سجلت مبيعات الإنترنت عبر الأجهزة في دول مجلس التعاون الخليجي نمواً كبيراً فاق المستويات العالمية، حيث قفز بنسبة 52% في النصف الثاني من العام 2016، مقارنة بنسبة نمو بلغت 31% في الولايات المتحدة الأمريكية، و36% في المملكة المتحدة، ما يمثل فرصة سانحة للمنطقة لتبني استراتيجية القياس عبر الأجهزة الدقيقة، وذلك لتجنب تجار التجزئة سوء التوزيع الذي قد يحدث، إلى جانب ضمان إنفاق المستهلكين أموالهم في القنوات الأمثل التي تحقق أعلى أداء.

وأكد تقرير شركة "كريتيو لتكنولوجيا تسويق الأداء"، الذي أصدرته أخيراً حول حالة التجارة الإلكترونية عبر الأجهزة بدول مجلس التعاون الخليجي، ضرورة التعرف على المستخدم والجهاز الذي يتم استخدامه أثناء عمليات الشراء، حتى يستطيع تجار التجزئة توفير تجارب سلسلة وشخصية للمستهلك، واستهداف المستهلك بكفاءة عالية، وتعزيز تجارب التسويق لديه.

وأوضح دريك هينيكي المدير العام للأسواق الناشئة لدى شركة "كريتيو"، أن الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية وأجهزة الكمبيوترات المكتبية مثلت خيارات متساوية لإتمام الصفقات والعمليات الإلكترونية، مشيراً إلى أن التقرير سلط الضوء على عادات المستهلك في التسوق، والتنبؤات بخصوص التجارة الإلكترونية التي تتم عبر الأجهزة في مختلف دول العالم.

وبخصوص تقنية القياس عبر الأجهزة، بين هينيكي، أنه مع استمرار استخدم العملاء للأجهزة المتعددة في تنفيذ عمليات الشراء، فإنه يجب على المسوقين أن يضعوا في الاعتبار حجم الخسائر التي قد يتكبدوها بسبب الهدر الإعلاني في حالة عدم استخدام أداة قياس دقيق قابلة للتطوير، داعياً إلى التحول إلى رؤية تركز فقط على المستخدم، ويتم بموجبها تعزيز أدوات القياس عبر الأجهزة المتطورة، حيث ستوفر هذه الرؤية إمكانية تحديد المستهلك بكل دقة، إلى جانب توفير وجهة نظر متكاملة الأركان حول تجربته التسويقية.

وأظهرت نتائج التقرير بخصوص حالة القياس الدقيق عبر الأجهزة والتعريف والإسناد، أن 52% من المعاملات بدول مجلس التعاون الخليجي لم يتم توزيعها بنجاح وقد تفقد المسار الصحيح إذ لم يتم استخدام أداة القياس عبر الأجهزة، كما أن القياس عبر الأجهزة يوضح رحلة المشتري بنسبة 41 % بصورة أشمل مما توضحه نماذج الرؤية الجزئية.

وأظهر التقرير ارتفاعاً ملموساً في معدل المعاملات عبر الأجهزة النقالة، حيث أنه خلال الربع الرابع من العام 2016، تمت 34 % من عمليات الشراء عبر الإنترنت بدول التعاون الخليجي عبر الهواتف النقالة، و55% من عمليات الشراء جرت باستخدام نظام iOS، مقارنة بـ 45% من العمليات عبر الأندرويد.

وأشار التقرير إلى أن الهواتف الذكية تعتبر الجهاز الأساسي في عمليات الشراء التي تتم عبر الأجهزة، حيث يستخدم المستهلك حالياً هاتفه الذكي للبحث والشراء، وهذا يدفع تجار التجزئة إلى توفير تجارب شيقة عبر الجهاز المكتبي والهاتف النقال معاً، فنحو ثلث المعاملات التي تتم عبر الأجهزة تبدأ بالهواتف الذكية.

وبالنسبة لعمليات الشراء التي تتم عبر الهواتف الذكية، فإن 51% من المشتريين استخدموا على الأفل جهازاً تقليدياً قبل الشراء من نفس المتجر، في حين أنه بالنسبة لعمليات الشراء التي تتم عبر الأجهزة اللوحية، فإن 54% من المشترين استخدموا على الأقل جهازاً تقليدياً قبل الشراء من نفس المتجر، أما عمليات الشراء التي تتم عبر أجهزة الكمبيوترات المكتبية والمحمولة، فإن 52% من المشترين استخدموا على الأقل جهازاً تقليدياً قبل الشراء من نفس المتجر.

وبين التقرير أنه يتم تصنيف المشترين عبر الأجهزة بنسب متساوية في أجهزة الشراء الرئيسية وهي: الهواتف الذكية بنسبة 28%، والأجهزة اللوحية بنسبة 36%، والأجهزة المكتبية بنسبة 31%.