تستعد كبرى شركات الأغذية السعودية للمشاركة في النسخة الرابعة من معرض "جلفود لصناعة الأغذية"، والذي تستمر فعالياته من 31 أكتوبر وحتى 2 نوفمبر في مركز دبي التجاري العالمي؛ حيث تسعى لتسليط الضوء على الدور الهام الذي يمكن لشركات تصنيع الأغذية الإقليمية خصوصاً والعالمية عموماً أن تلعبه في تحقيق الخطة المبتكرة التي تضمنتها رؤية السعودية 2030 للوصول إلى اقتصاد متنوع ومستدام.
ووفقاً لتقرير صدر مؤخراً عن "بزنيس مونيتور إنترناشيونال"، فإن قطاع الأغذية والمشروبات السعودي يساهم أساساً بما يعادل 12% من الناتج الإجمالي السنوي للمملكة، مع توقعات بنموه وفق معدل سنوي مركب يبلغ 5.9% حتى عام 2020.
إضافة إلى ذلك، تحتل المملكة، وانسجاماً مع كونها أكبر دول الخليج من حيث عدد السكان، المرتبة الأولى في تصنيع الأغذية على مستوى مجلس التعاون الخليجي، حيث تنتج ما يعادل 74.1% من إجمالي الأغذية والألبان والأجبان على مستوى المنطقة.
وتدل هذه الإحصائيات على الأداء الممتاز لقطاع الأغذية في المملكة، والتي تضافرت مع عوامل أخرى على رأسها الإصلاحات الاقتصادية وتزايد نسبة الشباب وارتفاع مدخولهم والاحتكاك بالثقافة الغربية، لتُحدث تغيراً في العادات الغذائية وتتيح العديد من فرص الاستثمار أمام شركات الأغذية والمشروبات العالمية.
وساهمت البرامج الحكومية، كمبادرة الملك عبدالله للاستثمار الزراعي السعودي في الخارج، والتي تركز بالدرجة الأولى على الأمن الغذائي؛ في ترسيخ اتجاه المملكة نحو التحول إلى دولة كبرى على مستوى تصنيع الأغذية، من خلال تمكين مصنعي الأغذية المحليين من تقديم منتجات مؤهلة للمنافسة في الأسواق الدولية من حيث الجودة والأسعار وتقنيات الإنتاج.
ووسط هذا المناخ الإيجابي، يأتي المعرض ليسلط الضوء على الفرص الاستثمارية المتاحة أمام الشركات المحلية والإقليمية التي تسعى لدخول السوق السعودية، كما يشكل منصة للمصنعين السعوديين للتواصل وإبرام الشراكات مع المشترين من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وغيرها من البقع الجغرافية.
وتحدثت تريكسي لوه ميرماند، النائب الأول للرئيس لدى مركز دبي التجاري العالمي، وهو الجهة المنظمة للمعرض، عن أهمية المشاركة السعودية ، قائلةً: "مع المكانة الهامة التي تحتلها المملكة العربية السعودية ضمن سلسلة توريد الأغذية على المستويين الإقليمي والعالمي، ومع الخطط الجارية للإصلاح والتنويع الاقتصادي، يشكل المعرض منصة استراتيجية لتعزيز نمو أهم الشركات التي تنشط أصلاً في المملكة أو تبحث إمكانيات الدخول إلى السوق السعودية".
يُشار إلى أن "فيرست فور فود" هي إحدى الشركات السعودية التي ستشارك مجدداً في المعرض، حيث ستعرض أحدث ابتكاراتها في مجال المكونات وتقنيات المعالجة والتوضيب خلال الفعالية الضخمة التي تستمر ثلاثة أيام.
وقال د. إيهاب جفان، مدير المبيعات في الشركة: "بفضل الرؤية الثاقبة للقيادة السعودية، بدأت العقبات التي كان يواجهها العديد من المستثمرين سابقاً في المملكة، والتي تُعد أكبر سوق للأغذية على مستوى مجلس التعاون الخليجي، بالتلاشي لتفتح أمامهم فرصاً رائعة في السوق المحلية، والتي لم يتم استغلالها إلى الآن. فحتى يومنا هذا، لا تزال المملكة تستورد 50% من منتجاتها الاستهلاكية اليومية، وهذا يشير إلى وفرة الفرص في قطاع الأغذية، وخاصة من خلال الشراكات مع الشركات الأم".
وأضاف جفان، الذي تتخصص شركته في تقديم مختلف أنواع المنتجات في مجال المعجنات والحلويات: "يتمتع معرض ’جلفود لصناعة الأغذية‘ بأهمية كبرى بالنسبة لنا بوصفه منصة للتوريد، والتي تتيح لنا وضع خبرتنا التي تتجاوز 23 عاماً في خدمة الموردين. ولذا فإن هذا المعرض يعزز من ثقة المستمرين ويساهم في الدفع بعجلة القطاع على مستوى المنطقة".