أكد المحاضر بكلية السياحة والفندقة بالمدينة المنورة في المملكة العربية السعودية علي اليوسف، أن حجم إنفاق السعوديين في البحرين خلال العام الماضي بلغ 7 مليارات ريال (1.8 مليار دولار)، حيث جاءت البحرين الوجهة السياحية الأولى للسعوديين وذلك نقلاً عن مركز ماس للأبحاث التابع لهيئة السياحة والتراث الوطني السعودية، فيما وصل الزوار من السعودية إلى 6.600 مليون زائر بواقع 4000 رحلة سياحية و30 مليون ليلة سياحية.
جاء ذلك، خلال محاضرة بعنوان "سياحة السعوديين في البحرين بعطلة نهاية الأسبوع" استضافها مجلس الدوي بالمحرق، وهي عبارة عن بحث علمي تناول فيه أسباب تزايد إقبال السعوديين على زيارة البحرين.
وأشاد اليوسف بعمق العلاقات الأخوية البحرينية السعودية الضاربة بجذورها في أعماق التاريخ، باعتبارها نموذجاً للأخوة الخليجية والعربية في ظل روابط الدم ووشائج القربى ووحدة الدين واللغة والثقافة والمصير المشترك.
واستعرض من خلال دراسة علمية منهجية نتائج أظهرت أن الترفيه هو العامل المحفز لزيارة السعوديين للبحرين بنسبة 54%، وجاءت السينما في المركز الأول للجذب السياحي، ومن ثم تأتي المدن الترفيهية كالحدائق المائية أو التزلج.
وجاء بعد السياحة الترفيهية السياحة الاجتماعية بنسبة 19%، بحكم وجود علاقة القربى التي تجمع أهل السعودية بالبحرين، وبعدها جاءت سياحة التعليم والتدريب بنسبة 16%، وأخيراً السياحة التاريخية بنسبة 11% وأهم المواقع التاريخية مسجد الخميس، قلعة البحرين، بيت القران، قلعة عراد.
وأكد اليوسف من خلال الدارسة، أن السياح السعوديين في تزايد مستمر تصاعدي للبحرين منذ إنشائه في عام 1986 وحتى الآن؛ ما يؤكد عدم تأثر السياحة في البحرين بأي اضطرابات أمنية، ودعم ذلك من خلال نتائج الدارسة حيث أوضحت الدراسة أن 63% لا يؤثر عليهم ذلك في اتخاذ قرار السفر 12%، ويؤثر باستمرار عدم الاستقرار الأمني في اتخاذ قرار السفر 25% يؤثر أحياناً.
وأشاد اليوسف بالخدمات السياحية المقدمة للسياح في البحرين، مبيناً وجود نسبة بسيطة جداً من عدم الرضا من قبل السياح السعوديين بواقع 1% من العينة التي تمت الدارسة عليها، بينما أكدت الدارسة أن نسبة الرضا عالية جداً بواقع 58% راضٍ وسعيد و41% راضٍ فقط.
وذكر اليوسف مجموعة من التوصيات لتطوير السياحة الترفيهية في السعودية، وبالتالي محاولة التخفيف من التسرب الاقتصادي للمليارات خارج المملكة، مؤكداً أنه ينبغي إيجاد برامج سياحية ترفيهية عائلية لا تستفز مشاعر الرأي العام، وفي ذات الوقت تلبي جميع رغبات واحتياجات العوائل وأفراد المجتمع المحلي.
وشدد على أهمية تطوير خدمات النقل السياحي ليسهم في وضع خيارات جديدة للسياحة السعودية التي تزخر بمقومات جذب طبيعية متعددة، وكذلك الرقي بالخدمات السياحية وطريقة التعامل مع السائح في جميع الأماكن السياحية ومنها دور الإيواء بأنواعها والمزارات السياحية المختلفة.
ولاقت المحاضرة تفاعلاً كبيراً من الحضور ورواد المجلس الذي غص به المجلس، كما شهدت نهاية المحاضرة مداخلات متعددة ونقاشات إيجابية مثمرة بين المحاضر والحضور، فيما قدم الناشط أحمد عقاب للمحاضر هدية تذكارية.