شهد المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي اليوم الأربعاء الموافق 16 مارس 2022م تدشين النسخة الثانية من كتاب "التراث العالمي في البلدان العربية"، وذلك في مقر المركز بالمنامة، بحضور الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة مجلس إدارة المركز، الدكتورة هبة عبدالعزيز مديرة المركز وتواجدٍ دبلوماسي رفيع المستويات وشخصيات ثقافية وإعلاميين.
وصدر الكتاب في جزئه الثاني عن المركز الإقليمي العربي للتراث، وتم إطلاقه نهاية العام الماضي لأول مرة في مقر منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونيسكو) بالعاصمة الفرنسية باريس.
وبهذه المناسبة قالت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة: "من خلال كتاب التراث العالمي في البلدان العربية نوثّق لكافة مواقعنا العربية الثقافية والطبيعية على قائمة منظمة اليونيسكو للتراث الإنساني"، وأضافت: "هذا المنجز الجديد للمركز الإقليمي يأتي في هذا العام الذي نحتفي فيه بعشر سنوات من العمل على حماية وصون وحفظ كنوزنا الحضارية العربية، ونكرسه للاحتفال بالذكرى الخمسين على بداية اتفاقية التراث العالمي لعام 1972م".
وأشارت إلى أن أهمية الكتاب تكمن في كونه يوفّر وثيقة رسمية ومعتمدة لكافة الباحثين والمهتمين بالتراث العالمي العربي ويروّج لثراء مكونات الوطن العربية البشرية والحضارية، في وقت تعاني فيه العديد من المواقع في المنطقة من أخطار محدقة بسبب استمرار الأزمات الطبيعية والبشرية، مؤكدة على أهمية استمرار العمل على مساعدة الدول العربية الأعضاء في تنفيذ اتفاقية التراث العالمي ودعم المواقع التراثية في مواجهة مختلف التحديات من خلال البرامج المختلفة للمركز الإقليمي العربي للتراث العالمي. كما شكرت معاليها المصور الفرنسي العالمي جان جاك جيلبار الذي قام بتصوير كافة المواقع التراثية العربية والمتواجد في احتفالية التدشين.
من جهتها قالت الدكتورة هبة عبدالعزيز إن كتاب التراث العالمي في البلدان العربية في جزئه الثاني يعد استكمالاً للجزء الأول ويهدف إلى تمكين القراء العربي من استكشاف ما لدى مجتمعاته من مقومات حضارية يمكنها أن تساهم في تعزيز عملية التنمية المستدامة، وأشارت إلى أن المركز سيواصل تنفيذ استراتيجيته خلال عام 2022م، ويشهد شهر سبتمبر القادم "أيام التراث العالمي" التي تحتفي بذكرى تأسيس المركز العاشرة والذكرى الخمسين لاتفاقية التراث العالمي.
كما شاهد الحضور فيلماً يعكس جمال الصور المأخوذة لمواقع التراث العالمي في العالم العربي.
ويهدف كتاب "التراث العالمي في البلدان العربية" في نسخته الثانية والذي يخاطب العالم بثلاث لغات (العربية، الإنجليزية والفرنسية) إلى عرض وترويج مواقع التراث العالمي في الوطن العربي ونشر المعلومات المتعلقة، وهي مواقع تمتد من المغرب العربي وحتى الخليج وتتنوع بشكل كبير ما بين مواقع ثقافية وطبيعية، ويصل عددها في الكتاب الثاني إلى 86 موقعاً، بزيادة قدرها 20 موقعاً عن النخسة الأولى من الكتاب، حيث تم تسجيل هذه المواقع الجديدة على قائمة التراث العالمي ما بين عامي 2011 و2019م، عاكسة بذلك غنى وجمال التراث الذي تتمتّع بها الأقطار العربية.
وهذا وكان الجزء الأول من الكتاب قد تم إصداره عام 2012م بتعاون ما بين زارة الثقافة في البحرين ومنظمة اليونيسكو وألكسو وبدعم كذلك من بحرين بي. ويتمتّع الكتاب بلغة بصرية قوية، حيث يحتوي على مشاهد فوتوغرافية لافتة ومميزة، وبتفاصيل دقيقة للمواقع العربية المسجلة على قائمة التراث العالمي، حيث قام بتصوير كافة المواقع المصور الفرنسي المتخصص في تصوير التراث العالمي جان جاك غيلبيرت.
ومن خلال إصدار كتاب "التراث العالمي في البلدان العربية"، يساهم المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي في إلقاء الضوء على أهمية حماية التنوع الذي تمتاز به مواقع التراث العربية، إضافة إلى استثمار تسجيل هذه المواقع وحمايتها تحت اتفاقية عام 1972م في سبيل تحقيق التنمية المستدامة والارتقاء بالمجتمعات المحلية. كما ويساهم إطلاق الكتاب على هذا المستوى الرفيع في التركيز على طبيعة التعاون ما بين المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي وكافة الدول العربية ورفع الوعي بأهميتها للأجيال الحالية والمستقبلية.