أكد رئيس قسم التصميم الداخلي بالجامعة الأهلية الدكتور عماد العسولي أن تصميم مباني صحية وصديقة للبيئة ومكافحة للأوبئة إحدى أهم توصيات مؤتمر العمارة والتصميم الذي نظمته الجامعة الأهلية بالتعاون مع جامعة ووكسن الهندية، مشددا على أهمية مواطبة المصممين لمتطلبات التكنولوجيا الحديثة في مختلف تصاميمهم الابداعية.

وأوضح العسولي على هامش اختتام المؤتمر الذي بحث مستقبل التصميم والعمارة ما بعد الجائحة بأن مواد ومعادن معينة مثل الملح والنحاس والينك يقللون من اقتحام الميكروبات والفيروسات مما يشجع على تعزيز استخدامها في العمارة الحديثة، كما أكدت الجائحة أهمية تعزيز الفضاءات المفتوحة في الابنية وفاعلية التهوية فيها من أجل جعلها صحية وصديقة للبيئة .

ونوه العسولي إلى أن المؤتمر بحث على مدى يومين تطور النقد المعماري مع الزمن وكيف أثرت الجوانب المجتمعية على البيئة المبنية، مشيرا إلى وجود عدد من القضايا التي تناولها المؤتمر كزيادة المعرفة في المجالات الإبداعية في العمارة والتصميم وتعزيز التواصل بين الاوساط الأكاديمية والمهنية في مجال التصميم وبحث التطورات التصميمية في عالم ما بعد جائحة كوفيد 19 والبحث عن توفير تصاميم أكثر أمنا وسلامة وأكثر صداقة للصحة الانسانية .

وشكر العسولي خريجي وطلبة التصميم الداخلي والعاملين في مجال التصميم والمختصين والمهتمين الذي تجاوبوا مع فعاليات المؤتمر الذي عقد عبر الفضاء الإلكتروني التفاعلي .

وأكد العسولي على تنامي الاهتمام العالمي بالتصميم الداخلي، مع إدراك القطاعات الهندسية والانشائية لأهميته في المعالجة المكانية لمختلف المنشآت والابنية والفضاءات سواء كانت محلات تجارية أو وحدات سكنية أو مرافق خدمية كالمستشفيات والحدائق والمجمعات ومختلف المرافق العامة .

وفي ورقته الرئيسة، قدم رئيس لجنة الهندسة المعمارية وتخطيط المدن بفرع فروتسواف التابع لأكاديمية العلوم البولندية (PAN) البروفيسور يانوش عرضًا تقديميًا تناول أبرز المقترحات والنماذج والتصاميم والأنظمة الهيكلية المبتكرة في العصر الحديث في المجال الهندسي والمعماري، وشدد على مراعاة العديد من الظروف المعقدة في عملية التصميم المعماري والهندسي، وأشار إلى أن استخدام تقنيات الكمبيوتر تساهم في عمليات التصميم والعمارة، مما يسهم في تقليل استهلاك الطاقة والمواد اللازمة وقت التنفيذ .

وناقشت الجلسة الرئيسة للمؤتمر أهمية مراعاة إضفاء طابع الإرث الوطني في التصاميم الحديثة للوحدات السكنية أو المباني أو المنشآت والمحلات المختلفة، إلى جانب أهمية إدخال الإبداع البشري مع استخدام التقنيات التكنولوجية في المساهمة في إنتاج تصاميم عصرية مبتكرة، وتحدث في هذا الصدد د. نهال المرباطي، د. أنجالي كريشان شارما، د. توماس ميكال، أ.نيلام شاه .

وقدمت الطالبة منى آل طوق بحثًا ناقشت فيه تأثير كوفيد-19 على الترتيب المكاني للتصميم الداخلي لمساكن الطلبة، حيث تم إجراء هذا البحث من خلال إجراء مسح على عينة من طلبة الجامعة الأهلية لجمع المعلومات بشأن عدد الطلبة الذين أجروا تغييرات في منازلهم لتخصيص مساحة خاصة للدراسة أثناء الجائحة من خلال تطبيق ما تعلموه من برنامج التصميم الداخلي، واستنتجت الدراسة ارتفاع متوسط عدد طلبة التصميم الداخلي ممن اضطروا إلى تغيير مساحتهم الداخلية في المنزل للدراسة، وهو ما يؤكد أن الجائحة قد أثرت على مساحات متعلمي التصميم الداخلي .

وشاركت المحاضرة بالجامعة الأهلية أماني العالي بورقة علمية تهدف إلى التحقيق في إدارة العلامات التجارية العالمية وتوطين التصميم المكاني، نظرًا لافتقار مجموعة متنوعة لطرق التوطين وقضايا التصميم في بعض التجارب المكانية للعلامات التجارية، والمسافة من ناحية توزيع فرق العمل في الفروع على مستوى العالم .

وتطرقت زميلتها المحاضرة زينب عبدالمحسن عيد في ورقتها العلمية إلى موضوع إعادة التفكير في المساحات الخضراء العامة في المناطق الحضرية ذات الكثافة السكانية العالية مثل سنغافورة، لما للمساحات الخضراء من أهمية في إنشاء مدن صحية وصالحة للعيش، وتقليل آثار التوسع الحضري من خلال الخصائص العلاجية للنباتات، وتوفير الاحتياجات الترفيهية والاجتماعية والثقافية لمستخدمي الفضاء الحضري، وجذب الاستثمارات الاقتصادية من خلال المجتمعات القائمة على المعرفة .

وتحدثت أ. ديبالينا غوش، مساعدة بروفيسور من جامعة ووكست، في ورقتها عن إعادة استخدام المطاحن المهجورة الممتدة على طول نهر هوجلي، من خلال تطويرها والحفاظ على التمديد المحتمل لعمرها وأهميتها الاجتماعية والثقافية من أجل مستقبل مستدام. وتشير نتائج الدراسة إلى أن إعادة الاستخدام المرن هي أفضل الاستراتيجات لتجديد المباني من دون المساس بتاريخ عمرانها المهم ثقافيًا ومعماريًا، وتقديم الفرص لهذه المواقع لتصبح محفزًا ومكانًا غنيًا للمدينة والمنطقة. وتسلط الدراسة أيضًا الضوء على الحاجة إلى النمو المدفوع بالفن من خلال بناء مساحات عامة وإنشاء مدن نابضة بالحياة .

وشاركت مصممة المجوهرات ومؤسِسَة غالا للمجوهرات السيدة مريم فياض بورقة تناولت موضوع استكشاف تأثير الذكاء الاصطناعي والتصنيع المضاف على صناعة المجوهرات، إذا يعتقد المصنعون والمصممون والعملاء أن التفاعل البشري أمر بالغ الأهمية، والتعامل الوحيد مع الذكاء الاصطناعي سيؤدي إلى التخلص من القيمة الملموسة للقطعة وعملية التصنيع. وبناءً على النتائج التي توصلت لها الدراسة، أوصت فياض بإجراء المزيد من الأبحاث لفهم كيف يمكن أن يُستفاد من الذكاء الاصطناعي وكيف يمكن للمصممين اكتساب المعرفة حول قدرات الذكاء الاصطناعي والتصاميم ثلاثية الأبعاد، وأهمية تثقيف المستهكلين حول عملية التصنيع .

وقد حظيت فعاليات المؤتمر بمناقشات ثرية ومتعددة برزت خلالها الاختلافات الذوقية بين البيئات المتعددة للباحثين والمختصين المشاركين في المؤتمر فيما كان العامل المشترك أهمية الصداقة والمواءمة بين التصاميم الحديثة والبيئة الصحية المستدامة .