سجل سهم "ألفابيت" (GOOGL) قفزة بنسبة 2.31% عند الساعة العاشرة مساءًا بتوقيت السوق، ليسجل 151.09 دولار، كما يتراوح النطاق اليومي بين 148.54 و152.19 دولار.
وبينما جاء هذا الصعود بدعم من قرار مفاجئ بشأن ملفات تعريف الارتباط من جوجل، فإن ما يدفع الاهتمام الحقيقي نحو السهم هو التمازج القوي بين الزخم الفني والتحول في الرؤية التنظيمية العالمية التي تُعيد الاعتبار لنموذج الإعلانات المستهدفة، الذي تتربع عليه ألفابيت.
صعود يستبق إعلان الأرباح
يُظهر سهم الشركة إشارات فنية متزايدة على تشكيل قاع قوي عند مستوى 147 دولار، إلا أن كسر مقاومة 150 دولار بدعم من حجم تداول مرتفع يشير إلى احتمالات ارتداد واسع النطاق.
ومع اقتراب موعد إعلان نتائج أعمال الربع الأول في 23 أبريل 2025، يترقب المستثمرون أرقامًا قد تعيد تقييم السهم على أسس جديدة، خاصة أن الشركة سبق وأن فاجأت السوق بتحقيق أرباح تفوق التوقعات في أربع فصول متتالية، مدعومة بتوسعها في تقنيات الذكاء الاصطناعي والنمو السريع في وحدتي "جوجل كلاود" و"يوتيوب".
جوجل تعيد التوازن لصناعة الإعلانات
القرار الأخير من جوجل بالإبقاء على ملفات تعريف الارتباط من الطرف الثالث في متصفح كروم، بعد أشهر من التحذيرات الصناعية من حظرها، كان له تأثير مباشر على أسهم قطاع تكنولوجيا الإعلانات، فبينما ارتفعت أسهم The Trade Desk بنسبة 3%، وكريتيو بنسبة 8%، وMagnite بنسبة 5%، جاء صعود سهم GOOGL كترجمة لثقة السوق في قيادة ألفابيت للمشهد التكنولوجي مع مراعاة المعايير التنظيمية الجديدة.
وأكدت الشركة أنها ستواصل تطوير أدوات الخصوصية مثل حماية عنوان IP في وضع التصفح المتخفي، لكنها أرجأت إدخال تغييرات جذرية على ملفات تعريف الارتباط بعد مراجعة موسعة للمشهد التكنولوجي والتنظيمي، في إشارة إلى نهج براغماتي يحفظ استدامة نموذج الإعلانات الرقمية.
تفوق مالي
وتبلغ القيمة السوقية للشركة حوالي 1.84 تريليون دولار، وتُظهر ربحية سهم EPS عند 8.13 دولار، مع مكرر ربحية PE لا يتجاوز 18.81، ما يجعلها جذابة مقارنة بأقرانها من عمالقة التكنولوجيا مثل ميتا وأمازون، اللتين تعانيان من ضغوط هوامش الربح.
كما أن الإيرادات السنوية تجاوزت 350 مليار دولار، فيما تُظهر البيانات الأخيرة أن الإيرادات غير الإعلانية (مثل السحابة والذكاء الاصطناعي) تمثل الآن أكثر من 35% من إجمالي الدخل، مما يقلل من تقلبات الاعتماد على سوق الإعلانات وحده.
وأعلنت ألفابيت عن توزيع أرباح نقدية بقيمة 0.80 دولار للسهم، بعائد يبلغ 0.54%، ما يُعد مؤشرًا على نضوجها المالي واستعدادها لتقديم قيمة مستدامة للمستثمرين الذين يبحثون عن تدفق نقدي دوري، إلى جانب النمو طويل الأجل.
السعر المستهدف
مع توقعات المحللين بوصول السعر إلى 203.84 دولار، أي صعود بنسبة 34.84% من المستويات الحالية، فإن سهم GOOGL يبدو مؤهلًا لاختراق نطاق 160-165 دولار قريبًا إذا جاءت نتائج الربع الأول إيجابية.
كما أن استمرار زخم الذكاء الاصطناعي، خاصة في أدوات مثل Gemini وتكاملها في "جوجل وورك سبيس" و"يوتيوب"، يمثل محركًا رئيسيًا للنمو العضوي في المستقبل القريب.