سكاي نيوز عربية

على الرغم من استئناف تشغيل خط أنابيب الغاز الروسي العملاق "نورد ستريم 1" يوم الخميس الماضي بعد انتهاء فترة صيانته، إلا أن أوروبا قلقة مرة أخرى بشأن اضطرابات محتملة في إمدادات الغاز من روسيا.

جرى احتجاز وحدة التوربينات الروسية التي تساعد في ضخ الغاز عبر الأنابيب أثناء نقلها في ألمانيا، وذلك بعد أن وافقت كندا على إعادتها لروسيا عقب الانتهاء من صيانتها للمساهمة في حل أزمة الطاقة الأوروبية.

موقف التوربين غير واضح بشكل كامل، حيث تقطعت به السبل في مكان غير معروف بألمانيا، لأن روسيا لم تقدم الأوراق اللازمة لعملية الشحن، بحسب ما ذكرته مصادر لوكالة بلومبرغ، أمس الجمعة.

في المقابل، قالت شركة "غازبروم" عملاقة الغاز الروسية إنها لم تتلقى إخطارا بالمستندات المطلوبة من شركة "سيمنز" الألمانية المصنعة للتوربين، وأشارت إلى أن ليس لديها التزامات إضافية تجاه الشركة الألمانية من أجل استلام التوربين.

وتقف أوروبا في الوقت الحالي على أهبة الاستعداد مترقبة اضطرابات جديدة في إمدادات الغاز الروسي، بعد أن حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتن من أن الشحنات عبر خط أنابيب "نورد ستريم 1" قد تتضاءل إذا لم تتم إعادة التوربين إلى روسيا في الأيام المقبلة.

منذ عودته من الصيانة يوم الخميس، ظل "نورد ستريم 1" يعمل بحوالي 40 بالمئة من طاقته، وهو نفس المعدل الذي كان يعمل به تقريبا قبل الصيانة.

وقد ينخفض مستوى ضخ الغاز عبر "نورد ستريم 1" إلى 20 بالمئة في الأيام المقبلة إذا لم يتم حل مسألة تأخير التوربين، بحسب ما ذكره بوتن.

وقال بوتن في وقت سابق من الأسبوع الماضي، إن اثنين فقط من التوربينات تعمل في محطة الضغط الخاصة بضخ الغاز في روسيا، وأن أحدهما يحتاج إلى الصيانة هذا الشهر، مضيفا أنه إذا لم يصل التوربين البديل المرسل من كندا قريبا فإن التدفقات ستنخفض.

وتتهم الدول الأوروبية روسيا بأنها تستخدم الغاز كسلاح حرب في أزمتها مع أوكرانيا، والتي كانت سببا في أزمة طاقة طاحنة تعاني منها دول القارة العجوز، لكن موسكو تنفي هذه الاتهامات.

وقبل أيام طلبت المفوضية الأوروبية من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي خفض استهلاك الغاز بنسبة 15 بالمئة حتى مارس المقبل بشكل طوعي من أجل تجنب الوقوع في أزمة حال نقص الإمدادات الروسية.

وتحاول دول الاتحاد الأوروبي ملء مخزوناتها من الغاز الطبيعي قبل فصل الشتاء الذي يقفز فيه الطلب على الغاز من أجل التدفئة، وهو ما يصطدم أيضا بخطط روسيا لتخزين الغاز لفصل الشتاء حيث تبلغ مستويات التخزين الحالية لديها 81 بالمئة مما هو مطلوب لتحمل ذروة الطلب خلال الأشهر الباردة.

وفي حين لا تزال هناك حالة من عدم اليقبين بشأن شحنات الغاز الروسي عبر خطوط الأنابيب، فقد شهدت القارة الأوروبية بعض الارتياح من خلال واردات الغاز الطبيعي المسال، الذي تدفق بأحجام قياسية هذا العام، وإن كان بأسعار باهظة.

وتسعى دول في الاتحاد الأوروبي في الوقت الحالي للتوسع في استيراد الغاز والمنتجات البترولية من دلو في أفريقيا والخليج من أجل تعويض النص في الإمدادت الروسية.