عباس المغني




«حياك الله يا رمضان... يا بو القرع والباذنجان»، هذه كلمات أغنية شعبية يرددها البحرينيون في الماضي مع قرب شهر رمضان المبارك.

وكانت الأغنية تعتبر عن أهمية القرع والباذنجان لعدم توافرهما في الماضي، أما في هذه السنوات مع تطور وسائل الزراعة، فهما متوفران بكميات كبيرة، ويوم أمس انخفضت أسعارهما، إذ وصل سعر فلينة الباذنجان 4 كيلوغرامات إلى 800 فلس، وفلينة القرع دينار واحد.

وقال البائع محمد خميس: «جاءت الأغنية في سنوات موسم زراعة القرع والباذنجان الذي لا يتزامن مع رمضان، ما يعني غياب عناصر من إعداد «الصالونة» الخاصة بوجبات الإفطار، ما يجعل الجميع يسأل عنها في السوق».

وأضاف: «مثل هذه الحالات تؤدي إلى ظهور أغانٍ شعبية، كما حدث للطماطم حينما حصل نقص شديد فارتفعت أسعاره لمستويات قياسية ما دفع مغنين إلى إطلاق الأغنية الشعبية «ياليتني طماطة، مضروبة بالخلطة.. بثلاجة محبوب القلب، أو بصحن سلاطة»».

من جهته، قال البائع محمد شرف: «خضار الصالونة مهمة جداً في الماضي، لأن الصالونة خاصة بإعداد وجبات الفطور الرئيسة، كالثريد، أو الرز مع مرقة اللحم».

وأضاف: «في الماضي يعبر البعض عن إعداد صالونة بدون عنصر من عناصرها، كالقرع والباذنجان والطماط، والكوسة، والبوبر، والبامية، البطاطس وغيرها، بأنها صالونة «مخسوفة»، والبعض يرون أن الفطور بدون صالونة ليس فطوراً».

وتابع: «في إحدى السنوات، كان القرع والباذنجان غير متوفرين، وفي إحدى السنوات وصل سعر كيلوغرام القرع ديناراً واحداً، وهو سعر مرتفع جداً في تلك الأيام، مما جعلهما يصبحان حديث الناس، وفي الغالب أحاديث الناس تنعكس على الأغاني الشعبية «حياك الله يا رمضان... يا بو القرع والباذنجان»».

واستطرد: «أحاديث الناس غالباً عن السلع الرئيسة التي لا تتوفر بكميات كافية وأسعارها ترتفع، أما السلع المتوفرة بكثرة مثل البطاطا فلا أحد يتحدث عنها لأنها متوفرة بكثرة وبأسعار منخفضة، لكن لو فجأة حدث نقص كبير في البطاطا وارتفعت الأسعار لمستويات قياسية، فإن أحاديث الناس ستتجه نحو البطاطا وأسعارها، وهذا ما حدث في الماضي مع القرع والباذنجان».

وأضاف: «أما في الحاضر، الأمر مختلف تماماً عن الماضي، فالباذنجان والقرع يتوفران بكميات كافية، والموردون من كل مكان يستوردون من السعودية والأردن وسلطنة عمان وغيرها إلى جانب إنتاج المزارع المحلية».