أكد رئيس غرفة تجارة وصناعة البحرين سمير ناس على أن مملكة البحرين بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم تحرص دائما على تعزيز دورها في دعم مسيرة العمل العربي المشترك من خلال المشاركة الفاعلة في المبادرات والمشروعات العربية التي تهدف إلى توحيد الأهداف وتعميق التنسيق بين الدول العربية، مشيراً إلى ضرورة تكاتف جهود القطاع الخاص العربي في مواجهة التحديات الاقتصادية الإقليمية والعالمية وتعزيز التعاون الاقتصادي عبر تطوير آليات التكامل التي تساهم في زيادة حركة التجارة البينية، وتشجيع الاستثمارات المشتركة، وتعزيز قدرة الاقتصادات العربية على التنافس في ظل التغيرات السريعة التي تطرأ على الاقتصاد العالمي.

وأضاف خلال ترؤسه لوفد غرفة تجارة وصناعة البحرين في اجتماعات الدورة الـ 136 لمجلس اتحاد الغرفة العربية التي عقدت في العاصمة المصرية القاهرة بحضور النائب الأول لرئيس الغرفة خالد نجيبي والرئيس التنفيذي للغرفة عاطف الخاجة وبمشاركة وفود من 18 دولة عربية ممثلين برؤساء الغرف وأعضاء مجالس الإدارة واتحادات الغرف وجامعة الدول العربية، أن غرفة البحرين تواصل دورها البارز كعضو رئيسي في اتحاد الغرف العربية، حيث تساهم بشكل مستمر في طرح المبادرات والرؤى التي تهدف إلى توحيد القطاع الخاص العربي وتعزيز الدعوات لتحقيق التكامل الاقتصادي والتنمية المستدامة في الوطن العربي.

ودعا ناس إلى ضرورة توجيه الاستثمارات العربية نحو مشاريع استراتيجية تسهم في تعزيز النمو الاقتصادي المستدام في مجتمعاتنا العربية، عبر تعزيزالمصالح المشتركة وتنسيق الأهداف الاقتصادية بين الدول العربية، بما يحقق التكامل الاقتصادي المنشود، منوهاً إلى أن هذا يتطلب تبني استراتيجيات متوسطة وبعيدة المدى لتطوير النظام الاقتصادي العربي، بما يتماشى مع التحولات المتسارعة في الاقتصاد العالمي، لضمان استدامة النمو الاقتصادي وتعزيز القدرة التنافسية على الساحة الدولية وتعزيز قدرة الاقتصادات العربية على التكيف مع التغيرات العالمية المتسارعة.

وبدوره شدد النائب الأول لرئيس الغرفة خالد نجيبي، على ضرورة تعزيز دور القطاع الخاص العربي في تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة بين مختلف الدول العربية من خلال تطبيق سياسات اقتصادية فعّالة تشجع على الابتكار وتطوير القطاعات الإنتاجية، موضحاً أن تعزيز الشراكات بين مجتمعات الأعمال العرب وتنظيم التنسيق المشترك سيسهم في تنويع الاقتصاديات العربية وزيادة الاستثمارات المتبادلة، مما يعزز من استقرار النمو الاقتصادي وتنمية وتطوير التجارة البينية بين الدول العربية وفتح الفرص الاستثمارية التي ستساهم في خلق فرص العمل بما يؤدي إلى تحفيز الاقتصاد العربي وتعزيز تنافسيته على المستوى العالمي.

وأشار إلى أن اتحاد الغرف العربية يلعب دورا محوريا في تعزيز التنسيق بين الغرف التجارية العربية مع التركيز على تفعيل الاستثمارات العربية الموحدة كأداة استراتيجية رئيسية لدفع عجلة النمو الاقتصادي وتقليل المخاطر المرتبطة بالتقلبات الاقتصادية، مضيفاً أن غرفة البحرين ستواصل دعم جهود اتحاد الغرف العربية وتعمل معه لوضع رؤى تهدف إلى تحقيق التكامل الاقتصادي المستدام، وتحفيز المشاريع التجارية والصناعية المبتكرة التي تسهم في تعزيز قدرة الاقتصادات العربية على المنافسة عالميا وتلبية متطلبات الأسواق المتغيرة.

وأوضح نجيبي أن اجتماع اتحاد الغرف العربية استهدف تعزيز الاستثمار العربي المشترك وتفعيل الاتفاقيات التجارية بين الدول العربية، بهدف إزالة المعوقات التي تعرقل حركة التجارة والاستثمار، مشيرا إلى أن الاجتماع كان منصة لتوحيد الرؤى والمواقف الاقتصادية العربية حول القضايا ذات الأولوية، بما يسهم في تحقيق تكامل اقتصادي مستدام بين الدول العربية، كما تناول الاجتماع مجموعة من الملفات الاستراتيجية الهامة، أبرزها بحث آليات تمكين القطاع الخاص العربي وتعظيم الاستفادة من المزايا النسبية التي تتمتع بها كل دولة عربية، بهدف تعزيز القدرات الاقتصادية وتعميق التعاون المشترك كما تم مناقشة أهمية دعم المنتجات العربية بشكل عام والفلسطينية بشكل خاص، من خلال إقامة معارض أعمال مستمرة، بهدف تعزيز الوجود التجاري والتوسع في الأسواق كذلك تم الاتفاق على تمويل بعض الغرف العربية الأجنبية المشتركة لضمان استمرار نشاطها التجاري والاقتصادي، بما يعزز من التعاون التجاري بين الدول العربية والأسواق العالمية.

هذا، وناقش اجتماع الغرف العربية في دورته 136 مجموعة من القضايا والبنود المتعلقة بتطوير واقع الاقتصاد والقطاع الخاص العربي بما يتماشى مع التحولات التي يشهدها العالم على صعيد التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي والطاقة المتجددة وغيرها من المجالات والقضايا الحيوية التي تسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة في البلدان العربية، كما تم استعراض سبل تمكين الغرف العربية من تبادل الخبرات وأفضل الممارسات، وتعزيز آليات التعاون الصناعي والتجاري بين الدول، بهدف خلق بيئة محفزة للاستثمار المشترك وزيادة تنافسية الاقتصادات العربية.

كما تمت الموافقة خلال الاجتماع على تقرير شامل عن أنشطة الأمانة العامة للاتحاد في الأشهر الـ12 الماضية، وبرنامج العمل حتى نهاية 2025، كما تم المصادقة على تقرير اللجنة التنفيذية بشأن الحسابات الختامية لعام 2024، وتقرير الأمانة العامة عن الوضع المالي للاتحاد في نفس العام، كما تم التوافق على بدء إنشاء لجان جديدة في مجالات النقل واللوجستيات والصناعة والأمن الغذائي والطاقة المتجددة، بالإضافة إلى ريادة الأعمال ودعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة على أن تتم دراسة سبل النهوض بهذه القطاعات وتطوير آليات مناسبة لتعزيز التكامل العربي مع عرض التوصيات على مجلس إدارة الاتحاد لاتخاذ الخطوات التنفيذية اللازمة.