يواصل قطاع الحوسبة السحابية تحقيق نمو قوي، ليصبح عنصرًا أساسيًا في استراتيجيات التحول الرقمي للشركات والمؤسسات حول العالم، وذلك على الرغم من العواصف الاقتصادية التي تضرب العالم كله تقريبا.
ومع تزايد الاعتماد على الذكاء الاصطناعي، وتحليلات البيانات الضخمة، وإنترنت الأشياء، أصبحت البنية التحتية السحابية ضرورية لتعزيز الكفاءة التشغيلية، وخفض التكاليف.
وتشهد كبرى الشركات في هذا المجال، مثل: أمازون ويب سيرفيسز (AWS)، ومايكروسوفت أزور (Azure)، وجوجل كلاود، توسعا سريعا، واستثمارات ضخمة لمواكبة الطلب المتزايد، كما أن ظهور الحوسبة السحابية الهجينة، والحوسبة المتطورة، يعزز من فرص نمو القطاع بشكل أكبر.
وفي ظل هذه التطورات، تبدو آفاق الحوسبة السحابية أكثر إشراقًا، مما يجعلها أحد أكثر القطاعات جاذبية للمستثمرين خلال السنوات المقبلة، فكيف يؤثر هذا النمو على الأسواق العالمية؟ وما هي أبرز العوامل الداعمة لاستمرارية هذا الزخم الإيجابي رغم التحديات؟
طلب متزايد ومستمر على الخدمات السحابية
يشهد العالم تسارعًا غير مسبوق في التحول الرقمي، مما يدفع الشركات والمؤسسات نحو الاعتماد الكامل على الحوسبة السحابية لتعزيز الكفاءة، تقليل التكاليف، وزيادة المرونة التشغيلية.
ومع ازدياد انتشار الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء وتحليلات البيانات الضخمة، يتوقع أن يزداد الطلب على البنية التحتية السحابية بوتيرة أسرع من أي وقت مضى.
أداء قوي للأسهم السحابية في الأسواق العالمية
تحقق أسهم كبرى الشركات في المجال مثل أمازون (AWS) ومايكروسوفت (Azure) وجوجل كلاود وأوراكل نموًا مستدامًا، مدعومة بعقود ضخمة وصفقات استراتيجية مع الحكومات والشركات العالمية.
كما تشهد أسهم الشركات الناشئة في المجال اهتمامًا متزايدًا من قبل المستثمرين، ما يعكس الثقة الكبيرة في مستقبل القطاع.
توسع عالمي واستثمارات ضخمة
تشهد الشركات السحابية توسعًا جغرافيًا غير مسبوق، من خلال بناء المزيد من مراكز البيانات المتطورة في الأسواق الناشئة، مثل آسيا، وأمريكا اللاتينية، وأفريقيا، مما يعزز فرص النمو في مناطق جديدة.
كما تستثمر الشركات الكبرى مبالغ ضخمة في تطوير تقنيات الحوسبة المتطورة (Edge Computing) والحوسبة متعددة السحب (Multi-Cloud)، مما يعزز قدرتها على تقديم حلول مبتكرة تلبي احتياجات مختلف القطاعات.
استقرار مالي رغم تقلبات الاقتصاد العالمي
على الرغم من تحديات الاقتصاد العالمي، يبقى قطاع الحوسبة السحابية أحد أكثر القطاعات استقرارًا وجاذبية، نظرًا لأن خدماته أصبحت ضرورية لمختلف القطاعات، من الشركات الناشئة إلى المؤسسات الضخمة.
ويمنح نموذج الاشتراك الشهري والسحابي الشركات إيرادات متكررة ومستدامة، مما يجعل القطاع محصنًا نسبيًا ضد التقلبات الاقتصادية.
الابتكار المستمر يمنح القطاع زخمًا إضافيًا
يواصل القطاع الابتكار بوتيرة سريعة، مع ظهور تقنيات مثل الحوسبة السحابية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، والتحول إلى الحوسبة السحابية الهجينة، مما يفتح آفاقًا جديدة للاستثمار والتوسع.
بالإضافة إلى ذلك، تعمل الشركات على تحسين معايير الأمان والخصوصية، مما يعزز الثقة في الاعتماد على الحلول السحابية.
