الحرة

أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن العديد من المستثمرين المجهولين استفادوا من المعرفة الداخلية بموعد إدراج العملات المشفرة في منصات التداول الرقمية لشراء حصة من تلك العملات وبيعها خلال وقت لاحق من طرحها.

على مدار ستة أيام خلال شهر أغسطس من العام الماضي، جمعت محفظة إلكترونية مجهولة حصة بقيمة 360 ألف دولار من عملة "غنوسيس".

وفي اليوم السابع، قالت "باينانس"، أكبر منصة تداول عملات رقمية في العالم من حيث الحجم، في منشور مدونة أنها ستدرج "غنوسيس" في شبكتها، مما يسمح بتداولها بين مستخدمي تلك المنصة.

بعد ذلك، ارتفع سعر "غنوسيس" من حوالي 300 دولار إلى 410 دولارات في غضون ساعة. كما ارتفع قيمة تداول العملة ذاتها في ذلك اليوم إلى أكثر من سبعة أضعاف متوسطها في الأيام السبعة.

وبعد أربع دقائق من إعلان منصة "باينانس"، بدأت المحفظة التي لا يمكن تتبع مالكها، في بيع حصتها من العملة بالكامل خلال أربع ساعات مقابل ما يزيد قليلا عن 500 ألف دولار - محققة ربحا يبلغ حوالي 140 ألف دولار وعائد بنسبة 40 بالمئة تقريبًا، وفقا لتحليل أجرته "أرغوس"، وهي شركة تقدم برامج للشركات لإدارة تداول الموظفين.

وأظهرت نفس المحفظة أنماطًا متشابهة لشراء العملات قبل إدراجها وبيعها بسرعة بعد ذلك.

يأتي ذلك في وقت يثير فيه المنظمون تساؤلات حول عدالة السوق للمستخدمين، وكثير منهم تكبدوا للتو خسائر فادحة بسبب الانخفاضات الحادة في أصول العملات المشفرة.

وكانت سوق العملات الرقمية خسرت أكثر من تريليون دولار خلال ستة أشهر فقط وفقا لتقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال"، مؤخرا.

وقالت الصحيفة إن "عزوف التجار عن الاستثمارات المحفوفة بالمخاطر أدى إلى خفض سعر البيتكوين وغيرها من العملات المشفرة إلى النصف، مما أدى إلى القضاء على أكثر من تريليون دولار من الأموال الرقمية منذ نوفمبر الماضي".

في المقابل، أفادت منصات "باينانس" و"كوين بيس" و"إف تي إكس" إن لديهم سياسات امتثال تحظر على الموظفين التداول بناء على المعلومات التي يمتلكونها.

وقالت منصتي "كوين بيس" و"إف تي إكس" الاثنان الأخيران إنهما راجعا التحليل وقرروا أن نشاط التداول في تقرير "أرغوس" لا ينتهك سياساتهم.

وبينما قال المتحدث باسم "باينانس" إنه لم يتم ربط أي من عناوين المحفظة بموظفيها، قالت "كوين بيس" إنها تجري تحليلات مماثلة كجزء من محاولاتها لضمان العدالة.

ونشر المسؤولون التنفيذيون في "كوين بيس" سلسلة من المدونات التي تتناول مسألة التشغيل الأمامي.

وكتب بريان أرمسترونغ، الرئيس التنفيذي لشركة "كوين بيس"، الشهر الماضي، "هناك دائمًا احتمال أن يتمكن شخص ما داخل كوين بس عن قصد أو عن غير قصد، من تسريب المعلومات إلى الغرباء الذين ينخرطون في نشاط غير قانوني".

وقال إن المنصة تحقق في الموظفين الذين يبدو أنهم مرتبطون بالتسريب وتنهيهم إذا تبين أنهم ساعدوا في مثل هذه الصفقات.