يسعى الاتحاد الأوروبي اليوم في ظل أزمة الغاز الطبيعي المتفاقمة وسط خطط تخليه عن الغاز الروسي؛ إلى الحصول على إمدادات إضافية من نيجيريا.

وقد عقد الاتحاد الأوروبي اجتماعات برئاسة ماثيو بالدوين نائب المدير العام لإدارة الطاقة بالمفوضية الأوروبية، مع مسؤولين من أكبر منتج للنفط في أفريقيا خلال الأيام الماضية.

وقال بالدوين لرويترز عبر الهاتف إن الاتحاد الأوروبي يستورد 14% من إجمالي إمداداته من الغاز الطبيعي المسال من نيجيريا وهناك احتمال لزيادة ذلك إلى المثلين.

وتعمل محطة لإنتاج الغاز الطبيعي المسال في جزيرة بوني النيجيرية بنسبة 60% من طاقتها.

وقال بالدوين "إذا صار من الممكن رفع (الطاقة الإنتاجية) إلى أكثر من 80%... ربما يمكن إتاحة المزيد من شحنات الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا في معاملات فورية".

وتصدر نيجيريا ما لا يقل عن 40% من الغاز الطبيعي المسال إلى الاتحاد الأوروبي، وهذا يجعلها رابع أكبر مورد لدول الاتحاد.

وتمتلك نيجيريا 207 تريليونات قدم مكعبة من احتياطيات الغاز المؤكدة، تضعها في المرتبة الـ9 في قائمة أكبر دول العالم إنتاجًا، وتستحوذ أبوجا على 3% من احتياطيات الغاز الطبيعي في العالم.

وكما حال معظم الدول الأفريقية، يذهب معظم الغاز المستخرج إلى أوروبا التي تسعى اليوم لاستيراد مزيد منه لتعويض الإمدادات التي خسرتها بسبب الحرب الروسية في أوكرانيا. وقد أبرمت إيطاليا في أبريل 2022 صفقات جديدة لشراء الغاز من أنجولا وجمهورية الكونغو، فيما تسعى ألمانيا لتأمين إمدادات من السنغال. يأتي ذلك برغم دعوات للحدّ من استخدام الغاز وغيره من الوقود الأحفوري حول العالم من أجل تحقيق الأهداف المناخية العالمية، وهو ما كان قد أكّد عليه القادة الأوروبيون في قمة المناخ (COP26) في جلاسكو في نوفمبر.

وكان استئناف تدفق الغاز عبر خط أنابيب نورد ستريم 1 إلى ألمانيا قد أنهى مخاوف تصاعدت على مدى الأيام العشرة الأخيرة في أوروبا حيث أعرب سياسيون عن قلقهم من أن روسيا قد لا تعيد تشغيل الخط في وقت تندر فيه إمدادات الطاقة البديلة إضافة إلى ارتفاع الأسعار.

وينقل خط الأنابيب في المعتاد أكثر من ثلث صادرات الغاز الروسية إلى أوروبا، لكنه يعمل الأن بنسبة 40% فقط من طاقته بعد أن قطعت شركة جازبروم التي يسيطر عليها الكرملين صادرات الغاز بسبب أعمال إصلاح بأحد التوربينات.

واتهمت رئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبي أورسولا فون دير لاين روسيا بمحاولة ابتزاز أوروبا عبر استخدام الطاقة كسلاح، وهو أمر نفته موسكو التي ليست لديها القدرة على إعادة توجيه كل صادراتها من الغاز بسرعة إلى أسواق أخرى.