هبة محسن
قال الباحث وخبير الذكاء الاصطناعي الإقليمي رئيس جمعية الذكاء الاصطناعي د.جاسم حاجي إن مملكة البحرين تُظهر التزاماً استراتيجياً واضحاً في تعزيز مكانتها في طليعة التقدم التكنولوجي، حيث تُعتبر الروبوتات والذكاء الاصطناعي من المحركات الرئيسة للتحول الرقمي، ويعكس هذا النهج الاستباقي الرغبة في بناء اقتصاد مرن يعتمد على التكنولوجيا ويتماشى مع المعايير العالمية.
وتوقع د.حاجي أن يصل إجمالي سوق الروبوتات في البحرين إلى 6.3 مليون دولار هذا العام، مع قيادة قطاع الروبوتات الخدمية الذي يُقدر بمبلغ 4.67 مليون دولار، مضيفاً أن التوقعات تشير أيضاً إلى معدل نمو سنوي قدره 9.94% من عام 2024 إلى عام 2029، مع إمكانية الوصول إلى 10.12 مليون دولار بحلول عام 2029، كما يظهر قطاع الروبوتات الخدمية نمواً ملحوظاً بمعدل 10.89% سنوياً.
وعن تطبيقات الروبوتات في القطاعات المختلفة في البحرين، ذكر أن القطاع الصحي استفاد خلال جائحة كورونا، حيث نُفِّذت أنواع مختلفة من الروبوتات في البحرين، شملت روبوتات التمريض لرعاية المرضى، وروبوتات التعقيم لصيانة المرافق، وروبوتات التوصيل لنقل الإمدادات الطبية، مؤكداً أن هذه الروبوتات أثبتت فعاليتها، وساهمت في تقليل تعرّض العاملين للخطر، وتوفير خدمات متعددة اللغات.
أما فيما يتعلق بالقطاع الصناعي، فأوضح حاجي أن تقنيات الأتمتة تُساهم في تحويل عمليات التصنيع التقليدية، مما يعزز الإنتاجية والمرونة في الصناعات الثقيلة، مثل ألمنيوم البحرين 'ألبا'، حيث تلعب الأذرع الروبوتية دوراً حاسماً في تحسين الكفاءة وسلامة العمال، خاصة عند التعامل مع المواد الخطرة، والقيام بمهام دقيقة في بيئات عالية الحرارة.
وتناول خبير الذكاء الاصطناعي الإقليمي مشروع 'iFactories'، الذي أطلقته وزارة الصناعة والتجارة، بالشراكة مع 'تمكين'، قائلاً إن المشروع يهدف إلى إنشاء 300 مصنع ذكي بحلول 2026، ويتضمّن منحاً لتغطية تكاليف الأتمتة والرقمنة، مع التركيز على تقييمات جاهزية المصانع والنضج الرقمي.
وعن المستقبل وتوجهات القطاع، أوضح أن مؤشر جاهزية الصناعة الذكية يُعتبر معياراً لممارسات (الصناعة 4.0)، مما يعكس التزام البحرين بالمحافظة على المعايير الدولية، مشيراً إلى أن الدعم الحكومي القوي والاستثمار المتزايد من القطاع الخاص يزيد إمكانيات الروبوتات، ويجعلها عنصراً حاسماً في تعزيز القدرات الصناعية والميزة التنافسية للمملكة.
على جانب آخر، ذكر حاجي أن سوق الروبوتات المعيارية في البحرين يواجه تحديات فريدة تنبع من تقاطع الروبوتات والتصميم المعياري، حيث إن إحدى العقبات المهمة هي الحاجة إلى واجهات وبروتوكولات اتصال موحدة بين الوحدات الروبوتية المختلفة؛ لضمان التكامل السلس وقابلية التشغيل البيني، وقد يكون تحقيق هذه المعايير أمراً صعباً؛ نظراً للمجموعة المتنوعة من التطبيقات والوظائف الروبوتية. وعلاوة على ذلك، يُعد ضمان سلامة وموثوقية الأنظمة الروبوتية المعيارية أمراً بالغ الأهمية، خاصة في قطاعات مثل التصنيع والرعاية الصحية، حيث يتزايد التعاون بين الإنسان والروبوت.
وأضاف أن التنقل في الأطر التنظيمية والحصول على شهادات للحلول الروبوتية المعيارية أمر معقد، ويستغرق وقتاً طويلاً، مما قد يؤدي إلى تأخير دخول السوق والنمو.
وقال حاجي: 'تُعتبر صناعة الروبوتات في البحرين محفزاً رئيساً للتحول الرقمي، حيث يعكس التآزر بين المبادرات الحكومية ومشاركة القطاع الخاص أساساً قوياً لهذا القطاع، مع استمرار المملكة في رحلتها نحو التحول الرقمي، متوقعاً أن تلعب الروبوتات دوراً حيوياً في تحقيق رؤية البحرين لمستقبل أكثر كفاءة وتقدّماً تقنياً'.