في طرح جديد وغير مألوف، قال الناقد والشاعر البروفيسور علوي الهاشمي بأن مؤسس علم الأوزان الخليل بن أحمد الفراهيدي لم يكن يهدف عبر وضع علم العروض إلى تقنين الشعر والقصائد الشعرية بقيود ما عرف بمفهوم عمود الشعر بقدر ما كان يهدف لوضع إطار يحفظ التراث والفكر والثقافة العربية حيث كان الشعر العربي الجامع لكل تلك العلوم والمعارف، خصوصا وأن الامة العربية كانت في مرحلة انتقالية تاريخية مهمة من الشفاهة إلى الكتابة، نافيا صحة ما فهمه بعض النقاد وأشاعوه في هذا المجال.
جاء ذلك في مؤتمر "الشعر في عالم متغير" الذي نظمه مركز اللغة العربية والدراسات الشرق أوسطية بالجامعة الأهلية صباح الاثنين الماضي الموافق 21 مارس/آذار 2022 بمقر الجامعة بمناسبة اليوم العالمي للشعر تحت رعاية الرئيس المؤسس رئيس مجلس الأمناء البروفيسور عبدالله الحواج، حيث تضمن المؤتمر عدة فعاليات شعرية ونقدية وافتتح بكلمة ترحيبية لرئيس الجامعة البروفيسور منصور العالي أكد فيها اهتمام الجامعة الأهلية باحتضان الفنون والآداب وكل ما يسهم في تنمية المجتمع انسانيا ويحيى روح الانتماء والمواطنة في أنفس الأجيال، كما تضمنت فعاليات المؤتمر حوار نقدي مفتوح وصريح تناول التجربة الشعرية البحرينية مع الناقد والشاعر والأديب البروفيسور علوي الهاشمي.
وأضاف الهاشمي محاورا رئيس مركز اللغة العربية والدراسات الشرق أوسطية الدكتور علي فرحان أن التراث العربي لم يهتد لعبقرية الخليل بن أحمد الفراهيدي الذي وضع علم النغم والإيقاع لتنظيم الشعر ووضع علم العروض لهدف مختلف تماما، فالهدف من هذا العلم ليس تقييد الشعر في البحور التي وضعها الخليل كما تصور الكثير من الشعراء والنقاد فيما مضى وإنما كان الهدف العميق من وراء ذلك وضع الاطار العام والاسس المتينة لحفظ العلوم العربية في أبعادها الفكرية والثقافية والاجتماعية والتاريخية.
وشجع الهاشمي الشعراء الشباب على اضافة جديد ما عبر تجربتهم الشعرية مؤكدا أن الشعر الحديث (شعر التفعيلة) خرج بالشعراء في ستينات وسبعينات القرن الماضي إلى الحرية الممهدة للتميز والابداع، ومنوها إلى أن اول من كتب قصائد بشعر التفعيلة في البحرين ومنطقة الخليج عموما الشاعر الدكتور غازي القصيبي رحمه الله.
ورجع الهاشمي بالحديث إلى الانطلاقة الأولى للتجربة الشعرية البحرينية المعاصرة عبر ديوان "أنين الصواري" للشاعر علي عبدالله خليفة والذي طبع في العام 1969 وأعقبه بعد عام واحد ديوان "البشارة" للشاعر قاسم حداد، حيث كان على غلافه صورة لوحة فنية للفنان التشكيلي عبدالله المحرقي تصور ثوب المرأة البحرينية معلقا على سطح البيت مع كل ما تعبر عنه تلك الصورة من مضامين التفاؤل والحلم الذي يكتنف قلب الشاعر في تلك المرحلة.
وتطرق الهاشمي إلى مثلث التجربة الشعرية البحريني على امتداد التاريخ مبينا أنه يضم 3 أضلاع، اثنان منهم قائمان وهما البحر والنخلة حيث يختزنان الهوية البحرينية ويرمزان إلى مكنونات شخصية الانسان البحريني، فيما تشكل الصحراء الضلع الباهت المتبقي في الذاكرة البحرينية حيث تمثل أصلا تاريخيا لكن التمدن جعلها أقرب إلى ذاكرة النسيان.
ورجح أن جلجامش حين قصد البحرين باحثا عن نبتة الخلود انما كان يبحث عن اللؤلؤ وما يؤكد لديه هذا الفهم ارتباط الكثير من الاكتشافات الاثرية في البحرين بالبحر الذي يعبر الشراع عنه وإلى جانبه النخلة.
وفي حديث ذي الصلة قال الهاشمي أنه لا يرى فارقا كبيرا بين الشاعر والناقد منوها إلى أنهما يقعان في إيهاب واحد، فكل شاعر في الخارج يختزن ناقدا في الداخل، ولا يمكن للشاعر أن يكتب شعرا إلا أن يكون ناقدا وموجها لهذا الشعر بنفسه. واستذكر الهاشمي في هذا السياق مقولة لأحد الأدباء النقاد الغربيين قال فيها: "هناك تحت جلد كل شاعر ناقد". وأضاف: الشعر والنقد لا ينفصلان إلا في ظروف معينة، ويعودان مجددا، ويتبادلان المواقع أحيانا.
جاء ذلك في مؤتمر "الشعر في عالم متغير" الذي نظمه مركز اللغة العربية والدراسات الشرق أوسطية بالجامعة الأهلية صباح الاثنين الماضي الموافق 21 مارس/آذار 2022 بمقر الجامعة بمناسبة اليوم العالمي للشعر تحت رعاية الرئيس المؤسس رئيس مجلس الأمناء البروفيسور عبدالله الحواج، حيث تضمن المؤتمر عدة فعاليات شعرية ونقدية وافتتح بكلمة ترحيبية لرئيس الجامعة البروفيسور منصور العالي أكد فيها اهتمام الجامعة الأهلية باحتضان الفنون والآداب وكل ما يسهم في تنمية المجتمع انسانيا ويحيى روح الانتماء والمواطنة في أنفس الأجيال، كما تضمنت فعاليات المؤتمر حوار نقدي مفتوح وصريح تناول التجربة الشعرية البحرينية مع الناقد والشاعر والأديب البروفيسور علوي الهاشمي.
وأضاف الهاشمي محاورا رئيس مركز اللغة العربية والدراسات الشرق أوسطية الدكتور علي فرحان أن التراث العربي لم يهتد لعبقرية الخليل بن أحمد الفراهيدي الذي وضع علم النغم والإيقاع لتنظيم الشعر ووضع علم العروض لهدف مختلف تماما، فالهدف من هذا العلم ليس تقييد الشعر في البحور التي وضعها الخليل كما تصور الكثير من الشعراء والنقاد فيما مضى وإنما كان الهدف العميق من وراء ذلك وضع الاطار العام والاسس المتينة لحفظ العلوم العربية في أبعادها الفكرية والثقافية والاجتماعية والتاريخية.
وشجع الهاشمي الشعراء الشباب على اضافة جديد ما عبر تجربتهم الشعرية مؤكدا أن الشعر الحديث (شعر التفعيلة) خرج بالشعراء في ستينات وسبعينات القرن الماضي إلى الحرية الممهدة للتميز والابداع، ومنوها إلى أن اول من كتب قصائد بشعر التفعيلة في البحرين ومنطقة الخليج عموما الشاعر الدكتور غازي القصيبي رحمه الله.
ورجع الهاشمي بالحديث إلى الانطلاقة الأولى للتجربة الشعرية البحرينية المعاصرة عبر ديوان "أنين الصواري" للشاعر علي عبدالله خليفة والذي طبع في العام 1969 وأعقبه بعد عام واحد ديوان "البشارة" للشاعر قاسم حداد، حيث كان على غلافه صورة لوحة فنية للفنان التشكيلي عبدالله المحرقي تصور ثوب المرأة البحرينية معلقا على سطح البيت مع كل ما تعبر عنه تلك الصورة من مضامين التفاؤل والحلم الذي يكتنف قلب الشاعر في تلك المرحلة.
وتطرق الهاشمي إلى مثلث التجربة الشعرية البحريني على امتداد التاريخ مبينا أنه يضم 3 أضلاع، اثنان منهم قائمان وهما البحر والنخلة حيث يختزنان الهوية البحرينية ويرمزان إلى مكنونات شخصية الانسان البحريني، فيما تشكل الصحراء الضلع الباهت المتبقي في الذاكرة البحرينية حيث تمثل أصلا تاريخيا لكن التمدن جعلها أقرب إلى ذاكرة النسيان.
ورجح أن جلجامش حين قصد البحرين باحثا عن نبتة الخلود انما كان يبحث عن اللؤلؤ وما يؤكد لديه هذا الفهم ارتباط الكثير من الاكتشافات الاثرية في البحرين بالبحر الذي يعبر الشراع عنه وإلى جانبه النخلة.
وفي حديث ذي الصلة قال الهاشمي أنه لا يرى فارقا كبيرا بين الشاعر والناقد منوها إلى أنهما يقعان في إيهاب واحد، فكل شاعر في الخارج يختزن ناقدا في الداخل، ولا يمكن للشاعر أن يكتب شعرا إلا أن يكون ناقدا وموجها لهذا الشعر بنفسه. واستذكر الهاشمي في هذا السياق مقولة لأحد الأدباء النقاد الغربيين قال فيها: "هناك تحت جلد كل شاعر ناقد". وأضاف: الشعر والنقد لا ينفصلان إلا في ظروف معينة، ويعودان مجددا، ويتبادلان المواقع أحيانا.