محمد الرشيدات
تنويع مصادر الطاقة المتجددة يقلل استهلاك الوقود الأحفوري
40 ألف برميل يومياً من حقل البحرين واحتياطيات المملكة ضخمة
أكّد رئيس وأستاذ كلية ماكدوغال لهندسة البترول في جامعة تولسا الأمريكية د. موهان كيلكار أن البحرين تتبنّى طرقاً علمية رائدة ومتطورة لزيادة إنتاجية الطاقة من النفط والغاز ما سيؤمن لها إنتاجاً أكبر في المستقبل القريب، مشيراً إلى أن إنتاج حقل البحرين يومياً 40 ألف برميل في وقت تمتلك فيه المملكة احتياطيات ضخمة.
وفي حوار خاص لـ«الوطن» قال موهان إن الاستهلاك العالمي للطاقة في ازدياد، وذلك لأن ديموغرافية دول العالم تشهد تزايداً سكّانياً كثيفاً، مبيّناً في ذات الوقت ضرورة تنويع مصادر الطاقة في المستقبل، قبل أن يوضح أن الطاقة المتجددة تسهم حالياً بنسبة 2% في توفير الطاقة المطلوبة دولياً.
وأشاد موهان بالسياسات الحكومية التي تتبنّاها البحرين في مجال الطاقة واتباعها أفضل السبل العلمية لاستخراج النفط والغاز.
وجاء حوار «الوطن» مع د. موهان كيلكار بالتزامن مع زيارته الرسمية التي قام بها للمملكة وألقى خلالها محاضرة كان قد نظّمها مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة «دراسات»، والتي عنونت نفسها بـ«انتقال الطاقة.. أمامنا طريق طويل»، وفيما يأتي نص الحوار:
هل يمكنك أن تخبرنا عن مستقبل الطاقة عالمياً من فضلك؟
- الاستهلاك العالمي للطاقة سوف يستمر في الزيادة؛ لأن عدد سكان العالم يتزايد، ويستخدم الناس المزيد من الطاقة للشخص الواحد أكثر من أي وقت مضى، وبما أن هناك ازدهاراً وتنمية، فلا بد أن تخضع الطاقة لاستهلاك كبير، ولهذا فإننا نشهد تزايداً لاستهلاك الطاقة في الدول النامية بشكل متسارع.
كيف تُقيّمون جهود البحرين في مجال التنقيب عن النفط والغاز؟
- تُنتج البحرين حالياً نحو ما يزيد عن 40 ألف برميل يومياً من حقل البحرين، ولديها احتياطيات ضخمة، وذلك لم يكن لولا نظرتها بعيدة المدى في حتمية اتباع أفضل السبل العلمية لاستخراج النفط والغاز الطبيعي، ومع ذلك هي بحاجة إلى تطبيقات غير تقليدية لجعلها مجدية من الناحية الاقتصادية، وهذا ما يوجب الاستعانة بالنّظم التكنولوجية المتطورة التي تتّبعها عديد الدول المختصة كالولايات المتحدة الأمريكية، ومن وجهة نظري أرى ضرورة استخدام هذه التكنولوجيا بشكل فعال أيضاً في البحرين، إذ من المؤكّد أن يزيد إنتاج النفط في المستقبل حسناً، لقد شهدنا مؤخراً اتجاهاً نحو الطاقات البديلة مثل السيارات الكهربائية، هل سيكون لذلك آثار جانبية على شركات النفط؟
- يتم توليد غالبية الكهرباء في العالم حالياً بواسطة الوقود الأحفوري، وبشكل عام مساهمة الوقود الأحفوري في مجمل قطاعات الطاقة ظلّت ثابتةً منذ عام 1973، وهي تصل إلى ما نسبته 80% من استهلاك الطاقة عالمياً، لذا فإن أي تحول إلى أي مصدر من مصادر الطاقة المختلقة بحاجة إلى وقت طويل لاستبدال البنية التحتية الحالية، التي ستظلُّ موجودةً فترة زمنية محددة. بالإضافة إلى ذلك العالم في أمسِّ الحاجة إلى مصادر أخرى؛ فالتنوع في مصادر الطاقة أمر أساسي، ودخول مصادر الطاقة المتجددة سيكون مكمّلاً لدور مصادر الطاقة التقليدية، وقد يكون هناك في المستقبل مصادر طاقة لديها قدرة على استبدال الوقود الحالي، لكن في الوقت الحالي هذا أمر صعب جداً.
ما هي أهم التحديات التي يواجهها قطاع الطاقة عالمياً؟
- قطاع الطاقة يواجه التحدي بسبب تغير المناخ، أعتقد أن هناك رغبة متزايدة لدى غالبية الناس في العالم لتقليل الاستهلاك الإجمالي للوقود الأحفوري؛ لأنهم يرون التغيرات التي تَحدُثُ في المناخ، لذلك أعتقد أن معظم شركات الطاقة تدرك الحاجة إلى عكس هذا الاهتمام في الطريقة التي تنتج بها الطاقة، وقد يكون أفضل طريقة لمواجهة التحديات البيئية هو «التعاون»، وتنسيق الجهود بين الشركات المنتجة للطاقة والمنظمات البيئية، بحيث تتمكّن شركات الطاقة من تحسين عملياتها، والمساهمة بشكل أكثر فاعلية في مواجهة التحديات البيئية الخطيرة المرتبطة بالتغير المناخي.
ماذا عن تأثير الحروب في المنطقة أو على المستوى العالمي؟ وما رأيك في تأثيرها على تغير المعروض من ناحية وعلى قطاع النفط من ناحية ثانية؟
- ما ترونه على الأقل بناءً على الأدلة الأخيرة التي تشير إلى أن إنتاج الولايات المتحدة قد زاد بشكل كبير من حوالي 9 ملايين إلى 13.5 مليون برميل، ويشير هذا إلى أنه على الرغم من وجود مشكلات في سلاسل التوريد لدينا، فإن هناك إمدادات وفيرة من النفط في العالم، ما يبقي السعر مستقراً نسبياً.
وماذا عن أسعار الطاقة عالمياً؟ هناك جهات كثيرة تؤثر على تلك الأسعار، وهل لذلك تأثير إيجابي أم سلبي على أسعار الطاقة، وخصوصاً مع تشعّب الأطراف المؤثرة في هذا الجانب؟
- إذا نظرت إلى النفط فإنه حقاً سلعة عالمية، وطالما أن الناس بحاجة إلى النفط، فسوف يحاولون شراء النفط بأرخص الأسعار، لذلك من الصعب جداً على طرف واحد التحكم في أسعار النفط في العالم. نحن نرى أنه في السنوات القليلة الماضية، بشكل عام، يحدد العرض والطلب الإجمالي سعر النفط أكثر من قدرة الفرد على التحكم فيه.
حول مستقبل الطاقة والتنويع في مصادر الطاقة، هل تعتقد أنه سيكون هناك تنويع في مصادر الطاقة؟ وإذا كانت الإجابة بنعم، كيف يمكننا الاستفادة من هذا التنوع؟
- تحول الطاقة بشكل عام هو عملية بطيئة جداً، لذلك سنواصل تنويع مصادر الطاقة في المستقبل وسنغير الطريقة التي نستخدم بها الطاقة في المستقبل، ومع ذلك، فإن هذه العملية سوف تستغرق وقتاً طويلاً جداً. لذا فإن الطاقة المتجددة تساهم الآن بنسبة 2%، أنا متأكد من أن نسبة الطاقة التي توفرها الطاقة المتجددة ستزداد في المستقبل، ولكن إذا نظرت إلى التاريخ الماضي لتحولات الطاقة، ستجد أن الأمر يحتاج إلى مدّة زمنية طويلة قبل أن يتم توفير كمية كبيرة من الطاقة عن طريق الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح.
تنويع مصادر الطاقة المتجددة يقلل استهلاك الوقود الأحفوري
40 ألف برميل يومياً من حقل البحرين واحتياطيات المملكة ضخمة
أكّد رئيس وأستاذ كلية ماكدوغال لهندسة البترول في جامعة تولسا الأمريكية د. موهان كيلكار أن البحرين تتبنّى طرقاً علمية رائدة ومتطورة لزيادة إنتاجية الطاقة من النفط والغاز ما سيؤمن لها إنتاجاً أكبر في المستقبل القريب، مشيراً إلى أن إنتاج حقل البحرين يومياً 40 ألف برميل في وقت تمتلك فيه المملكة احتياطيات ضخمة.
وفي حوار خاص لـ«الوطن» قال موهان إن الاستهلاك العالمي للطاقة في ازدياد، وذلك لأن ديموغرافية دول العالم تشهد تزايداً سكّانياً كثيفاً، مبيّناً في ذات الوقت ضرورة تنويع مصادر الطاقة في المستقبل، قبل أن يوضح أن الطاقة المتجددة تسهم حالياً بنسبة 2% في توفير الطاقة المطلوبة دولياً.
وأشاد موهان بالسياسات الحكومية التي تتبنّاها البحرين في مجال الطاقة واتباعها أفضل السبل العلمية لاستخراج النفط والغاز.
وجاء حوار «الوطن» مع د. موهان كيلكار بالتزامن مع زيارته الرسمية التي قام بها للمملكة وألقى خلالها محاضرة كان قد نظّمها مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة «دراسات»، والتي عنونت نفسها بـ«انتقال الطاقة.. أمامنا طريق طويل»، وفيما يأتي نص الحوار:
هل يمكنك أن تخبرنا عن مستقبل الطاقة عالمياً من فضلك؟
- الاستهلاك العالمي للطاقة سوف يستمر في الزيادة؛ لأن عدد سكان العالم يتزايد، ويستخدم الناس المزيد من الطاقة للشخص الواحد أكثر من أي وقت مضى، وبما أن هناك ازدهاراً وتنمية، فلا بد أن تخضع الطاقة لاستهلاك كبير، ولهذا فإننا نشهد تزايداً لاستهلاك الطاقة في الدول النامية بشكل متسارع.
كيف تُقيّمون جهود البحرين في مجال التنقيب عن النفط والغاز؟
- تُنتج البحرين حالياً نحو ما يزيد عن 40 ألف برميل يومياً من حقل البحرين، ولديها احتياطيات ضخمة، وذلك لم يكن لولا نظرتها بعيدة المدى في حتمية اتباع أفضل السبل العلمية لاستخراج النفط والغاز الطبيعي، ومع ذلك هي بحاجة إلى تطبيقات غير تقليدية لجعلها مجدية من الناحية الاقتصادية، وهذا ما يوجب الاستعانة بالنّظم التكنولوجية المتطورة التي تتّبعها عديد الدول المختصة كالولايات المتحدة الأمريكية، ومن وجهة نظري أرى ضرورة استخدام هذه التكنولوجيا بشكل فعال أيضاً في البحرين، إذ من المؤكّد أن يزيد إنتاج النفط في المستقبل حسناً، لقد شهدنا مؤخراً اتجاهاً نحو الطاقات البديلة مثل السيارات الكهربائية، هل سيكون لذلك آثار جانبية على شركات النفط؟
- يتم توليد غالبية الكهرباء في العالم حالياً بواسطة الوقود الأحفوري، وبشكل عام مساهمة الوقود الأحفوري في مجمل قطاعات الطاقة ظلّت ثابتةً منذ عام 1973، وهي تصل إلى ما نسبته 80% من استهلاك الطاقة عالمياً، لذا فإن أي تحول إلى أي مصدر من مصادر الطاقة المختلقة بحاجة إلى وقت طويل لاستبدال البنية التحتية الحالية، التي ستظلُّ موجودةً فترة زمنية محددة. بالإضافة إلى ذلك العالم في أمسِّ الحاجة إلى مصادر أخرى؛ فالتنوع في مصادر الطاقة أمر أساسي، ودخول مصادر الطاقة المتجددة سيكون مكمّلاً لدور مصادر الطاقة التقليدية، وقد يكون هناك في المستقبل مصادر طاقة لديها قدرة على استبدال الوقود الحالي، لكن في الوقت الحالي هذا أمر صعب جداً.
ما هي أهم التحديات التي يواجهها قطاع الطاقة عالمياً؟
- قطاع الطاقة يواجه التحدي بسبب تغير المناخ، أعتقد أن هناك رغبة متزايدة لدى غالبية الناس في العالم لتقليل الاستهلاك الإجمالي للوقود الأحفوري؛ لأنهم يرون التغيرات التي تَحدُثُ في المناخ، لذلك أعتقد أن معظم شركات الطاقة تدرك الحاجة إلى عكس هذا الاهتمام في الطريقة التي تنتج بها الطاقة، وقد يكون أفضل طريقة لمواجهة التحديات البيئية هو «التعاون»، وتنسيق الجهود بين الشركات المنتجة للطاقة والمنظمات البيئية، بحيث تتمكّن شركات الطاقة من تحسين عملياتها، والمساهمة بشكل أكثر فاعلية في مواجهة التحديات البيئية الخطيرة المرتبطة بالتغير المناخي.
ماذا عن تأثير الحروب في المنطقة أو على المستوى العالمي؟ وما رأيك في تأثيرها على تغير المعروض من ناحية وعلى قطاع النفط من ناحية ثانية؟
- ما ترونه على الأقل بناءً على الأدلة الأخيرة التي تشير إلى أن إنتاج الولايات المتحدة قد زاد بشكل كبير من حوالي 9 ملايين إلى 13.5 مليون برميل، ويشير هذا إلى أنه على الرغم من وجود مشكلات في سلاسل التوريد لدينا، فإن هناك إمدادات وفيرة من النفط في العالم، ما يبقي السعر مستقراً نسبياً.
وماذا عن أسعار الطاقة عالمياً؟ هناك جهات كثيرة تؤثر على تلك الأسعار، وهل لذلك تأثير إيجابي أم سلبي على أسعار الطاقة، وخصوصاً مع تشعّب الأطراف المؤثرة في هذا الجانب؟
- إذا نظرت إلى النفط فإنه حقاً سلعة عالمية، وطالما أن الناس بحاجة إلى النفط، فسوف يحاولون شراء النفط بأرخص الأسعار، لذلك من الصعب جداً على طرف واحد التحكم في أسعار النفط في العالم. نحن نرى أنه في السنوات القليلة الماضية، بشكل عام، يحدد العرض والطلب الإجمالي سعر النفط أكثر من قدرة الفرد على التحكم فيه.
حول مستقبل الطاقة والتنويع في مصادر الطاقة، هل تعتقد أنه سيكون هناك تنويع في مصادر الطاقة؟ وإذا كانت الإجابة بنعم، كيف يمكننا الاستفادة من هذا التنوع؟
- تحول الطاقة بشكل عام هو عملية بطيئة جداً، لذلك سنواصل تنويع مصادر الطاقة في المستقبل وسنغير الطريقة التي نستخدم بها الطاقة في المستقبل، ومع ذلك، فإن هذه العملية سوف تستغرق وقتاً طويلاً جداً. لذا فإن الطاقة المتجددة تساهم الآن بنسبة 2%، أنا متأكد من أن نسبة الطاقة التي توفرها الطاقة المتجددة ستزداد في المستقبل، ولكن إذا نظرت إلى التاريخ الماضي لتحولات الطاقة، ستجد أن الأمر يحتاج إلى مدّة زمنية طويلة قبل أن يتم توفير كمية كبيرة من الطاقة عن طريق الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح.