سكاي نيوز عربية
حققت العقود الآجلة الأميركية للغاز الطبيعي قفزة كبيرة خلال الساعات الماضية لمستوى لم تبلغه منذ 14 عامًا.
وسجلت عقود الغاز لأقرب استحقاق أعلى مستوى منذ أكتوبر 2008، بعدما أنهت التداول مرتفعة 52 سنتًا أو أكثر من 7%، لتسجل عند التسوية 7.820 دولارًا للمليون وحدة حرارية بريطانية.
وشهدت الجلسة نفسها صعود الأسعار بأكثر من 10%، قبل أن تتهاوى قليلًا، لكنها لا تزال في مستويات قياسية، بالتزامن مع استمرار الاضطراب في الإمدادات العالمية جراء الأزمة في أوكرانيا وانخفاض في درجات الحرارة في الولايات المتحدة.
وأشارت تقارير إلى زيادة التوقعات على ارتفاع الطلب على الغاز الطبيعي في أميركا في غضون الأسابيع المقبلة، مع التراجع الكبير بدرجات الحرارة واقتراب العواصف الثلجية، الأمر الذي يدفع برفع معدلات التدفئة في المنازل.
وظلّت أسعار الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة أقل بكثير من نظيرتها في أوروبا وآسيا خلال العام الماضي بفضل وفرة الحقول الصخرية، إلا أن هذا الفارق آخذ في الانكماش.
ارتباك ممتد
أرجع خبير الطاقة رمضان أبو العلا، في تصريحات خاصة لـ"اقتصاد سكاي نيوز عربية"، ارتفاع أسعار الغاز بالولايات المتحدة إلى حالة الارتباك الراهنة في تحديد أسعار الغاز والنفط على حد سواء، جراء الحرب الروسية على أوكرانيا.
وقال أبو العلا إن أحد أسباب المشكلة الحالية هو أحد أهم المنتجين للغاز والنفط، ولذلك سيظل الاضطراب في الأسواق قائمًا ما دامت استمرت الحرب.
وهذا ما ذهب إليه مدير أبحاث الاقتصاد الكلي العالمي بالمعهد الوطني البريطاني للبحوث الاقتصادية، كورادو ماكشياريلي، في تصريحات لـ"اقتصاد سكاي نيوز عربية"، بأن التخلي عن الغاز الروسي ليس بالأمر الهيّن.
وقال: "حتى لو تمكنت أوروبا من استبدال الواردات من روسيا هذا الشتاء بالنظر إلى احتياطياتها، فوفقًا لمركز أبحاث بروغل، فإذا خفضت روسيا الإمدادات، وكانت الظروف الجوية قاسية جدًّا، فقد يستنفد المخزون على مستوى الاتحاد الأوروبي في وقت مبكر جدًّا".
وتسبّب قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، بسداد ثمن الغاز بالروبل للدول "غير الصديقة"، قلقًا واسعًا بشأن استمرار الإمدادات، في الوقت الذي اتفقت "مجموعة الدول السبع"، التي تشمل اليابان والولايات المتحدة وكندا بالإضافة إلى ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وبريطانيا على رفض طلب موسكو.
ويقول الخبراء إن هذا القرار إلى جانب موجة البارد القارس خلقا حالة من عدم الاستقرار في الأسعار.
ويتعرّض الأوروبيون لضغوطٍ من أجل استهداف عقوباتهم قطاع الطاقة الحيوي لروسيا لإجبار الرئيس الروسي على إيقاف حربه ضد أوكرانيا.
دعم أميركي لأوروبا
وفي الوقت الراهن، ترسل الولايات المتحدة كميات قياسية من الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا، الأمر الذي يرفع أسعار شركة "هنري هوب".
وقالت شركة "آر بي سي" لأبحاث الأسواق المالية، إن صادرات الغاز الطبيعي المسال اكتسبت أهمية أكبر مع الجغرافيا السياسية والطلب مع الاستخدام الصناعي القوي، لافتة إلى دور الولايات المتحدة كمصدر آخذ في الازدياد.
ووسط قفزة الأسعار، حافظ المنتجون على الإنتاج تحت السيطرة، وأصبح المخزون أقل بنسبة 17% من متوسط الخمس سنوات.
واعتبر رئيس خدمات الغاز الطبيعي والطاقة لأميركا الشمالية في "أرجوس ميديا"، أنه من المرجح أن يكون تأثير الصراع بين أوكرانيا وروسيا طويل الأمد بالنسبة إلى أسواق الغاز الطبيعي في أميركا الشمالية.