أوكرانيا جمعت أكثر من 100 مليون دولار من التبرعات بالعملات المشفرة
لعبت العملات الرقمية المشفرة دوراً مهماً خلال الحرب الروسية الأوكرانية، حيث تمكنت السلطات في كييف والمواطنون العاديون من الاستفادة من هذه العملات التي يتزايد الاعتماد عليها في العالم بصورة مستمرة.
وبحسب تقرير نشره موقع "كوين تلغراف" المتخصص برصد الأخبار والأنشطة التي تتعلق بالعملات المشفرة، فان الحرب الروسية الأوكرانية التي تقترب من شهرها التاسع كشفت عن مجموعة كبيرة من مزايا هذه العملات، مثل القدرة على دعم المساعي الإنسانية، كما كشفت أيضاً عن مدى قدرة السلطات الوطنية على السيطرة على شبكات التشفير.
وصرح فاديم سينجين، الشريك المؤسس في شركة "تيكور" لتكنولوجيا المعلومات ومزود حلول التشفير أن العملات المشفرة لها ميزة فريدة في المواقف التي يوجد فيها خطر متزايد لانقطاع تحويل الأموال بسبب مركزية الأنظمة التقليدية، بحسب ما نقل التقرير الذي اطلعت عليه "العربية نت".
وقال سينجين: "مع تحكم معظم الأسواق بشخصيات السلطة المركزية التي يمكن أن تنهار بسهولة في ظل التوترات السياسية، تظل أسواق العملات المشفرة لامركزية إلى حد ما، مما يعني أن كفاءتها التشغيلية خلال فترات الأزمة قد تعززت بشكل أكبر".
وأظهر الصراع بين روسيا وأوكرانيا أنه يمكن استخدام العملات المشفرة لجمع الأموال في النزاعات العسكرية، حيث بدأت الحكومة الأوكرانية في قبول تبرعات العملات المشفرة منذ بداية العام الحالي 2022 في محاولة لتعزيز شمولية المانحين، وقد أدى ذلك إلى إنشاء صندوق العملة المشفرة في أوكرانيا.
وتتولى وزارة التحول الرقمي في أوكرانيا حالياً مسؤولية الصندوق، الذي تم إنشاؤه بالتعاون مع عدة جهات لدعم برامج المساعدات الإنسانية والعسكرية في أوكرانيا، ومكّن المشروع الحكومة الأوكرانية من جمع أكثر من 100 مليون دولار من التبرعات بالعملات المشفرة حتى الآن.
ومع ذلك، تحولت بعض مجموعات جمع الأموال المشفرة الموالية لأوكرانيا إلى أدوات تشفير جديدة مثل المنظمات المستقلة اللامركزية (DAOs) لجمع الأموال.
وتم إنشاء (UkraineDAO) التي تعد من بين أبرز المجموعات في فبراير الماضي لغرض وحيد وهو توفير الدعم المالي للجنود الأوكرانيين، وقد جمع المشروع أكثر من 8 ملايين دولار حتى الآن.
ومن بين أبرز النجاحات التي حققتها مجموعة "أوكرانيا داو" كانت البيع الأخير للرمز (NFT) من العلم الأوكراني الذي حقق ما يزيد قليلاً عن 6 ملايين دولار.
وتقول الحكومة الأوكرانية إن العملات المشفرة مكّنت المواطنين المحاصرين في الحرب من الحفاظ على إمكانية الوصول إلى أموالهم خلال هذه الأوقات العصيبة، بحسب ما نقل موقع "كوين تلغراف".
لكن التقرير يقول إنه في حين أن التبرعات بالعملات المشفرة كانت مفيدة لأوكرانيا، إلا أن بعض "الكيانات الخبيثة" أفسدت الجهود النبيلة والإنسانية التي يقوم بها المتضامنون ومنظمات الإغاثة.
وحاولت بعض المجموعات المشبوهة خداع المتبرعين من خلال التظاهر بأنهم ممثلين لبورصات التشفير المرخصة المشاركة في جهود جمع التبرعات الأوكرانية.
ويقدر خبراء الأمن السيبراني أن الملايين من رسائل البريد الإلكتروني المخادعة التي تستخدم هذا التكتيك قد تم إرسالها حتى الآن.
وتحتوي بعض رسائل البريد الإلكتروني على رسائل استغاثة من مجرمي الإنترنت يزعمون أنهم أوكرانيون بحاجة ماسة إلى المساعدة المالية.