جناح مملكة البحرين في إكسبو 2020 دبي هو مساحة غامرة ومفتوحة حيث تعرض هندسته المعمارية ومعارضه والمقهى الذي يستضيفه مجتمعة قدرة البحرين على استثمار مساحتها الجغرافية المحدودة من أجل تطوير بعضٍ من أهم المقوّمات الحضارية القوية للبلاد. ويعد المطبخ البحريني جوهرة الثقافة المحلية، ويمكن لزوار جناح البحرين في الإكسبو "الكثافة تنسج الفرص" تجربة النكهات المختلفة والمتنوعة للمطبخ البحريني.

وبما يحتويه من أطباق تجريبية صغيرة من المأكولات البحرينية التقليدية، قام كل من الطاهيين البحرينيين الحائزين على جوائز، بسام العلوي ولولوة صويلح بابتكار قائمة طعام فريدة لمقهى الجناح. ومع الحفاظ على جوهر النكهات الخاصة بالمطبخ البحريني، يهدف هذا المقهى إلى تعريف العالم الذي يزور الإكسبو بهذه المأكولات التي لا يعرف عنها الناس الكثير، بالإضافة إلى تذكير البحرينيين الزائرين للجناح بالروح الأصيلة للوطن عبر مذاق هذه المأكولات. وفي حديثه حول هذا الموضوع، يلقي الشيف بسام العلوي الضوء على الفوائد الثقافية الدبلوماسية لمثل هذا المقهى، فيقول: "أنا أؤمن بالجانب الدبلوماسي الذي يتضمنه تذوق الطعام المطبخ التقليدي لبلد ما. من الصعب ألا يعجبك شخص يقدّم لك طعامًا جيدًا".

من جانبها شدّدت الشيف لولوة صويلح على أن الأطباق والمشروبات في مقهى جناح البحرين في الإكسبو أصيلة وحديثة في الوقت عينه. وتقول: "تقنيات الطهي هي الاختلاف الأكبر بين الأطباق التي يتم تقديمها في الجناح وتلك التي يتم تناولها في المنزل - ومع ذلك، لا يتم التضحية بأصالة النكهة".

وأوضحت الشيف صويلح: "إن هذه الأطباق شديدة التعقيد، لا يتم تدريسها في مدارس الطهي، لأن الوصفات متوارثة في عائلاتنا. وهذا جزء أساسي من تراثنا"، بينما يؤكد الشيف العلوي أن عمل عالمة الأنثروبولوجيا البحرينية الدكتورة دلال الشروقي ساعد في تقديم سياق تاريخي لعملهم. كانت مملكة البحرين، وهي أرخبيل صغير من الجزر يقع في المياه الهادئة للخليج العربي، مركزًا تجاريًا متكاملًا، ويقول العلوي: "إن حجم البحرين وما تتمتّع به من تعددية ثقافية هو ما يجعلنا متفرّدين. لدينا مثل هذه الجغرافيا الصغيرة التي تدفع المجتمعات المختلفة إلى الاختلاط. من حيث الكثافة، فإن ثراء المطبخ البحريني يتجسد في هذا الواقع التاريخي".

وعلى الرغم من تعدد التأثيرات على المطبخ البحريني، من الثقافة الهندية والبرتغالية والفارسية على سبيل المثال لا الحصر، إلا أنه يحتفظ بهويته البحرينية الأصيلة. ويقوم الطهاة بصنع خلطات التوابل التقليدية، المعروفة باسم البهارات البحرينية، باستخدام توابل منتقاة بعناية من سوق التوابل المحلي لإتقان النكهة. "تعد توابلنا أحد العناصر التقليدية في المطبخ التي أشعر بالفخر بها"، يقول الشيف بسام العلوي، ويضيف: "قمنا بتنظيفها وتجفيفها وتحضيرها بأنفسنا - كل شيء هنا مصنوع يدويًا، على غرار مخرجاتنا الثقافية الأخرى مثل النسيج واللؤلؤ".

وكان مما واجهه الطهاة، هو عدم توفر بعض المكونات الأصيلة في المطبخ البحريني بشكل جاهز في دولة الإمارات العربية المتحدة، كالليمون الأسود (اللومي)، ولذلك كان عليهم تجفيف الليمون بأنفسهم. وقد أبدى العديد من زوّار الجناح إعجابهم بمشروب صودا الليمون الأسود الذي يقدّمه المقهى، وهو ما يعكس المزج ما بين مكوّنات تقليدية في صنع نكهات جديدة عصرية.

كما ضمّت مجلة "Time Out Dubai " مقهى جناح مملكة البحرين ضمن قائمتها لخمسين مكانًا رائعًا لتناول الأطعمة في إكسبو 2020 دبي، وأدرجت مقهى الجناح الوطني ضمن عملية التصويت المفتوحة للزوار لاختيار وجهتهم المفضلة للأطعمة والمشروبات في الإكسبو.

هذا ويفتح جناح مملكة البحرين الوطني "الكثافة تنسج الفرص" في إكسبو 2020 دبي أبوابه حتى نهاية شهر مارس 2022م. تم تصميم الجناح من قِبل كريستيان كيريز زيورخ أيه جي، وهو عبارة عن مساحة مفتوحة ومغمورة قليلاً في الموقع، يتم الوصول إليها من خلال منحدر يصنع انتقالاً ما بين العالم الخارجي والداخلي للجناح. يتكوّن هيكل هذه المساحة المركزية من 126 عموداً بسماكة 11 سنتيمتراً وبارتفاعٍ يبلغ 24 متراً. وتضمّ هذه المساحة المركزية للجناح فضاء العرض الرئيسي، متجر الهدايا، والمقهى، والموزّعة بشكل حر ما بين أعمدة المبنى التي تشكّل التجربة المكانية الملموسة للكثافة في الجناح.