كشف تقرير حديث أصدره معهد ماستركارد للاقتصاد أن حجوزات رحلات الأعمال1 والترفيه تجاوزت المستوى الذي كانت عليه قبل الجائحة، بينما شهد الإنفاق على خطوط الرحلات البحرية والحافلات والقطارات ارتفاعات حادة هذا العام.ويقدم التقرير الجديد الذي جاء تحت عنوان، "السفر في 2022: اتجاهات وتحولات" دراسات مهمة تناولت أوضاع السفر العالمي في 37 سوقاً في مرحلة ما بعد اللقاحات، وتلك التي أعقبت تخفيف القيود في فترة الجائحة.ووفقاً للتقرير، إذا استمرت اتجاهات حجز الرحلات بوتيرتها الحالية، فإن نحو 115 مليون مسافر إضافي من أوروبا الشرقية، والشرق الأوسط، وشمال إفريقيا سيسافرون في عام 2022، مقارنة بالعام الماضي. وبعد دراسات معمقة جرت ضمن شبكة ماستركارد2 لبيانات السفر المتاحة للجمهور3، ونشاط المبيعات المجمّع والمجهول الهوية3، ذهب التقرير بعيداً في تحليله للعناصر الرئيسة في رحلة المسافر، وخرج بالنتائج المهمة التالية حتى أبريل 2022.تجاوزت رحلات الأعمال والترفيه مستويات ما قبل الجائحة: كان لتعافي حركة السفر العالمية أهمية بالغة بالنسبة للمستهلك في معظم مراحل الجائحة، وقد تجاوزت نسبة حجوزات الرحلات الترفيهية العالمية 25% في أواخر شهر أبريل، بالمقارنة مع ذات الفترة من عام 2019، وارتفعت حجوزات الرحلات الترفيهية القصيرة والمتوسطة المدى 25% و27% على التوالي، في حين قفزت حجوزات رحلات الأعمال العالمية، للمرة الأولى في شهر مارس، إلى مستويات تجاوزت ما كانت عليه قبل الجائحة، وسجلت أعداد الرحلات الطويلة على وجه التحديد زيادة تجاوزت 10 % في أبريل. وجاءت العودة إلى مقرات العمل لتعطي حركة السفر زخماً إضافياً، حيث شهدت منطقة الشرق الأوسط تسارع الانتعاش في حجوزات السفر الدولية اعتباراً من منتصف 2021، في أعقاب إطلاق حملات التطعيم ضد فيروس كوفيد-19، وتخفيف القيود على السفر في نصف الكرة الغربي، وتعزز هذا الانتعاش بقيام شركات الطيران الوطنية في الشرق الأوسط بزيادة رحلاتها المجدولة إلى المزيد من الوجهات. غير أن حركة سفر الأعمال في أوروبا الشرقية، والشرق الأوسط، وإفريقيا اتسمت بوتيرة نمو أبطئ بكثير، لتقود الحجوزات قصيرة المدى دفة الانتعاش، غير أنها لم تتجاوز مستويات 2019، إلا في شهر مارس 2022، في حين بقيت الحجوزات متوسطة المدى والمحلية دون مستويات 2019، وذلك بنسبة 16% و40% على التوالي، بدءاً من أبريل 2022.خيارات السفر المحلية ما زالت تتصدر اهتمامات المستهلكين في أوروبا الشرقية، والشرق الأوسط، وإفريقيا: مع ظهور الجائحة فضل المستهلكون في أوروبا الشرقية، والشرق الأوسط، وإفريقيا التوجه إلى السفر الداخلي، ورغم أن التعافي كان عشوائياً، ارتفعت الحجوزات المحلية، وأصبحت مستوياتها في نهاية نوفمبر 2020 ضعف ما كانت عليه قبل الجائحة، وانهارت في يناير 2021، وعاودت الارتفاع أكثر من 20% في فبراير 2021، مقارنة بمستويات ما قبل الجائحة، وانخفضت مجدداً في منتصف 2021، قبل أن تبدأ حالة من التعافي أكثر استقراراً واستدامة، وتتجاوز مستويات ما قبل الجائحة اعتباراً من فبراير 2022.انتعاش الإنفاق في صناعات النقل التي أصابها الضرر: كشفت مؤشرات الإنفاق الأخيرة الارتياح المتزايد بحلول السفر الجماعي، حيث ارتفع الإنفاق العالمي على الرحلات البحرية 62 نقطة مئوية من يناير إلى نهاية أبريل، رغم أنه ما زال أقل من مستويات 2019. وعادت حركة الحافلات إلى مستويات ما قبل الجائحة، بينما ظل إنفاق الركاب على السكك الحديدية أقل من 7%، وحافظت الرحلات البرية بالسيارات على جاذبيتها، إذ ارتفع الإنفاق على رسوم العبور واستئجار السيارات بما يقرب من 19% و12% على التوالي. وزاد إنفاق المستهلكين في أوروبا الشرقية، والشرق الأوسط، وإفريقيا على رحلات السكك الحديدية متجاوزاً أداء بقية العالم منذ يناير 2021، وشهدت المنطقة زيادة مضطردة أعلى بكثير في ذات الفترة من عام 2019. كما سجل قطاع تأجير السيارات انتعاشاً تدريجياً في الانفاق السياحي، متجاوزاً مستويات عام 2019، وبدا أكثر استقراراً بدءاً من يناير 2022.تركيز نفقات السفر على التجارب4 أكثر من الأشياء: تركزت معظم نفقات السياح من جميع أنحاء العالم، في أفضل فترات العام السياحية، على تجاربهم، بدلاً من شراء الهدايا التذكارية من الأماكن التي يحطون رحالهم فيها، ويتجاوز الإنفاق على هذه التجارب حالياً 34% مقارنة مع عام 2019، ومن أبرز المناطق التي شهدت زيادات كبيرة في الإنفاق: منافذ المأكولات والمشروبات (72%)، والمتنزهات والمتاحف والحفلات الموسيقية والأنشطة الترفيهية الأخرى (35%). وتضاعف، في المملكة المتحدة، نمو الإنفاق شهرياً في عام 2022، مقارنة بمستويات عام 2019، ووصلت نسبته في شهر ابريل 140%، وشمل التوجه العالمي نحو اقتصاد التجربة أوروبا الشرقية، والشرق الأوسط، وإفريقيا أيضاً رغم تأخره نصف عام عن باقي العالم. وفي جنوب إفريقيا، مثلاً، ورغم أن الإنفاق على السلع والتجارب هناك أخذ منحاً مماثلاً، واصل النمو في الإنفاق على التجارب تقدمه مقارنة بمستويات عام 2019، مسجلاً 20 نقطة مئوية أعلى من الإنفاق على السلع منذ يناير 2022.تخفيف القيود أعاد رسم الخريطة السياحية لعام 2022: من غير المستغرب أن تشكل القدرة على السفر وسبل الراحة خلاله عاملاً مؤثراً في موضوع حجز الوجهات، وذلك رغم القرارات التي حملها عام 2022، والتي أسهمت في تخفيف القيود على الحركة في معظم أنحاء العالم، باستثناء بعض الأجزاء من آسيا والمحيط الهادئ. وكانت النتيجة أن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وسويسرا وإسبانيا وهولندا أصبحت حالياً وجهات رئيسة للسياح عالمياً5، بينما فضل المسافرون من أوروبا الشرقية، والشرق الأوسط، وإفريقيا المملكة المتحدة لتكون وجهتهم الأولى خلال فترة التعافي المستمر أكثر من الولايات المتحدة، وشجع هذا التوجه إطلاق "يوم الحرية" البريطاني لرفع القيود في يوليو 2021. وباتت القارة الأوروبية تضم معظم الوجهات العشر الأولى المفضلة لمسافري دول أوروبا الشرقية، والشرق الأوسط، وإفريقيا .