وفقاً لأحد التقارير الصادرة مؤخراً عن مجلس المناخ الأسترالي غير الربحي، فإن الطاقة الشمسية الآن أقل كلفة من الطاقة التي يتم توزيعها بالتجزئة في معظم العواصم الأسترالية، مع انخفاض في أسعارها عالمياً بنسبة بلغت 58% خلال الأعوام الخمسة الماضية. ويتوقع انخفاض الكلفة أكثر بنسبة 40% إلى 70% بحلول العام 2040، لا بد لنا من أن نتوقع ارتفاعاً في اعتمادها واستخدامها في جميع أنحاء العالم.
يقول جريج بورن، الذي يعمل مع مجلس المناخ كمستشار خبير، في حديث له مع شبكة إس بي إس: "نحن نشهد دخول مزيد من مشاريع الطاقة الشمسية الصناعية الضخمة نطاق الخدمة في أنحاء البلاد وفي كافة أنحاء العالم. حيث أصبحت المستشفيات والمطارات والمزارع ومجموعة متنوعة من المشاريع التجارية الأخرى تعتمد حلولاً أكثر ذكاءً ونظافة للحصول على الطاقة الكهربائية".
على مدار العام الماضي، ركب قرابة 7,000 بطارية شمسية في منازل أسترالية، ويتوقع لهذا الرقم أن يرتفع ثلاثة أضعاف خلال العام 2017. ويضيف المجلس في تقريره، أن محطات الطاقة الشمسية الضخمة توفر الكهرباء اليوم بتكاليف أرخص مقارنة بمحطات الفحم التقليدية.
ومن المخطط أن يتم بناء 20 محطة للطاقة الشمسية في جميع أنحاء أستراليا، والتي ستشهد إضافة 3,700 ميغاواط من الطاقة الشمسية، وهو ما يكفي لتزويد 600,000 منزل. لا شك أن هذه الإضافة الجديدة ستساعد أستراليا على تحقيق هدفها بالوصول إلى 20 غيغاواط في توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية خلال العقدين القادمين.
موجة الطاقة الشمسية
إن الانتقال إلى الطاقة المتجددة ليس أمراً ضرورياً فحسب ونحن نشهد فيه آثار التغير المناخي ونشعر بها، بل لأن له بعداً اقتصادياً أيضاً.
في بلد مثل أستراليا، توجد فيه أشعة الشمس الوفيرة، يخلق نمو قطاع الطاقة الشمسية فرص عمل وصناعات جديدة. فأكثر من 8,000 أسترالي يشغلون حالياً وظائف في القطاع، وتتراوح وظائفهم بين مندوبي المبيعات والمصنعين إلى عمال الكهرباء والتركيب. وتتوقع التقديرات أنه بوصول انخفاض تكاليف الطاقة المتجددة عتبة 50% بحلول العام 2030، ستستفيد أستراليا لوحدها من توفر 28,000 فرصة عمل جديدة.
على المستوى العالمي، يوجد 2.8 مليون شخص ممن لديهم وظائف في هذه الصناعة، وهو رقم يفوق عدد الوظائف في قطاع الفحم. وتقف الطاقة الشمسية وراء العدد المضاعف للوظائف في قطاع الطاقة المتجددة في أمريكا مقارنة بوظائف قطاع الفحم. ويضيف مجلس المناخ في بيان له: "لقد ولى عصر الفحم، وتحولت الاستثمارات العالمية بشكل مؤكد نحو الطاقة المتجددة".
ويتابع: "إن الطاقة الشمسية أقل كلفة، حيث لا توجد تكاليف للوقود، ولا تتسبب بالتلوث، ومن الواضح أنها ستكون مفتاح المستقبل بالنسبة لأستراليا".
إلى جانب أستراليا، فإن بلداناً مثل الصين والولايات المتحدة واليابان تتصدر سباق التوجه نحو مصادر الطاقة المتجددة، وتحذو حذوها العديد من البلدان الأخرى حول العالم. وأشارت دراسة أجريت في العام 2015، أن الولايات المتحدة قد تعتمد بشكل كامل على مصادر الطاقة المتجددة بحلول العام 2050.
وفي العام 2016، تمكنت كوستاريكا من تغذية كافة مناطقها تقريباً بالكهرباء التي اعتمدت في توليدها على مصادر الطاقة المتجددة. من جهتها، وفي محاولة منها للتخلص تدريجياً من الطاقة النووية، تسير ألمانيا في طريقها نحو تحويل مصادر الطاقة المتجددة الأخرى إلى حلول عملية قابلة للتطبيق.
في الوقت الذي تتبلور فيه كل هذه الجهود الفردية، وحتى العالمية منها، مثل اتفاقية باريس، نأمل بأن نرى آثاراً ملموسةً لها على بيئتنا.