افتتح المهندس عصام خلف وزير الأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني الأحد فعاليات مؤتمر المدن الذكية المستدامة الثاني بفندق رامي غراند في ضاحية السيف بمشاركة خبراء دوليين من المكتب الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة للبئية(UNEP) بالإضافة إلى خبراء من مملكة البحرين في مجال التطبيقات الذكية والاستدامة البيئية.
ويقام المؤتمر للسنة الثانية على التوالي من نوعه برعاية من (تمكين) كشريك استراتيجي و الرعاة الاساسيين كشركة بتلكو وديار المحرق وشركة بنفت وشركة اوربيسر البحرين، كما يشارك في المؤتمر ما يقارب 100 ممثل عن الجهات المعنية بتحويل المدن الذكية المستدامة إلى واقع ملموس، من الجهات الحكومية، ومؤسسات القطاع الخاص.
وفي كلمته افتتح بها المؤتمر أشار م. خلف إلى أن المؤتمر الثاني للمدن الذكية المستدامة يكتسب أهميةً بالغة، كونه يندرج ضمن المؤتمرات المتخصصة التي تحتضنها البحرين، والتي ستحقق للمملكة - إن شاء الله - الاستفادة منَ الخبراتِ العالمية، ليُمكِن بالتالي دمجها مع التجارب المحليةِ الرائدة في هذا المجال بما ينعكس ايجاباً على النهضةِ العمرانية في البلاد.
واستعرض وزير الأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني جهود الوزارة في الاستمرار بتفعيل مبادرتها الخاصة بالمباني الخضراء المستدامة وذلك كاستراتيجية عمل يتم تطبيقها منذ عام 2010 ويتم تنفيذها فعلياً من خلال مشاريع المباني الجديدة والقائمة لمختلف الوزارات والمؤسسات الحكومية بالمملكة والتي تقوم بتصميمها والإشراف على تنفيذها او صيانتها.
وأضاف م. خلف أن الوزارة قامت بتبني معايير الاستدامة في معظم مشاريعه والبالغة أكثر من 40 مشروعاً في مراحل التصميم والمناقصة والتنفيذ، حيث وضعت الإدارة قائمة نموذجية لمواصفات المباني الخضراء والتي تضم في مجموعها 6 عناصر رئيسة وهي الموقع والمواد وجودة البيئة الداخلية وكفاءة الطاقة والمياه وإدارة المبنى.
وفي سياق متصل، قامت الوزارة مؤخراً بتطبيق المرحلة الأولى من برنامـج رفع كفاءة استخدام الموارد والطاقة في المباني الحكومية بالتعـاون مع وزارة المالية، وقد اشتملت على 4 مبانٍ هي مبنى وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، وزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف، الجهاز المركزي للمعلومات، ومركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة، وذلك بهدف رفع كفاءة المباني وتحقيق خفض في استهلاك الكهرباء لمعدلات تصل إلى 25 - 30%، من خلال استبدال مصابيح الإنارة الحالية بمصابيح موفرة للطاقة نوعية LED وتركيب صنابير المياه ذات مجسـات آلية التدفق واستخدام الزجاج المزدوج العازل للحرارة في النوافذ وعزل الأسطح حرارياً..وعلى سبيل المثال، فقد أسفرت النتائج عن انخفاض ملموس في معدل استهلاك الطاقة الكهربائية في مبنى الجهاز المركزي للمعلومات بما نسبته 20 - 24%.
وكشف م. خلف عن قيام وزارة الأشغال بالعديد من الإجراءات لخفض وتقليل مشكلة الاختناقات المرورية شملت حزمة من المشاريع والإجراءات التي قامت بها إدارة الطرق تضمنت إجراء توسعات في شبكة طرق وإنشاء طرق جديدة وتحرير بعض التقاطعات لتكون جسوراً علوية وأنفاقاً، إضافة إلي البدء في مشروع أنظمة النقل الذكية، حيث شرعت الوزارة ضمن منهجية مشاريع الطرق في البدء بإعداد الدراسات المرورية حسب المعايير العالمية قبل تنفيذ أي مشروع، حيث تحرص الوزارة على الإطلاع على حركة المرور الحالية والتنبؤ بحركة المرور المستقبلية بواسطة برامج النموذج المروري، ومن ثم يتم تصميم مشاريع تطوير الطرق التي تشمل التوسعة أو إنشاء الجسور والأنفاق على التقاطعات الرئيسية لتواكب النمو المتوقع في حجم الحركة المرورية.
وأضاف وزير الاشغال: أن الوزارة أنجزت أيضاً تشغيل النسخة المطورة لنظام التحكم المروري في الإشارات الضوئية (سكوت) الذي يقوم بالتنسيق بين الإشارات الضوئية مما كان له الأثر الإيجابي على انسيابية حركة المرور، كما أن الوزارة ماضية في ربط باقي الإشارات الضوئية على مراحل، حيث تشتمل المرحلة الثانية على ربط 10 إشارات ضوئية موجودة على شارع القصر وشارع الفاتح في المنامة.
وعلى صعيد النمو العمراني كشف م. خلف عن أن انشاء المركز البلدي الشامل جاء ليكون نواة للتنمية العمرانية والاقتصادية، حيث أسهم هذا المركز (الذي يضم تحت مظلته الجهات الخدمية المعنية بتراخيص البناء والتطوير العقاري) في دعم عجلة التنمية من خلال تسهيل الاجراءات الهادفة لاصدار الرخص المختلفة، إذ بلغ اجمالي رخص البناء الصادرة خلال العام الماضي970 رخصة بقيمة 1.669.700 دينار، بينما بلغ اجمالي رخص البناء الصادرة منذ بداية العام 2017 حتى 6 سبتمبر الحالي 596 رخصة بقيمة 1.257.310 دينار وهو ما يعكس ثقة المستثمرين وازدهار سوق العقار بالبحرين.
وانتقل وزير الأشغال في حديثه إلى مجال البلديات مشيراً إلى أن الوزارة تطبق هذا نظام الاستدامة من خلال مشاريعها في الحدائق العامة والمتنزهات والمرافق العامة بما يخدم البيئة ويحقق العوائد المأمولة.
وأعرب م. خلف عن ثقته من أن الجلسات النقاشية مع الخبراء الدوليين المشاركين سوف تثري جلسات المؤتمر، وستتيح الفرص للتعرف على كيفية الاستفادة من دمج التجارب الناجحة على المستوى العالمي مع المبادرات والدراسات القائمة في المستوى المحلي لضمان خلق نقلة نوعية في تقدم مملكة البحرين في مجال المدن الذكية المستدامة، وتقدم بالشكر والعرفان للجهة المنظمة والمؤسسات الراعية للمؤتمر الثاني للمدن الذكية المستدامة، مقدراً كافة جهودهم ومساعيهم لإنجاح هذه الفعالية.
ومن جانبه، اعتبر م. محمد علي الخزاعي رئيس مجلس أمانة العاصمة، المؤتمر أحد أهم المؤتمرات في الساحة المحلية والإقليمية والعالمية الذي يعود هذا العام بعد أن حقق نجاحاً باهراً ليركز على مواضيع في غاية الأهمية للمدن الذكية والمستدامة مثل استدامة البيئة البحرية وإنشاء مدن جديدة مستدامة وإدارة المخلفات، كما يركز المؤتمر هذا العام على الإنسان في المدن الذكية المستدامة وتسهيل تعاملات الأفراد من خلال تطبيقات الحكومة الذكية في البحرين.
كما رحب م. الخزاعي بضيفة الشرف في المؤتمر باسكال جوتارت رئيسة جمعية الأطفال والناشئة في باريس التي ستتحدث عن تطلعات الأطفال والناشئة للمستقبل وكيف يمكن مجاراة هذه التطلعات عند وضع الخطط لمدن المستقبل.
وأضاف رئيس مجلس أمناء العاصمة أن العالم يتوجه اليوم نحو مدن ذكية ومستدامة صديقة للبيئة، تسعى إلى توفير بيئة رقمية صديقة للبيئة ومحفزة للتعلم والإبداع، كما تسهم في توفير بيئة مستدامة تعزز الشعور بالسعادة والصحة لساكنيها، منوهاً إلى أن مصطلح المدن الذكية والمستدامة هو اصطلاح شامل لوسائل التطوير بغرض دعم المدن وإدارتها بطريقة حسنة وبتقنية جديدة بحيث تتحسن ظروفها الاجتماعية في ظل حماية البيئة، وأن تلك الأفكار والوسائل تتضمن تجديدات تكنولوجية واقتصادية واجتماعية.
وأشار م. الخزاعي إلى أن البحرين تمتلك الكثير من المقومات التي تؤهلها لأن تكون ضمن المدن الذكية المستدامة، حيث أنها تمتلك البنى التحتية المجهزة والمقومات الطبيعية المناسبة، والاقتصاد الذي يساعد على التحول إلى المدن الذكية، كما كان للقيادة الرشيدة بالبحرين دورها الرائد في مجال الاهتمام بالعنصر البشري باعتباره المكون الرئيسي للنهضة، من خلال توفير الخدمات الصحية والاجتماعية والتعليمية وكافة الاحتياجات ما مكن المملكة من احتلال مكانة مرموقة في كافة الأصعدة.
وأضاف م. الخزاعي (إننا في مجلس أمانة العاصمة نعي أهمية هذا التوجه العالمي لتأسيس المدن الذكية والمستدامة التي تخدم المواطنين والمقيمين، ولذلك أخذنا على عاتقنا تطبيق توجيهات القيادة الرشيدة في هذا المجال من خلال وضع القوانين والمراقبة بهدف تحويل هذه التوجيهات إلى واقع عملي ملموس، وكان للمجلس دور في التشجيع على زيادة الرقعة الخضراء بالتعاون مع أمانة العاصمة ووزارة الأشغال وشئون البلديات والتخطيط العمراني).
ويعمل مجلس أمانة العاصمة حالياً على إطلاق تطبيق العاصمة (الذكي) الذي سيكون متوفراً بهدف تسهيل المعاملات والخدمات البلدية التي يقدمها المجلس وتقديم الملاحظات والتوصيات الهادفة للتطوير، وحصر المناطق السياحية والمهمة في منطقة العاصمة وتزويد المتصفحين بمعلومات مهمة عن مجلس أمانة العاصمة.
كما ألقت السيدة باسكال جوتارت رئيسة جمعية التربية للأطفال والناشئة في فرنسا كلمة أثنت فيها على اقامة مثل هذه المؤتمرات في البحرين ونوهت إلى أهمية مناقشة تطلعات جيل المستقبل للمدن الذكية والتعرف على العقبات التي تواجه الاطفال والناشئة في زمن الاتصال الدائم بالإنترنت ومن ثم العمل على وضع استرتيجات تربوية لتهيئة هذا الجيل لمواجهة التطورات السريعة في التكنولوجيا.
وحظي المؤتمر بمشاركة مميزة من وزارة الأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني تمثلت في ورقتي عمل، الأولى بعنوان الطرق الذكية، والثانية بعنوان دراسة محاربة الأمراض في البيئة البحرية للحفاظ على الاستدامة.
ويتميز المؤتمر هذه السنة بإضافة جلسات نقاشية تفاعلية في نهاية كل يوم حيث يقوم الحضور بمناقشة المواضيع التي تم عرضها في اليوم مع مجموعة من الخبراء وإبداء آرائهم في الحلول المطروحة كما تم إطلاق استبيان إلكتروني عبر الموقع الإلكتروني للمؤتمر عن هذه المحاول للحصول على آراء الجمهور والمهتمين وسوف تتم عرض النتائج مباشرة في الجلسات التفاعلية على الحضور. ويعد هذا التوجه من انشاء جلسات تفاعلية وإطلاق الاستبيانات الالكترونية من أحدث التوجهات العالمية في مجال المؤتمرات وورش العمل.