قال النائب أحمد السلوم رئيس لجنة الشؤون المالية والاقتصادية بمجلس النواب إن النجاحات الكبيرة التي حققتها المعارض الثلاثة الكبرى التي استضافتها مملكة البحرين خلال الأيام الماضية، وهي «سيتي سكيب البحرين»، و«معرض الجواهر العربية»، و«معرض العطور»، تعكس بوضوح المكانة المتقدمة التي وصلت إليها المملكة على مستوى تنظيم واستضافة الفعاليات الاقتصادية والتجارية والمعارض الدولية، وتؤكد في الوقت ذاته الثقة الإقليمية والدولية المتزايدة في البيئة الاستثمارية البحرينية.
وأشار السلوم إلى أن الزخم الكبير الذي شهده المعرض العقاري «سيتي سكيب البحرين» من حيث عدد المشاريع المطروحة، ونوعية المطورين المشاركين، وحضور المؤسسات المالية والمصرفية، بالإضافة إلى الإعلان عن عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم المتعلقة بالتمويل العقاري، والبنية التحتية، والاستثمار والتطوير، يعكس حجم الفرص المتاحة في السوق البحريني، ويؤكد أن القطاع العقاري بات أحد الأعمدة الحيوية للنمو الاقتصادي، ورافعة مهمة لجذب الاستثمار المحلي والأجنبي.
وأوضح أن المعرض شكّل منصة حقيقية لإبرام الصفقات، وبناء الشراكات، وتعزيز التكامل بين المطورين والقطاع المصرفي، وهو ما سينعكس إيجابًا على تنشيط حركة البناء والتشييد، وتحفيز الطلب في القطاعات المرتبطة بالعقار مثل المقاولات، والخدمات الهندسية، والصناعات المساندة، فضلاً عن تنشيط سوق التمويل العقاري، وزيادة معدلات التوظيف، وخلق فرص استثمارية جديدة للمواطنين.
وفيما يتعلق بـ «معرض الجواهر العربية» و«معرض العطور»، أكّد السلوم أن ما شهداه من إقبال لافت من الزوار الإقليميين والدوليين، ومشاركة واسعة لمئات العلامات التجارية العالمية، يؤكد نجاح البحرين في ترسيخ موقعها كمركز رئيس لصناعة المعارض المتخصصة في مجالات الرفاهية والمنتجات الفاخرة على مستوى المنطقة، مشيرًا إلى أن هذه المعارض لا تقتصر آثارها الإيجابية على حجم المبيعات فقط، بل تمتد لتشمل قطاعات السياحة والفنادق، والطيران، والمطاعم، وتجارة التجزئة، والخدمات اللوجستية.
وأضاف أن توافد آلاف الزوار من خارج المملكة لحضور هذه المعارض يعزز من الإيرادات السياحية غير النفطية، ويرفع نسب الإشغال الفندقي، وينشط حركة الطيران وأسواق التجزئة، بما ينعكس بشكل مباشر على الدورة الاقتصادية بشكل عام، ويسهم في تحقيق أحد مرتكزات رؤية البحرين الاقتصادية القائمة على تنويع مصادر الدخل.
وبيّن السلوم أن تلاقي ثلاثة معارض كبرى بهذا الحجم وفي توقيت متقارب، يعكس قدرة مملكة البحرين التنظيمية، وكفاءة بنيتها التحتية، وحداثة مرافقها، وفي مقدمتها مركز «إكزيبيشن وورلد البحرين»، الذي أصبح منصة إقليمية كبرى لاستقطاب الأحداث والمعارض الدولية، ما يعزز من تنافسية المملكة في قطاع المؤتمرات والمعارض (MICE) والذي يعد من القطاعات ذات الأثر الاقتصادي العالي عالميًا.
وأكد رئيس لجنة الشؤون المالية والاقتصادية أن السنوات المقبلة ستشهد ـ بحسب المؤشرات الحالية ـ تصاعدًا في أهمية قطاع المعارض والمؤتمرات كرافد اقتصادي حيوي، داعيًا إلى الاستفادة المثلى من مخرجات هذه الفعاليات، سواء عبر دعم الاستثمارات التي أُعلن عنها، أو عبر استقطاب المزيد من الفعاليات الدولية الكبرى، بما يعزز من موقع البحرين على خارطة الاقتصاد الإقليمي والدولي.
وختم السلوم تصريحه بالتأكيد على أن ما شهدته المملكة خلال هذا الأسبوع من حراك اقتصادي وتجاري وسياحي يعكس نضج التجربة البحرينية في إدارة المعارض الكبرى وتحويلها إلى منصّات فاعلة لتحفيز النمو الاقتصادي، مشددًا على أن الأثر الحقيقي لهذه الفعاليات لا يُقاس فقط بحجم المبيعات أو الصفقات، بل بما تخلقه من فرص استثمار مستدامة، وتعزيز للثقة في الاقتصاد الوطني، ودعم للتوظيف، وتحفيز لبيئة الأعمال، وترسيخ لمكانة مملكة البحرين كمركز إقليمي جاذب للاستثمارات والفعاليات الدولية، بما ينسجم مع الأهداف التنموية للدولة ورؤيتها الاقتصادية الشاملة.