أوصى المشاركون في النسخة الثانية عشرة من مؤتمر تكنولوجيا المعلومات والاتصالات "ميت آي سي تي" بتوجيه الجهود نحو توطين تطبيقات وتقنيات الذكاء الاصطناعي في مملكة البحرين، لما لذلك من أهمية كبرى في تطوير الخدمات وتحسين كفاءتها وفعاليتها في قطاعات الصحة والتعليم والنقل والتجارة والزراعة، مشددين على ضرورة توجيه المزيد من الاهتمام لتدريب القوى العاملة على تطوير المهارات المطلوبة للاستفادة الكاملة من إمكانات الذكاء الاصطناعي بما يعزز الابتكار والإنتاجية وتنافسية الأسواق المحلية.
وأشار المشاركون في ختام أعمال المؤتمر إلى أهمية الاستثمار في الشركات الناشئة والبحث العلمي والتطوير لدعم تقنيات الذكاء الاصطناعي المحلية والنهوض بها، وتكثيف التعاون الدولي لتبادل المعرفة والتجارب في مجال توطين الذكاء الاصطناعي، منوهين بالتطور الهائل الذي تشهده منظومة الذكاء الاصطناعي وما أحدثته من تغير جذري بعد أن أثبتت قدرتها على التنبؤ واتخاذ القرارات بشكل آلي وتطوير عمله دون الحاجة إلى تدخل بشري.
وأضافوا أن تقنيات الذكاء الاصطناعي أصبحت جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية في مختلف المجالات، وأن تطبيقاتها المتنوعة تكتسب طبيعة خاصة كونها تمثل دعامة أساسية للتطور المعرفي والاقتصاد الوطني، وتتمتع بسرعة عالية وتكلفة منخفضة بما يعزز جهود التنمية المستدامة، لافتين إلى أن الذكاء الاصطناعي يعد حالياً إحدى أهم الأولويات لجداول أعمال السياسات العامة لمعظم الدول، كما تركز مبادرات حكومية وطنية عديدة على استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي من أجل التنمية والنمو الاقتصادي، مؤكدين أنه من المتوقع أن يضيف الذكاء الاصطناعي 15 تريليون دولار إلى الاقتصاد العالمي بحلول عام 2030.
وكان مؤتمر "ميت آي سي تي" قد عُقد على مدى ثلاثة أيام بحضور الدكتور الشيخ عبد الله بن أحمد آل خليفة وزير المواصلات والاتصالات، بتنظيم من جمعية البحرين لشركات التقنية "بِتِك" وبالتعاون مع شركة "وورك سمارت" لتنظيم الفعاليات، وذلك في مركز الخليج للمؤتمرات تحت شعار "الذكاء الاصطناعي للجميع"، وتناول المؤتمر أحدث تطورات الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته ودوره في تعزيز التنمية الاقتصادية.
وشهد المؤتمر جلسات نقاشية وورش عمل بحضور أبرز قادة صناعة التكنولوجيا وصنّاع القرار والمسؤولين والخبراء في القطاع، والتي ناقشت الإمكانات الواعدة لتقنيات الذكاء الاصطناعي وكيفية توظيفها لدعم الابتكار وتحسين الأداء في مختلف القطاعات الاقتصادية، كما سلطت الضوء على أحدث التطبيقات والابتكارات في هذا المجال الحيوي، مثل الأمن السيبراني والتجارة الإلكترونية والبلوكتشين والتعليم الرقمي وغيرها.
وأقيم على هامش المؤتمر معرض البحرين الدولي للتكنولوجيا "بيتكس" الذي استعرض مجموعة واسعة من الخدمات والمنتجات المبتكرة لشركات تقنية المعلومات والاتصالات الرائدة في البحرين والمنطقة والعالم، ووفر منصة ونافذة واسعة أمام مختلف شركات التكنولوجيا للاطلاع على آخر تطورات ومستجدات التحول الرقمي في القطاعات الحكومية وقطاعات الأعمال، كما شهد المعرض توقيع عدة اتفاقيات بين الشركات المشاركة والدخول في شراكات مثمرة تخدم تطلعات القطاع.