قال وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية السعودي، خالد الفالح، إن "عدد الرخص التعدينية التي منحتها الوزارة للقطاع الخاص ما يقرب من 2000 رخصة تعدينية تغطي مساحات تقارب 70 ألف كلم مربع، ومنحت 18 رخصة لاستخراج الذهب والنحاس والزنك والفضة، ليبلغ مجموع الاستثمارات لحاملي الرخص التعدنية نحو 66 مليار دولار".
وأشار إلى أن المملكة العربية السعودية قد أطلقت رؤية طموحة هي رؤية 2030 التي تهدف إلى تنويع مصادر الدخل ومضاعفة إسهام قطاع التعدين في الناتج الإجمالي المحلي بما يقدر بأربعة اضعاف ما هو عليه حالياً، ومن الأهداف المخطط لها أن يسهم هذا القطاع في أن يكون الداعم الثالث للاقتصاد الوطني بعد النفط والبتروكيماويات.
وأفاد أن شركة معادن السعودية من كبريات الشركات التعدينية في العالم وتستثمر في التعدين في المملكة ولديها مناجم للفوسفات والألمنيوم والذهب والنحاس ولديها التوجيه إلى الاستثمار خارج المملكة، خاصة في روسيا الاتحادية أو عن طريق عمل شراكات مع المستثمرين الروس في روسيا أو في أي فرص تعدينية خارج الدولتين.
وأكد أن المملكة غنية برواسبها المعدنية حيث تتوفر في الدرع العربي في غرب المملكة أكثر من 3000 مكمن من المعادن النفيسة والفلزية، وهناك فرص كبيرة لأعمال الكشف والاستثمار. ورحب بالشركات الروسية في المملكة العربية السعودية موضحاً أن رؤية المملكة 2030 تركز على إيجاد سلسلة من الصناعات التحويلية المعدنية ذات القيمة المضافة مما سيسهم في زيادة الناتج المالي وتوفير فرص عمل للسعوديين في هذا المجال.
وذكر أن هناك لجنة للتعاون السعودي الروسي يرأسها وزير الطاقة الروسي الكسندر نوفاك، ومن المتوقع أن يزور نهاية شهر أكتوبر من هذا العام للمملكة لتعزيز أواصر التعاون والتنسيق بين الوزارتين فيما يخدم مصالح البلدين. وقدم المهندس خالد الفالح شكره للجهود التي بذلت في التنسيق الذي جرى الأسابيع الماضية بين نائب وزير المصادر الطبيعية والبيئة مراد كريموف، ووكيل الوزارة للثروة المعدنية بالمملكة على الاجتماع التنسيقي الذي نظمته وزارة المصادر الطبيعية والبيئة في موسكو بخصوص مشروع مذكرة التفاهم بين البلدين في مجالات الثروة المعدنية.
وأوضح أن من ضمن منظومة الوزارة هيئة المساحة الجيولوجية السعودية وهي الجهة الاستشارية للدولة فيما يتعلق بعلوم الأرض والدراسات المتعلقة بها، وتم الاتفاق على توقيع مذكرة تفاهم بين الهيئة وبين شركة روسجيو الحكومية الروسية في مجال التعاون والتنسيق ونقل الخبرة والتقنية في مجالات الدراسات الجيولوجية والهيدرولوجية ونقل المعرفة والتقنية وتبادل الزيارات.
وأشار إلى أنه جرى توقيع اتفاقية بين شركة معادن من القطاع الخاص وشركة فوساجرو الروسية في مجال الفوسفات، وتتوفر لهما جميع المصادر الطبيعية من خامات الفوسفات والوقود والغاز والكبريت، موضحا بأن شركة معادن خلال السنوات الماضية استثمرت ما يزيد عن 30 مليار دولار، بما يمثل انطلاقة قوية لتأسيس صناعة تعدينية مبنية على أسس سليمة في صناعة الأسمدة والألمنيوم واستخراج الذهب والنحاس، وأن لدى معادن تطلعات مدروسة للاستثمار في الثروات المعدنية في روسيا.
ولفت المهندس خالد الفالح إلى أن لقائه بوزير المصادر الطبيعية والبيئة الروسي أثمر عنه تأييد الطرفين لمذكرة التفاهم بين الوزارتين في مجالات الثروة المعدنية، ودعوة وزير المصادر الطبيعية والبيئة إلى زيارة المملكة العربية السعودية للاطلاع عن كثب على أنشطة منظومة الطاقة والصناعة والثروة المعدنية ولتعزيز التعاون بين البلدين.
وخلص إلى القول: تم الاتفاق على العمل والتنسيق لإقامة منتدى ومعرض للتعدين السعودي الروسي يحضره القطاع الخاص والمسؤولون في الدولتين بحيث يكون منصة للاستثمار والتعاون المشترك في قطاع التعدين، وكذلك عقد لقاءات بين المسؤولين في وزارة الطاقة ونظرائهم في وزارة المصادر الطبيعية للتنسيق حيال ملف التغير المناخي.