تلقت أسعار العقارات في لندن ضربة ثلاثية الأبعاد مسجلة أسوأ أداء في 4 أعوام خلال يوليو الماضي، بفعل الغموض السياسي الذي قلل من إقبال المشترين وتردد المالكين في عرض منازلهم للبيع الأمر الذي أدى إلى شح كبير في المعروض، بالإضافة إلى التغيرات الضريبية التي زادت من الأعباء المالية على المشتري، فهل تمثل هذ الأوضاع فرصةً للمستثمرين؟

وقال مدير المبيعات في شركة باستر للعقارات دافيد لي: "لا شك أنه منذ التصويت للخروج من الاتحاد الأوروبي في يونيو الماضي وأسعار العقارات في المناطق الفاخرة في لندن تراجعت بنسبة تترواح بين 10 و 15% ولكن نتيجة تقلبات العملات وتراجع الجنيه الاسترليني أصبحت بريطانيا جذابة جداً خاصة للمشترين من الشرق الأوسط والذين يشترون بالدولار الأمريكي والمشترين من آسيا لأنهم ادركوا أن هناك فرصة لشراء عقار بسعر أقل مما كان متوفر العام الماضي".

وسجل مؤشر أسعار العقارات في بريطانيا أسوأ قراءة له في 4 أعوام خلال يوليو بحسب مسح لمؤسسة ريكس العقارية المتخصصة في دراسة سوق العقارات.

فشقة في ميفير بمساحة 260 مترا مربعا معروضةٌ للبيع بـ7.2 مليون جنيه و يقول لي إذا كانت هذه الشقة ذاتها معروضة مطلع العام الجاري لكان طلب البائع أكثرَ من 8 ملايين جنيه.

وفي سياق متصل تشير البيانات إلى أن العقارات الفاخرة المسعرة بأكثر من مليون جنيه يتم بيعها بأقل من السعر المطلوب بنسبة تتراوح بين 5 و 10%.

وحسب الأرقام الرسمية تراجعت الأسعار في لندن بنسبة 0.7% في يوليو على مستوى شهري مع العلم انها ارتفعت بشكل طفيف على مستوى سنوي بلغ 2.9%. ولكن يقول الخبراء أن اقبال المستثمرين الخليجيين لا يزال جيداً نظرا لخبرتهم في سوق لندن.

وأضاف دافيد لي "لاحظنا على مدار الأشهر القليلة الأخيرة اهتمام من المشترين العرب بكشل خاص و تلقينا استفسارات من مستثمرين جليجيين راقبوا تحركات السوق وتصحيح الأسعار وأدركوا أن رغم تراجع الأسعار طفيفا إلا أن الفرصة موجودة للشراء لأنه استثمار مجدي على المدي الطويل".

وتشير توقعات العاملين في السوق العقارية، إلى جمود الأسعار على مدار السنة المقبلة، كما يحذر الوسطاء بشأن الأسعارِ في وسط لندن بشكلٍ خاص. لذا يرى البعض أن التوقيت قد يكون مناسبا للمشتري الذي يفضل الاستثمارَ على المدى الطويل.