قال وزير المالية البريطاني الجديد جيريمي هانت السبت إن بعض الضرائب ستزيد، في حين أن الإنفاق الحكومي سيزيد بأقل مما كان مخططا له سلفا مع ضرورة اتخاذ قرارات صعبة لاستعادة المصداقية المالية لبريطانيا.

وأضاف هانت، الذي تم تعيينه الجمعة بعد إقالة كواسي كوارتنغ في أعقاب بيان مالي كارثي الشهر الماضي "سيكون أمامنا بعض القرارات الصعبة للغاية".

وصرح هانت لشبكة سكاي نيوز أن "الإنفاق لن يرتفع بالقدر الذي يرغب فيه الناس، إذ يتعين على جميع الهيئات الحكومية أن تزيد من كفاءاتها أكثر مما كانت تخطط له. ولن يتم خفض بعض الضرائب بالسرعة التي يريدها الناس، وستزيد بعض الضرائب. سيكون الأمر صعبا".

وكانت رئيسة الوزراء البريطانية، ليز تراس، أعلنت في مؤتمر صحفي الجمعة أنها ألغت خطتها لتجميد زيادة ضريبة الشركات المقررة العام المقبل، بعد ساعات من إقالتها لحليفها كواسي كوارتنغ، وزير المالية، واستبداله بجيرمي هانت، في خطوة تهدف لإنقاذ حكومتها من السقوط.

هذا التراجع الذي وصفته تقارير صحفية بأنه "مهين"، جاء بعد 3 أسابيع من اضطرابات السوق، منذ إعلان كوارتنغ، يوم 23 سبتمبر، عن برنامج لدعم النمو الاقتصادي، تضمن أكبر حزمة تخفيضات ضريبية في نصف قرن، سيتم تمويلها عبر الاقتراض الحكومي.

قرار تراس، بإلغاء تجميد ضريبة الشركات، يعني أن هذه الضريبة سترتفع حاليا إلى 25 بالمئة، من 19 بالمئة، العام المقبل، كما كان مخططا من قبل سلفها بوريس جونسون، ووزير المالية السابق ريشي سوناك.

وكانت خطة كوارتنغ، التي تخلت عنها الحكومة، تقترح تخفيضات ضريبية بقيمة 45 مليار جنيه إسترليني، غير ممولة، وهو الأمر الذي فاجأ الأسواق، باعتبارها خطة توسعية ستزيد من الديون، كما أنها تتعارض مع مسار بنك إنجلترا لتقييد الأوضاع النقدية من أجل كبح التضخم.

ولاقت الخطة انتقادات من كل الاتجاهات، وأدت لانهيار سعر صرف الجنيه الإسترليني لادنى مستوى في تاريخه الشهر الماضي، كما دفعت عوائد السندات الحكومية للارتفاع بقوة، ما اضطر بنك إنجلترا للتدخل في سوق السندات بشكل مؤقت لتهدئة مخاوف المستثمرين.

وقال هانت في تصريحاته لشبكة سكاي نيوز: "الشيء الذي يريده الناس والأسواق وتحتاجه البلاد الآن هو الاستقرار. لا يمكن لأي وزير أن يتحكم في الأسواق. لكن ما يمكنني فعله هو إظهار أنه يمكننا دفع ضرائبنا والالتزام بخطط الإنفاق، وهذا سيحتاج إلى بعض القرارات الصعبة للغاية فيما يتعلق بكل من الإنفاق والضرائب".

وتابع قائلا "الإنفاق لن يرتفع بالقدر الذي يرغب فيه الناس، إذ يتعين على جميع الهيئات الحكومية أن تزيد من كفاءاتها أكثر مما كانت تخطط له. ولن يتم خفض بعض الضرائب بالسرعة التي يريدها الناس، وستزيد بعض الضرائب. سيكون الأمر صعبا".

وقال هانت إنه يتفق مع نهج تراس الأساسي في السعي إلى تحفيز النمو الاقتصادي، لكن الطريقة التي اتبعتها هي وكوارتنج بشأن ذلك لم تنجح.