تحتفل مملكة البحرين يوم غد الجمعة الموافق 25 مارس 2022، بيوم الشباب البحريني في نسخته الأولى، والذي جاء بناء على قرار مجلس الوزراء الموقر العام الماضي باختيار الخامس والعشرين من مارس من كل عام ليكون يومًا للشباب البحريني، وذلك عرفانا وتقديرا لعطاءات وإبداعات شباب الوطن ودورهم فيما تشهده المملكة من نهضة وتطور في شتى القطاعات.
ويشكل الاحتفال بيوم الشباب البحريني مناسبة هامة لتجديد الفخر والاعتزاز بإسهامات قطاع الشباب، كما أنه يحمل العديد من الدلالات بشأن المكانة والاهتمام الذي يحظى به الشباب في مملكة البحرين في ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، والذي يؤمن بأهمية دور الشباب وطاقاتهم المبدعة وتأثيرهم في استدامة مسيرة النماء الشامل، باعتبارهم ثروة الوطن الحقيقة في الحاضر والمستقبل.
ويعكس الاحتفال مدى اهتمام الحكومة الموقرة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله بقطاع الشباب، وما يوليه سموه من حرص على تسليط الضوء على النماذج المشرفة منهم وتكريمهم ليكونوا مصدر الهام وحافزًا لغيرهم من الشباب على الاجتهاد والمبادرة، وإبراز طاقاتهم الخلاقة والمبدعة، في كل ما يسهم في تعزيز المنجزات والمكتسبات الوطنية .
ويعد الاحتفال تتويجا للجهود التي يقوم بها سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الخيرية وشؤون الشباب رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة ومبادرات سموه العديدة للنهوض بواقع ومستقبل الشباب البحريني وتنميته حتى يكون مواكبا لروح العصر، بما مكّن الشباب البحريني من تحقيق إنجاز تلو الأخر، وكذلك مساهمات سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة النائب الأول لرئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس الهيئة العامة للرياضة رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية ، في رفع كفاءة الرياضيين البحرينيين من الشباب.
ويمثل يوم الشباب البحريني فرصة للاحتفاء بثمار التجربة البحرينية المتفردة في تنمية الشباب ورعايتهم اجتماعيا وعلميا ومعرفيا وصحيا وثقافيا ورياضيا، حتى أصبحت المملكة نموذجا رائدا ومتميزا بين الدول عبر اتخاذ خطوات حقيقية ومؤثرة ساعدت الشباب على الإنجاز والإبداع والابتكار والارتقاء بطاقاتهم ومهاراتهم ليكونوا عنصرا فاعلا ومؤثرا في منظومة النهضة والازدهار.
إن جهود مملكة البحرين في الاهتمام بالشباب ترتكز في المقام الأول على المكانة الكبيرة التي يحظى بها شباب البحرين في فكر واهتمام صاحب الجلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه، حيث أكد في العديد من المناسبات اعتزازه بما تبذله الكوادر البحرينية الشابة من جهود في جميع مجالات الحياة والتنمية في المملكة، كما يحرص جلالته، أيده الله، على منح الشباب كل الفرص التي تمكنهم من الإسهام في جميع قطاعات العمل والبناء، وهو الأمر الذي وفّر بيئة مثالية للشباب البحريني للانطلاق والتميز والقدرة على التنافسية، وساهم في رفع اسم وعلم مملكة البحرين عاليا في مختلف المناسبات والمحافل الإقليمية والدولية.
وتعطي "جائزة الملك حمد لتمكين الشباب لتحقيق أهداف التنمية المستدامة"، والتي تم إطلاقها للمرة الأولى خلال منتدى الشباب التابع للمجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة في يناير 2017، دليلا واضحا على مدى إيمان جلالته بقدرة الشباب على قيادة بلدانهم والعالم نحو مستقبل مشترك أفضل يسوده السلام والازدهار، وتجسيدا لرؤية عصرية جوهرها أن الاستثمار في قدرات وطاقات وإبداع الشباب يحقق أفضل العوائد للتنمية المستدامة والرفاهية المستقبلية ليس في مملكة البحرين فحسب، وإنما في جميع دول العالم.
وقد قال جلالة الملك المفدى أيده الله خلال حفل إعلان الفائزين بجائزة الملك حمد لتمكين الشباب لتحقيق أهداف التنمية المستدامة في نسختها الثالثة في 30 ديسمبر 2020:" نود أن نعرب عن اعتزازنا العميق لما تبذله كوادرنا البحرينية الشابة من جهود متواصلة وبخطوات واثقة نتابعها بكل اهتمام، تعزيزا لريادة تجربتنا الشبابية الوطنية لترتقي بنتائج عملها ولتستمر في تحقيق إنجازاتها بمهنية عالية وبتنافسية عالمية.
وتحرص مملكة البحرين في كل استراتيجيتيها وخططها للنهوض بالشباب على المزج بين الإطار الفكري والعملي، إذ تهتم في المقام الأول ببناء الشباب وتنشئتهم على قيم المواطنة والانتماء الوطني وتعميق احساسهم بالمسئولية الوطنية، كما تعمل على صقل مهارات الشباب وتسليحهم بأحدث المعارف والعلوم وتوفير كل أحدث النظم التعليمية التي تساعد في تخريج أفواج من الشباب مؤهلين بروح العصر الحديث ولديهم الكفاءة على الانخراط في سوق العمل، دون تجاهل لأهمية تأثير الرياضة في بناء أجيال شابة لديها روح التنافس والرغبة في جعل البحرين في الصدارة بجميع الأنشطة والألعاب والرياضات.
ومن أبرز ملامح الاهتمام بالشباب البحريني، برنامج صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء لتنمية الكوادر الحكومية، والذي يهدف إلى استقطاب الطاقات البحرينية الشابة في القطاع العام وإعدادها لاكتساب المعارف والمهارات والسلوكيات القيادية وتدريبهم، وبرنامج ولي العهد للمنح الدراسية العالمية الذي يفتح الأبواب أمام الشباب للتزود بالعلوم الحديثة في أعرق الجامعات في مختلف أنحاء العالم، بالإضافة إلى مبادرة " فكرة" التي أطلقها سموه بهدف اتاحة المجال أمام شباب البحرين لتقديم أفكار جديدة ترتقي بالعمل الحكومي.
كما يعد مشروع "مدينة شباب 2030"، الذي يحظى بدعم سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، أحد أهم مبادرات الاهتمام بقطاع الشباب، حيث أسهمت المدينة ببرامجها المتنوعة في توفير بيئة مثالية للشباب البحريني على تنمية مهاراتهم وقدراتهم وطرح أفكارهم الإبداعية عمليا ورياضيا، وكان لها ولا يزال دور في بناء جيل قيادي من الشباب البحريني الذي يمتلك مقومات ومؤهلات التنافسية كأحد أهم معايير (رؤية البحرين 2030).
وهناك أيضا "جائزة ناصر بن حمد العالمية للإبداع الشبابي"، والتي تعتبر جزء من مبادرات مملكة البحرين تجاه المجتمع العالمي في مجال دعم المشروعات الشبابية، والتي تركز على تعزيز مهارات الشباب في المجالات غير التقليدية وتغرس فيهم اساليب التفكير الخلّاق، اضافة الى اكتشاف المبدعين الشباب من داخل مملكة البحرين وخارجها.
ومن بين البرامج التي تم تقديمها للشباب في مملكة البحرين، قمة الشباب 2020 التي أقيمت تحت سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، من أجل إشراك الشباب في صناعة القرار وتهيئة البيئة المثالية أمامهم لقيادة مستقبل البحرين الحديثة، وكذلك "صندوق الأمل لدعم المشاريع والمبادرات الشبابية"، والذي يهدف لرصد المهارات والكفاءات الوطنية لدعم أفكار الشباب ومهاراتهم وذلك لتحقيق النجاح والاستمرارية وتفعيل دور الشباب البحريني وتعزيز إسهامه في التنمية والدخول في عالم الاقتصاد بكل ثقة واقتدار.
كما يجسد مؤتمر الشباب الدولي الذي تنظمه وزارة شؤون الشباب والرياضة، أحد مظاهر اهتمام مملكة البحرين بقضايا الشباب محليا وعالميا، حيث يجمع شباب من مختلف دول العالم لمناقشة قضايا التنمية المستدامة والمشكلات العالمية المختلفة مثل التغير المناخي والصناعة وأسعار الطاقة وغيرها وتقديم المقترحات والحلول اللازمة لها.
كل ذلك بالإضافة إلى العشرات من المبادرات الأخرى في المجال الرياضي، ومنها حزمة التشريعات والقوانين والمبادرات الداعمة للاستثمار والاحترافية في النشاط الرياضي، وقانون تأسيس الأندية الوطنية على هيئة شركات تجارية، وقانون الاحتراف الرياضي، ومبادرة إنشاء 100 ملعب في القرى والمدن، فضلا عن "برلمان الشباب" والبرامج التلفزيونية والاذاعية التي ركزت على قصص نجاح الشباب البحريني وتقديمهم كقدوة للأجيال القادمة.
إن قطاع الشباب يمثل ركنا أساسيًا في رؤية جلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه لمستقبل البحرين، وقد نجحت المملكة في وضع استراتيجيات متكاملة غايتها الاستفادة من طاقات الشباب وتسخيرها في كل ما يدعم جهود التنمية وتهيئة الظروف الملائمة للشباب لكي يحقق طموحاته وآماله في مختلف القطاعات، ولذلك فإن الاحتفال بيوم الشباب البحريني من شأنه أن يشجع الشباب على تقديم ابداعاتهم وتجديد العهد على خدمة الوطن في كل موقع.