شهدت البورصة المصرية أسبوعًا إيجابيًا خلال تعاملات الأسبوع الماضي المنتهي في 20 مارس 2025، حيث ارتفعت معظم المؤشرات الرئيسية وسط تحسن في السيولة ونشاط التداول، حيث أغلق مؤشر EGX30 عند 31,677.58 نقطة، مسجلًا ارتفاعًا بنسبة 1.24%، وهو ما يعكس زيادة في الطلب على الأسهم القيادية، لا سيما في قطاعات البنوك والصناعة.
كما سجل مؤشر EGX70 EWI، الذي يقيس أداء الأسهم الصغيرة والمتوسطة، ارتفاعًا بنسبة 1.54% مغلقًا عند 8,922.57 نقطة، ما يشير إلى نشاط قوي في أسهم الشركات ذات رؤوس الأموال الصغيرة.
بالنسبة لمؤشر EGX30 Capped، الذي يحدد سقفًا لأوزان الأسهم الكبرى، فقد ارتفع بنسبة 1.06% إلى 39,563.01 نقطة، مما يعكس أداءً متوازنًا بين الأسهم الكبرى والصغرى، أما مؤشر EGX100، الذي يجمع بين EGX30 وEGX70، فقد ارتفع أيضًا بنسبة 1.06% ليغلق عند 12,338.67 نقطة، في حين سجل مؤشر S&P تراجعًا طفيفًا بنسبة 0.16% ليغلق عند 7,194.33 نقطة، وهو ما قد يكون انعكاسًا لبعض الضغوط البيعية من المستثمرين الأجانب.
تطور رأس المال السوقي
ارتفع رأس المال السوقي للبورصة المصرية إلى 2,240.1 مليار جنيه، بزيادة قدرها 0.15% خلال الأسبوع، وهو ما يشير إلى تحسن ثقة المستثمرين وزيادة السيولة المتدفقة إلى السوق، وهذه الزيادة في القيمة السوقية تعكس نمو أسعار الأسهم وزيادة الطلب على الأصول المالية، مدفوعة بتحسن التوقعات الاقتصادية وتراجع مستويات التضخم، كما يعكس هذا الارتفاع دخول استثمارات جديدة، سواء من مؤسسات محلية أو أفراد، وسط تفاؤل عام بأداء الشركات المدرجة.
حجم وقيمة التداولات
شهدت البورصة زيادة كبيرة في إجمالي قيمة التداول التي بلغت 696.8 مليار جنيه، مقارنة بـ 415.4 مليار جنيه في الأسبوع السابق، مما يعكس ارتفاعًا في شهية المستثمرين نحو الأسهم والسندات، كما ارتفعت كمية التداول إلى 8.174 مليون ورقة مالية عبر 534 ألف عملية، مقارنة بـ 7.370 مليون ورقة عبر 489 ألف عملية في الأسبوع الماضي، وهو ما يشير إلى زيادة النشاط في السوق وتوسع نطاق التداول.
يلاحظ أن الأسهم شكلت نسبة 3.36% فقط من إجمالي قيمة التداول، في حين استحوذت السندات وأذون الخزانة على 96.64%، مما يعكس استمرار اهتمام المستثمرين بالأدوات المالية ذات العائد الثابت في ظل التقلبات العالمية.
توزيع التداولات بين المستثمرين
استحوذ المصريون على 86.5% من إجمالي التعاملات، بينما كانت حصة الأجانب 6.8% والعرب 6.7%، وذلك بعد استبعاد الصفقات، كما شهد السوق خروجًا لرؤوس أموال أجنبية، حيث سجل المستثمرون الأجانب صافي بيع بقيمة 604.6 مليون جنيه، في مقابل تسجيل العرب صافي شراء بقيمة 297.1 مليون جنيه، مما يعكس تفضيل المستثمرين الإقليميين للأسهم المصرية مقارنة بالمستثمرين الدوليين.
ومنذ بداية العام، مثلت تعاملات المصريين 89.1% من إجمالي التداولات على الأسهم، بينما سجل الأجانب 5.3% والعرب 5.6%، وقد استمر المستثمرون الأجانب في اتجاههم البيعي بصافي 1,569.4 مليون جنيه، بينما سجل العرب صافي شراء بـ 411.5 مليون جنيه، مما يعكس تغيرات في سلوك المستثمرين بناءً على المعطيات الاقتصادية والسياسية.
التوقعات المستقبلية
من المتوقع أن يستمر النشاط القوي في السوق خلال الأسابيع المقبلة، خاصة مع ترقب قرارات جديدة من البنك المركزي المصري بخصوص أسعار الفائدة، والتي قد تؤثر بشكل مباشر على شهية المستثمرين للاستثمار في الأسهم مقابل السندات.
وهذا الأداء الإيجابي يعزز التفاؤل بمزيد من النمو في السوق، لكنه يستدعي مراقبة حذرة لتحركات المستثمرين الأجانب واستراتيجيات الصناديق الاستثمارية الكبرى.