شهدت شركة تعدين أفريقية، قيل عنها قبل 14 شهرا فقط إنها "عديمة الفائدة"، ارتفاعا قياسيا في أرباحها بنحو 3000 بالمئة، بفضل التدافع العالمي على شراء الفحم بسبب الأزمة الروسية الأوكرانية.
حققت شركة "تونغالا ريسورسز"، التي تعمل في مناجم الفحم بجنوب أفريقيا، أرباحا بقيمة 9.6 مليار راند (ما يعادل 573 مليون دولار) في النصف الأول من العام، مقابل 351 مليون راند (21 مليون دولار) في نفس الفترة من العام الماضي، بحسب صحيفة "تليغراف".
يأتي هذا التحول في أعمال الشركة، بعد أقل من عامين على إعلان أحد محللي "سيتي بنك" أن نشاط الشركة لا قيمة له.
وكان قد تم فصل "تونغالا" عن "أنغلو أميركان" في يونيو 2021، بعد تعرض عملاقة التعدين لضغوط من المساهمين للتخلي عن الوقود الأحفوري.
وعملت الدول في السنوات الأخيرة على إدارة ظهرها للفحم، وهو أكثر أنواع الوقود الأحفوري تلويثا للبيئة، بسبب تأثيره على ظاهرة الاحتباس الحراري، ومن أجل الالتزام بالتعهدات المناخية.
لكن الأزمة الأوكرانية الروسية، التي ساهمت في نقص حاد بإمدادات الغاز في أوروبا، وارتفاع أسعار الطاقة، أعادت الفحم إلى الواجهة مرة أخرى، واتجهت عدة دول أوروبية كبرى لإعادة تشغيل محطات توليد الكهرباء بالفحم.
وبعد الحظر الغربي للفحم الروسي، اتجه العديد من الدول الأوروبية للبحث عن بدائل في أسواق أخرى من بينها أستراليا والولايات المتحدة وجنوب أفريقيا.
وبحسب بيانات "تونغالا" فإنها باعت الفحم بمتوسط سعر 240 دولارا للطن في الستة أشهر الأولى من العام الجاري، مقابل 75 دولارا في نفس الفترة من العام الماضي، وهو مؤشر على مدى الزيادة التي شهدتها أسعار الفحم منذ بداية الأزمة الأوكرانية.
وارتفعت أسهم الشركة بأكثر من 600 بالمئة في يونيو الماضي، وهو ما وصل بقيمة الشركة حاليا إلى حوالي 1.9 مليار جنيه إسترليني.