ثامر طيفور
كشف عدد من أبناء القبائل التي سكنت إقليم الزبارة وهاجرت منه إلى جزر البحرين في ثلاثينات القرن الماضي بعد الاجتياح الغاشم، أن الزبارة والبحرين كانت دولة واحدة وشعبها شعب واحد.
وقال ناجي بن يوسف الكواري لـ«الوطن»: «إن الحياة الاجتماعية كانت واحدة بين الزبارة والبحرين، حيث كانت الزبارة جزءاً من جزر البحرين»، مشيراً إلى أن «أهلنا كانوا يقطنون منطقة الزبارة، وتم إخراجهم من إقليم الزبارة، بطريقة غير سلمية، وغير قانونية».
وبين الكواري أن مبنى القلعة الموجود في الزبارة الآن ويسمى بـ«قلعة الزبارة»، ليس هو المبنى الأصلي الذي بناه حكام الدولة الخليفة، والذي كانت المياه والسفن تدخل إلى وسطه، حيث تم تجريف القلعة في عام 1986م، وإزالتها عن بكرة أبيها، من أجل محاولة تغيير هوية المنطقة، وإخفاء آثار العمارة والحضارة التي أسسها حكم الدولة الخليفة الكرام على ذلك الجزء الخاضع لسيادتهم.
وأضاف الكواري، أن «العلاقة ما بين عائلة آل بوكوارة وحكام الدولة الخليفة قديمة وممتدة، فالشيخ محمد بن خليفة الكبير، والد الشيخ أحمد الفاتح، كان متزوجاً من البنعلي والبوكوارة، حيث بقيت علاقة النسب والخلة ما بين العائلتين دائماً موضع تشريف لدينا، وعمتنا الكوارية جاء منها الشيخان إبراهيم وعلي أبناء محمد بن خليفة، وولاؤنا وولاء القبائل المقيمة في قطر، لطالما كان لآل خليفة».
وتابع الكواري: «قدمنا إلى البحرين بعد أن دمروا الزبارة، الذين خرجوا من الزبارة من أبناء قبيلتنا ذهبوا في البداية إلى حالة بوماهر، وكانت جزيرة مفصولة عن المحرق، وكان ذلك أيام حكم صاحب العظمة الشيخ عيسى بن علي آل خليفة حاكم البحرين وتوابعها، ومازال أبناء البوكورة موجودين في الحالة ومع التطور العمراني خرج الكثيرون إلى المناطق الجديدة». وأكد الكواري، أن «الزبارة كانت ومازالت وستبقى في ذاكرة كل أبناء البوكوراة، هي أرضنا مثلها مثل الرفاع والمحرق والبديع، ورغم تدميرها في عام 1937م». وقال الكواري: «كنا نتنقل من الزبارة إلى البحرين والعكس، فعندما نخرج من الزبارة لا نقول سنذهب إلى البحرين، بل نقول سنذهب إلى المحرق أو جو أو الرفاع مثلاً، وعندما تسأل أحداً ويقول سأذهب إلى البحرين، نعرف أنه يريد المنامة، حيث كانت اللهجة الدارجة تسمى «المنامة البحرين»».
من جانبه، قال عبدالله الكبيسي: «بحنكة حكام الدولة الخليفة الكرام وحسن تدبيرهم، تم إنشاء دولة عصرية وحديثة في الزبارة، بإدارة واضحة وعدل شامل، ما جعل من دولة آل خليفة أنموذجاً للدول الصاعدة في ذلك الوقت، والأمر انعكس على عاصمتها الزبارة، حتى قالوا في المثل «خراب البصرة عمار الزبارة» في دلالة على انتقال الحركة الثقافية والاقتصادية والعلمية من مدينة البصرة العراقية إلى الزبارة البحرينية».
وفي الحديث عن أهل الزبارة، قال الكبيسي إن «الحكم الرشيد والازدهار الاقتصادي، كان لهما أثر كبير في تقديم القبائل العربية الولاء لآل خليفة الكرام، والذين كانوا يعطون تلك القبائل مساحة كبيرة من الحرية، حتى إن كل قبيلة كانت تكون مسؤولة عن القلعة الموجودة عندها، وذلك في تبادل رمزي للثقة ما بين الحاكم والمحكوم». وأكد الكبيسي أن قبيلة الكبسة جميعهم كانوا موالين لحكام الدولة الخليفية وعاصمتها الزبارة، مشيراً إلى ما ذكره والده بأن جدهم الأكبر مبارك بن هاشل الكبيسي كان من القوات العسكرية بقيادة صاحب العظمة الشيخ حمد بن عيسى بن علي آل خليفة، وانتقل معهم إلى البحرين.
وأضاف الكبيسي، «أنه بعد انتهاء حرب الزبارة في الثلاثينات من القرن الماضي، انتقلت القبائل ومنهم الكبسة إلى مناطق البحرين الأخرى، حيث سكنت قبيلتنا عدة مناطق في البحرين وذلك لكثرة عددهم، ومنهم من سكنوا في قرية عسكر وأم الحصم ومدينة الحد».
من جانبه، قال محمد بن يوسف الكواري: «إن قبيلة البوكوارة كانت تسكن منطقة رأس لفان والغاريه وعذبة جنوب شرق قلعة الثقب وهي مناطق تقع في إقليم الزبارة وانتقلت قبيلة آل بوكوارة من البدع إلى فويرط عام 1879م، حين أعلن الكولونيل روس عن رحيل قسم من قبيلة آل بوكوارة من البدع إلى فويريط بعد المعاملة السيئة من الغزاة». وقال: «يرجع رحيل الشيخ محمد بن سعيد آل بوكوارة أحد شيوخ البوكوارة من إقليم الزبارة إلى البحرين إلى هيمنة الغزاة على البدع وغضبه الشديد من جاسم آل ثاني»، ويستشهد الكواري برسالة وردت في الوثائق التاريخية ويقول «وردت في الكتاب رسالة للمقيم البريطاني روث أرسلها في نوفمبر عام 1879م، أفاد فيها بورود تقرير من كاتب الأنباء في البحرين، يؤكد نزوح قسم من البوكوارة الذي كانوا في البدع إلى فويرط، فهدد العسكري المسؤول العام بإرسال مركب حربي لتدمير المساكن التي تقام في تلك المنطقة».
ويعلق الكواري -كما جاء في خطاب من ناصر البصري إلى أحمد عبدالرسول كاتب الأنباء البريطاني في البحرين بتاريخ 8 نوفمبر 1879م- أن محمد بن سعيد مع قبيلتي البوكوارة والعمامرة فككوا بيوتهم «بيوت الشعر» في البدع.
وأشار الكواري إلى ما كتبه لوريمر، حين قال: «إن هجرة ضخمة للكواورة حدثت في نوفمبر عام 1879م من الدوحة وقد لحق بعض النعيم بالبوكوارة في عام 1881م».
إلى ذلك، قال المؤرخ الشيخ عبدالناصرالصديقي: «عاشت الكثير من القبائل في الزبارة بعد تأسيس الشيخ محمد بن خليفة الكبير لها عام 1762م، خاصة بعد الحركة العمرانية التي شهدها الإقليم بجهود حكام الدولة الخليفية، وظلت هذه القبائل المقيمة في الزبارة تتنقل بين جزر البحرين والزبارة وخاصة بعد انتقال مقر الحكم من إقليم الزبارة لجزر البحرين وعلى اعتبار أن إقليم الزبارة وجزر البحرين تخضعان لسيادة واحدة هي سيادة الدولة الخليفية فإنه من الطبيعي أن تكون حركة التنقل بين الزبارة والبحرين للرعايا ميسورة». وأضاف الصديقي، أن النهضة الكبيرة التي شهدها إقليم الزبارة وانتقال هذه النهضة مع حكام الدولة الخليفية للبحرين، جعل الكثير من القبائل والعوائل تنتقل من الزبارة إلى جزر البحرين أمثال قبائل الجلاهمة وآل بن علي والبوعينين والسليطي والمناعي والمسلم، إضافة لشخصيات علمية معروفة أمثال عبدالجليل الطبطبائي وعثمان بن سند وعثمان بن جامع.
{{ article.visit_count }}
كشف عدد من أبناء القبائل التي سكنت إقليم الزبارة وهاجرت منه إلى جزر البحرين في ثلاثينات القرن الماضي بعد الاجتياح الغاشم، أن الزبارة والبحرين كانت دولة واحدة وشعبها شعب واحد.
وقال ناجي بن يوسف الكواري لـ«الوطن»: «إن الحياة الاجتماعية كانت واحدة بين الزبارة والبحرين، حيث كانت الزبارة جزءاً من جزر البحرين»، مشيراً إلى أن «أهلنا كانوا يقطنون منطقة الزبارة، وتم إخراجهم من إقليم الزبارة، بطريقة غير سلمية، وغير قانونية».
وبين الكواري أن مبنى القلعة الموجود في الزبارة الآن ويسمى بـ«قلعة الزبارة»، ليس هو المبنى الأصلي الذي بناه حكام الدولة الخليفة، والذي كانت المياه والسفن تدخل إلى وسطه، حيث تم تجريف القلعة في عام 1986م، وإزالتها عن بكرة أبيها، من أجل محاولة تغيير هوية المنطقة، وإخفاء آثار العمارة والحضارة التي أسسها حكم الدولة الخليفة الكرام على ذلك الجزء الخاضع لسيادتهم.
وأضاف الكواري، أن «العلاقة ما بين عائلة آل بوكوارة وحكام الدولة الخليفة قديمة وممتدة، فالشيخ محمد بن خليفة الكبير، والد الشيخ أحمد الفاتح، كان متزوجاً من البنعلي والبوكوارة، حيث بقيت علاقة النسب والخلة ما بين العائلتين دائماً موضع تشريف لدينا، وعمتنا الكوارية جاء منها الشيخان إبراهيم وعلي أبناء محمد بن خليفة، وولاؤنا وولاء القبائل المقيمة في قطر، لطالما كان لآل خليفة».
وتابع الكواري: «قدمنا إلى البحرين بعد أن دمروا الزبارة، الذين خرجوا من الزبارة من أبناء قبيلتنا ذهبوا في البداية إلى حالة بوماهر، وكانت جزيرة مفصولة عن المحرق، وكان ذلك أيام حكم صاحب العظمة الشيخ عيسى بن علي آل خليفة حاكم البحرين وتوابعها، ومازال أبناء البوكورة موجودين في الحالة ومع التطور العمراني خرج الكثيرون إلى المناطق الجديدة». وأكد الكواري، أن «الزبارة كانت ومازالت وستبقى في ذاكرة كل أبناء البوكوراة، هي أرضنا مثلها مثل الرفاع والمحرق والبديع، ورغم تدميرها في عام 1937م». وقال الكواري: «كنا نتنقل من الزبارة إلى البحرين والعكس، فعندما نخرج من الزبارة لا نقول سنذهب إلى البحرين، بل نقول سنذهب إلى المحرق أو جو أو الرفاع مثلاً، وعندما تسأل أحداً ويقول سأذهب إلى البحرين، نعرف أنه يريد المنامة، حيث كانت اللهجة الدارجة تسمى «المنامة البحرين»».
من جانبه، قال عبدالله الكبيسي: «بحنكة حكام الدولة الخليفة الكرام وحسن تدبيرهم، تم إنشاء دولة عصرية وحديثة في الزبارة، بإدارة واضحة وعدل شامل، ما جعل من دولة آل خليفة أنموذجاً للدول الصاعدة في ذلك الوقت، والأمر انعكس على عاصمتها الزبارة، حتى قالوا في المثل «خراب البصرة عمار الزبارة» في دلالة على انتقال الحركة الثقافية والاقتصادية والعلمية من مدينة البصرة العراقية إلى الزبارة البحرينية».
وفي الحديث عن أهل الزبارة، قال الكبيسي إن «الحكم الرشيد والازدهار الاقتصادي، كان لهما أثر كبير في تقديم القبائل العربية الولاء لآل خليفة الكرام، والذين كانوا يعطون تلك القبائل مساحة كبيرة من الحرية، حتى إن كل قبيلة كانت تكون مسؤولة عن القلعة الموجودة عندها، وذلك في تبادل رمزي للثقة ما بين الحاكم والمحكوم». وأكد الكبيسي أن قبيلة الكبسة جميعهم كانوا موالين لحكام الدولة الخليفية وعاصمتها الزبارة، مشيراً إلى ما ذكره والده بأن جدهم الأكبر مبارك بن هاشل الكبيسي كان من القوات العسكرية بقيادة صاحب العظمة الشيخ حمد بن عيسى بن علي آل خليفة، وانتقل معهم إلى البحرين.
وأضاف الكبيسي، «أنه بعد انتهاء حرب الزبارة في الثلاثينات من القرن الماضي، انتقلت القبائل ومنهم الكبسة إلى مناطق البحرين الأخرى، حيث سكنت قبيلتنا عدة مناطق في البحرين وذلك لكثرة عددهم، ومنهم من سكنوا في قرية عسكر وأم الحصم ومدينة الحد».
من جانبه، قال محمد بن يوسف الكواري: «إن قبيلة البوكوارة كانت تسكن منطقة رأس لفان والغاريه وعذبة جنوب شرق قلعة الثقب وهي مناطق تقع في إقليم الزبارة وانتقلت قبيلة آل بوكوارة من البدع إلى فويرط عام 1879م، حين أعلن الكولونيل روس عن رحيل قسم من قبيلة آل بوكوارة من البدع إلى فويريط بعد المعاملة السيئة من الغزاة». وقال: «يرجع رحيل الشيخ محمد بن سعيد آل بوكوارة أحد شيوخ البوكوارة من إقليم الزبارة إلى البحرين إلى هيمنة الغزاة على البدع وغضبه الشديد من جاسم آل ثاني»، ويستشهد الكواري برسالة وردت في الوثائق التاريخية ويقول «وردت في الكتاب رسالة للمقيم البريطاني روث أرسلها في نوفمبر عام 1879م، أفاد فيها بورود تقرير من كاتب الأنباء في البحرين، يؤكد نزوح قسم من البوكوارة الذي كانوا في البدع إلى فويرط، فهدد العسكري المسؤول العام بإرسال مركب حربي لتدمير المساكن التي تقام في تلك المنطقة».
ويعلق الكواري -كما جاء في خطاب من ناصر البصري إلى أحمد عبدالرسول كاتب الأنباء البريطاني في البحرين بتاريخ 8 نوفمبر 1879م- أن محمد بن سعيد مع قبيلتي البوكوارة والعمامرة فككوا بيوتهم «بيوت الشعر» في البدع.
وأشار الكواري إلى ما كتبه لوريمر، حين قال: «إن هجرة ضخمة للكواورة حدثت في نوفمبر عام 1879م من الدوحة وقد لحق بعض النعيم بالبوكوارة في عام 1881م».
إلى ذلك، قال المؤرخ الشيخ عبدالناصرالصديقي: «عاشت الكثير من القبائل في الزبارة بعد تأسيس الشيخ محمد بن خليفة الكبير لها عام 1762م، خاصة بعد الحركة العمرانية التي شهدها الإقليم بجهود حكام الدولة الخليفية، وظلت هذه القبائل المقيمة في الزبارة تتنقل بين جزر البحرين والزبارة وخاصة بعد انتقال مقر الحكم من إقليم الزبارة لجزر البحرين وعلى اعتبار أن إقليم الزبارة وجزر البحرين تخضعان لسيادة واحدة هي سيادة الدولة الخليفية فإنه من الطبيعي أن تكون حركة التنقل بين الزبارة والبحرين للرعايا ميسورة». وأضاف الصديقي، أن النهضة الكبيرة التي شهدها إقليم الزبارة وانتقال هذه النهضة مع حكام الدولة الخليفية للبحرين، جعل الكثير من القبائل والعوائل تنتقل من الزبارة إلى جزر البحرين أمثال قبائل الجلاهمة وآل بن علي والبوعينين والسليطي والمناعي والمسلم، إضافة لشخصيات علمية معروفة أمثال عبدالجليل الطبطبائي وعثمان بن سند وعثمان بن جامع.