في كلمته أمام اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي..
شارك الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني، وزير الخارجية، في اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، الذي بدأت أعماله في العاصمة الباكستانية إسلام آباد اليوم الثلاثاء الموافق 22 مارس 2022م، برعاية دولة السيد عمران خان، رئيس وزراء جمهورية باكستان الإسلامية، وبحضور وزراء الخارجية في الدول الأعضاء، ومشاركة معالي السيد حسين إبراهيم طه، الأمين العام للمنظمة.
وألقى وزير الخارجية في الجلسة المغلقة للاجتماع كلمة أعرب فيها عن بالغ التهاني لجمهورية باكستان الإسلامية وشعبها الكريم، بمناسبة احتفال باكستان بالعيد الوطني والذي يصادف تاريخ 23 مارس، وبمرور الذكرى الخامسة والسبعين لاستقلالها، مشيدًا بما تشهده من تقدم وازدهار ونهضة حضارية متميزة في مختلف المجالات التنموية، وما تقوم به من دور سياسي ودبلوماسي بارز لدعم قضايا الشعوب الإسلامية في المحافل الدولية.
كما أعرب وزير الخارجية عن تقدير مملكة البحرين للجهود الطيبة التي تقوم بها منظمة التعاون الإسلامي لتعزيز التضامن والتكاتف بين الدول والشعوب الإسلامية تجاه مختلف التحديات والصعوبات التي تواجه الأمة الإسلامية، سياسيًا وأمنيًا واقتصاديًا واجتماعيًا، وتحقيق تطلعات الشعوب الإسلامية للسلم والاستقرار والازدهار والنماء، مشيدًا بالجهود الطيبة المقدرة التي تقوم بها الأمانة العامة للمنظمة في هذا الخصوص.
وشدد وزير الخارجية على تأكيد مملكة البحرين على أهمية توحيد الجهود وحشد الطاقات وتعزيز التعاون والتنسيق المشترك بين الدول الإسلامية وفق المبادئ التي نصت عليها القوانين الدولية وميثاق الأمم المتحدة وميثاق منظمة التعاون الإسلامي، ممثلة في احترام حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وفض المنازعات بالطرق السلمية، وتعزيز التعاون الدولي.
وأكد سعادته أن منظمة التعاون الإسلامي مدعوة إلى القيام بدور فاعل ومسؤول على المستوى العالمي، وخاصة تجاه القضايا الإقليمية والدولية التي تهدد الأمن والسلم الدوليين، وقال إن مملكة البحرين تدعو في هذا الاجتماع إلى القيام بجهد دبلوماسي إسلامي مشترك للإسهام في التوصل إلى سلام شامل مستدام في أوروبا بالتنسيق مع كافة الأطراف عبر الحوار بالطرق الدبلوماسية وتسوية النزاعات من خلال المفاوضات المباشرة حفاظًا على الأمن والسلم الدوليين، وتهيئة الظروف لإيصال المساعدات الإنسانية والإغاثية للتخفيف من معاناة المدنيين.
وأشار وزير الخارجية إلى أن الدول الإسلامية تواجه اليوم تحديات كبرى تقف حائلًا دون تحقيق ما نتطلع إليه جميعًا من أمن واستقرار وازدهار لصالح شعوبنا، وهي تتطلب موقفًا موحدًا وجهودًا مشتركة وعملًا متواصلًا من أجل مواجهتها والتغلب عليها.
وأضاف وزير الخارجية إن القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في نيل كافة حقوقه المشروعة، يأتي في مقدمة تلك التحديات، مؤكدًا تمسك مملكة البحرين بالثوابت العربية والإسلامية الأساسية، وضرورة تحقيق السلام العادل والدائم في منطقة الشرق الأوسط، عبر حل القضية الفلسطينية حلًا عادلًا وشاملًا، بما يلبي تطلعات الشعب الفلسطيني الشقيق في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وفق مبدأ حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
وقال سعادته إن الدول الإسلامية مدعوة إلى تكثيف وتعزيز التعاون فيما بينها ومع دول العالم لمواجهة تداعيات جائحة فيروس كورونا (كوفيد-19)، والعمل على سرعة تعافي الدول من آثار هذه الأزمة الطارئة صحيًا واقتصاديًا واجتماعيًا، والعودة إلى الحياة الطبيعية.
وأكد وزير الخارجية أهمية تعزيز التعاون المشترك بين الدول الأعضاء وتوحيد الجهود لمواجهة كافة أشكال الإرهاب والتطرف والعنف، التي تهدد الأمن والاستقرار والنماء في دولنا الإسلامية، وتشكل تهديدًا خطيرًا للأمن والسلم الدوليين، مشيرًا إلى تأكيد مملكة البحرين على مواصلة جهودها لمكافحة كافة التنظيمات الإرهابية وملاحقة مصادر تمويل الإرهاب وغسل الأموال، وكشف الدول والقوى التي تقدم لها الدعم والمساندة في عالمنا الإسلامي.
وأعرب وزير الخارجية عن إدانة مملكة البحرين لاستمرار جماعة الحوثي الإرهابية في تهديد أمن واستقرار المنطقة، وانتهاكاتها المستمرة لحقوق الشعب اليمني الشقيق، واستهداف المدنيين والمنشآت المدنية في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة عبر إطلاق الصواريخ البالستية والطائرات المسيرة المفخخة بشكل ممنهج ومتعمد، واعتدائهم المتواصل على السفن التجارية وتهديدهم لخطوط الملاحة والتجارة العالمية، في مخالفة صريحة لكافة القوانين والمواثيق الدولية.
وأوضح سعادته أن مملكة البحرين تؤكد على ضرورة قيام منظمة التعاون الإسلامي، وبالتعاون مع المجتمع الدولي لوقف استخدام الصواريخ البالستية والطائرات المسيرة المفخخة في تهديد أمن وسلامة المدنيين والمنشآت المدنية، ومنع الدول المنتجة لهذه الأسلحة من تزويد المليشيات والتنظيمات الإرهابية الخارجة عن سيطرة الدولة بهذه الأسلحة الفتاكة، مؤكدًا على ضرورة التوصل لحل سياسي للأزمة اليمنية وفق المرجعيات الدولية المعتمدة.
كما أكد وزير الخارجية على موقف مملكة البحرين الداعم للشعب الأفغاني وخياراته التي يقررها بنفسه دون أي تدخل أجنبي في شؤونه، والالتزام بسيادة افغانستان واستقلالها وسلامة أراضيها ووحدتها الوطنية، وضرورة تقديم المساعدة والدعم لإحلال السلام والأمن والاستقرار والتنمية في أفغانستان، وإيصال المساعدات الإنسانية والإغاثية العاجلة لتخفيف معاناة الشعب الأفغاني.