سكاي نيوز عربية:

يمضي قطاع السياحة في المملكة العربية السعودية بخطوات حثيثة وفقاً لمستهدفات رؤية المملكة 2030، مُحققاً مُنجزات متتابعة نحو رفع نسبة المساهمة في الناتج المحلي الإجمالي، من خلال تسخير الجهود كافة لدعم القطاع وجذب الاستثمارات الداخلية والخارجية، واستثماراً للمقومات السياحية الجاذبة بالبلد.

ووفقاً لمستهدفات الرؤية، فإن القطاع يتهيأ ليصبح أحد المصادر الرئيسية للاقتصاد المتنوع في المملكة، وبدعم من الاستثمارات الضخمة في الترفيه والبنية التحتية السياحية، وباغتنام جمال الطبيعة الخلابة والمتنوعة ستوفر السياحة فرصاً لوظائف متنوعة ونمواً تجارياً، ما يعزز المكانة الدولية للمملكة مع الحفاظ على هويتها الوطنية.

نسبة مساهمة القطاع السياحي في الناتج المحلي بالسعودية بلغت 4 بالمئة بنهاية العام الماضي 2022 (مقارنة بنحو 3 بالمئة في 2019)

تستهدف السعودية رفع نسبة مشاركة قطاع السياحة في الناتج المحلي الإجمالي إلى 10 بالمئة بحلول العام 2030

تستهدف المملكة رفع مساهمة القطاع لضخ من 70 إلى 80 مليار دولار بالاقتصاد بحلول العام 2030 وفقاً لوزير السياحة السعودي أحمد الخطيب

خطة التنوع الاقتصادي

يقول الخبير السياحي، المحاضر ومدير العلاقات العامة والإعلام في كلية السياحة بجامعة الملك عبد العزيز، ثامر الحربي، في تصريحات خاصة لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، إن "قطاع السياحة بالمملكة يعد اليوم من أهم القطاعات التي تسهم في خطة التحول والتنوع الاقتصادي وفقاً لمستهدفات رؤية المملكة 2030، سواء من خلال زيادة معدلات جذب الاستثمارات الداخلية والخارجية، وكذا توفير فرص عمل للمواطنين والمواطنات في ضوء تنويع قاعدة الاقتصاد الوطني".

ويلفت إلى أن العام المنصرم شهد تحقيق أرقام إيجابية بشكل كبير بالنسبة لقطاع السياحة في المملكة، لجهة جذب ما يصل إلى 29.5 مليون زيارة خارجية، كما تم إنفاق أكثر من 27 مليار ريال (في الأشهر الستة الأولى من العام 2022) من قبل السائحين الدوليين.

وفي سياق متصل، يتحدث الخبير بالقطاع السياحي عن منجزات القطاع الفندقي أيضاً بالمملكة، حيث من المتوقع الوصول إلى 191 ألف غرفة فندقية بحلول العام 2025، مشيراً إلى ارتفاع إيرادات قطاع الضيافة بنسبة 86 بالمئة في النصف الأول من 2022 مقارنة بالفترة نفسها من العام 2021.

ويستطرد الحربي: "كل هذه المؤشرات تعكس مواكبة الدعم الحالي والتطور الذي يشهده القطاع في إطار مستهدفات رؤية 2030 من أجل الوصول إلى نسبة مساهمة تصل إلى 10 بالمئة من الناتج المحلي، وخلق مليون وظيفة وفرصة عمل، والوصول إلى 100 مليون زيارة".

ويشير الحربي إلى أن هذه المستهدفات تأتي في إطار منظومة عمل متكاملة للسياحة في المملكة، عبر وزارة السياحة وصندوق التنمية السياحية ومجالس التنمية، وبرنامج الربط الجوي الذي تقوم به الوزارة من أجل زيادة الوجهات السياحية من وإلى السعودية، وفق المستهدفات".

100 مليون سائح (داخلي وخارجي) تستهدفهم المملكة بحلول 2030 (55 مليون سائح خارجي، و45 مليون سائح داخلي)

في العام 2016 (عام إعلان رؤية 2030) بلغت معدلات السياحة الخارجية في السعودية 18 مليون زيارة

خلال أول 11 شهراً من العام الماضي 2022 بلغت معدلات السياحة الخارجية الوافدة 29.5 مليون زيارة (بزيادة بلغت 60 بالمئة تقريباً عن معدلات 2016)

مليون وظيفة مستهدفة بالنسبة لقطاع السياحة بحلول 2030

ارتفعت معدلات السياحة الوافدة (في شهر يوليو خلال ذروة الصيف الماضي) بنسبة 121 بالمئة مقارنة بالمعدلات المسجلة في 2019 قبل جائحة كورونا

قطاع بكر يشهد طفرات غير مسبوقة

من جانبه، يقول الخبير الاقتصادي السعودي، سليمان العساف، في تصريحات خاصة لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن القطاع السياحي بشكله الحالي في المملكة العربية السعودية يعد قطاعاً بكراً وواعداً يشهد طفرات غير مسبوقة، في ضوء عديد من المشاريع التي تم إطلاقها أخيراً ضمن مستهدفات رؤية المملكة 2030.

ويتابع: "حجم مساهمة القطاع السياحي في الاقتصاد السعودي كان في حدود 3 بالمئة من قبل (أغلبها سياحة دينية)، قبل الإعلان عن رؤية المملكة التي وضعت أطراً لتنمية هذا القطاع، واستهدفت أن يسهم بنسبة 10 بالمئة من الناتج المحلي بحلول العام 2030".

ويلفت إلى أن السعودية تستهدف جذب 100 مليون سائح، ما بين السياحة الداخلية والخارجية، مردفاً: "عندما تم إطلاق الرؤية ومستهدفات قطاع السياحة كنا نرى أنها أحلام بعيدة، لكن الآن نرى تطورات هائلة في هذا القطاع، حتى صارت السعودية هدفاً سياحياً لكثير من مواطني دول العالم".

ويتحدث العساف في الوقت نفسه عن معوقات سابقة كانت مرتبطة بالبنية التحتية، قائلاً: "في السابق كانت هناك مشكلة على سبيل المثال في الفنادق (..) قبل أن تتم مضاعفة العدد (من خلال ضخ استثمارات كبيرة في هذا القطاع بالسنوات الأخيرة) وهناك مستهدفات أخرى للمزيد في هذا السياق".

فيما يخص قطاع الفنادق، تشهد المملكة طفرة في هذا السياق، وهو ما تُبرزه أحدث تقديرات نايت فرانك، وهي وكالة عقارية متخصصة في مجال الاستشارات العقارية السكنية والتجارية:

12 ألف غرفة فندقية تمت إضافتهم في العام الماضي، وسط توقعات بمواصلة الزيادات السنوية حتى 2030

من المتوقع ارتفاع عدد الغرف الفندقية إلى 403 ألف غرف مقارنة بـ 128 ألف غرفة حالياً، بحلول 2030 (بزيادة 215 بالمئة) ما بين الفنادق من خمس نجوم وأقل، وكذلك الشقق الفندقية.

ويشير الخبير الاقتصادي السعودي، إلى إصدار آلاف التراخيص للمنشآت السعودية في السنوات الأخيرة (أكثر من 3500 رخصة استثمار سياحي أُصدرت في المملكة العربية السعودية حتى الآن)، كما أطلقت الدول صندوقاً سياحياً لدعم هذه المشاريع، ولضخ مئات المليارات بهدف دعم قطاع السياحة في السعودية، وبما يوفر ما يقارب المليون وظيفة بشكل مباشر وغير مباشر بالقطاع بحلول العام 2030، لا سيما وأن المملكة تتمتع بتنوع واسع في عوامل الجذب السياحي، بما في ذلك الأماكن الدينية التي لا ينافسها فيها أحد، إضافة إلى الطبيعة الجغرافية المميزة بين الجبال والسهول والصحاري والغابات في الجنوب.

بقيمة 15 مليار ريال.. تستهدف وزارة السياحة السعودية تمويل 25 مشروعاً خلال عام ونصف من خلال صندوق التنمية السياحية (طبقاً لوزير السياحة السعودي)

الصندوق يسهم في إتاحة تمويلات بنسبة 60 بالمئة، بما يمكن المستثمرين من تنفيذ مشاريعهم.. وتقدم البنوك تسهيلاك (تكلفة مناسبة وفترات سداد طويلة)

ويُبرز العساف في السياق نفسه عدداً من المشاريع ذات الصلة، من بينها مشروع متنزه القدية (تم الإعلان عنه في أبريل 2017) والذي يعد من أكبر المتنزهات في العالم. كما يتحدث عن الفعاليات الفنية والثقافية والمهرجانات التي تقيمها الدولة (والتي تسهم في تعزيز مكانة الدولة كوجهة سياحية عالمية) من بينها احتفالات الرياض وجدة والعلا.