قفزت أعداد الهاربين من العاصمة البريطانية لندن، بسبب جحيم الغلاء والأسعار بنسبة 80% خلال السنوات الخمسة الأخيرة لتسجل أعلى المستويات على الإطلاق، فيما هرب من لندن خلال العام الماضي وحده أكثر من 93 ألف شخص إلى أماكن أخرى.
وتأتي هذه الأرقام والمعلومات في الوقت الذي تواصل فيه أسعار العقارات ارتفاعها في لندن، حيث بلغ منذ نحو عامين متوسط سعر الوحدة العقارية في وسط لندن مليون جنيه إسترليني، وذلك لأول مرة في تاريخ تلك المنطقة، فضلاً عن أن تكاليف المعيشة في لندن ارتفعت بصورة قياسية هي الأخرى منذ الهبوط الحاد الذي سجله سعر صرف الجنيه الإسترليني في أعقاب التصويت على الخروج من الاتحاد الأوروبي في الاستفتاء العام الذي أجري في يونيو 2016.
وبحسب بحث أجرته شركة "سافيلز" واطلعت "العربية.نت" على نتائجه فإن أغلب الهاربين من مدينة لندن هم من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين الـ30 والـ39 عاماً، أي أنهم من الأشخاص في مقتبل العمر، وهم الفئة الذين أصبحوا غير قادرين على شراء منازل في لندن أكثر من أي وقت مضى.
أما الفئة التالية من حيث العدد التي تغادر لندن فهم الذين في الخمسينيات من العمر، بينما لا تزال العاصمة البريطانية تخطف أنظار واهتمام الشباب ممن هم في مقتبل العمر، حيث ارتفع الهاربون منها ممن هم في سن العشرينيات بنسبة 9% فقط، أي أقل بكثير من الشرائح الأخرى.
وتقول الدراسة إن أسعار العقارات والمساكن في لندن هي السبب الرئيس في الخروج من المدينة، حيث يبلغ متوسط سعر الوحدة السكنية في مدينة لندن 579 ألف جنيه إسترليني، بينما يرتفع هذا الرقم في وسط لندن ليصل إلى مليون جنيه إسترليني، أما في خارج فإن متوسط سعر الوحدة العقارية السكنية يبلغ 333 ألف جنيه إسترليني فقط لا غير، أي أقل بكثير من المستويات داخل العاصمة.
ووجدت الدراسة التي قامت بتحليل حركة الهجرة الداخلية في بريطانيا أن أغلب الهاربين من لندن يقصدون مدينة برمنغهام، حيث يبلغ متوسط سعر الشقة السكنية هناك 132 ألف جنيه إسترليني.
وتعتبر مدينة لندن واحدة من أكثر العواصم الأوروبية والعالمية ازدحاماً، كما أن ملايين السياح والمهاجرين يقصدونها سنوياً، فيما يحاول كثير من الباحثين عن عمل العثور على وظيفة فيها بسبب أن أكبر الشركات تتواجد فيها.