الهواية ستندثر؟لا أظن ذلك مادام الكثيرون في البحرين يهتمون بالتراث الأصيل، والدليل على ذلك كثرة المجالس التراثية ذات الطابع التراثي في مختلف مدن البحرين، مثل مجلس عبدالعزيز يوسف بوزبون في البسيتين، مجلس علي عثمان في المحرق، مجلس عبدالله باقر في الرفاع، مجلس أحمد البوسميط وصالح الحسن في عراد، مجلس عيسى مال الله الخالدي وغيرها الكثير من المجالس والمتاحف المنزلية العريقة ذات الصيت الطيب محلياً وخليجياً.من أين تأتي بكل هذه المقتنيات لديك؟أنا شخص يحب البحث والاطلاع والتقصي.. وفي كل سفرة أقتني أفضل القطع التراثية التي تمثل التراث.ماهو شعارك؟شعاري في المحل هو "سوف تشتري كل ما رماه أجدادك"!