استعرض مؤتمر أمن المعلومات "فيرتشوبورت" السنوي لأمن المعلومات على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الذي اختتمت فعالياته مؤخراً بالرياض بحضور 400 متخصص في مجال الأمن السيبراني، مجموعة التحديات الأمن السيبراني التي تهدد عالم "إنترنت الأشياء" الواسع، وبخاصة في ظل التقاطعات مع التنوع الاقتصادي، والطبي، والحكومي والمالي والخدمات الأخرى.

وأشار الرئيس التنفيذي لـ"فيرتشوبورت" المهندس سامر عمر – الجهة المنظمة للمؤتمر- في كلمته إلى خطورة تصاعد الهجمات والاختراقات الإلكترونية في فضاء "إنترنت الأشياء"، والتي باتت تهدد المصالح والمنافع الاقتصادية للدول بشكل ما مقلق، وطالب بالمزيد من الاستثمارات في الإجراءات الاحترازية المتقدمة لمواجهة تهديدات "الأمن السيبراني"، والنظر لها وفق منظور أمني وطني.

وذكر رئيس الباحثين الأمني في هواوي تكنولوجيز بالولايات المتحدة الأمريكية آندي بردي، في ورقته التي حملت عنوان "التهديدات في عالم إنترنت الأشياء"، بأن 80% من الأجهزة تستخدم كلمات مرور بسيطة، و70% من الاتصالات غير مشفرة، وأجهزة إنترنت الأشياء مثل السيارات يمكن تعرضها للخطر مستقبلاً.

وقال بردي "بحلول 2020 سيتوفر أكثر من 50 مليار جهاز سيدعم إنترنت الأشياء، والتي بدورها ستوفر إيرادات بقيمة 7 تريليون دولار".

وأفاد رئيس الباحثين الأمني في هواوي، بأن "إنترنت الأشياء" ستحسن نوعية الحياة، وتجعل جميع تفاصيل العالم متصلة، وتحويل ما نقوم به وكيف نفعل ذلك؟، واستعرض في ورقته مشاكل المجال وحددها في "الخصوصية، والأمان المنزلي، والأمان الصناعي، والأمان القومي".

المعلومة المهمة التي وردت على لسان بردي أن 54% من صانعي قرار الأمان التكنولوجي يتملكهم قلق تجاه المخاطر المصحوبة بإنترنت الأشياء في شركاتهم ومؤسساتهم المختلفة.

المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بـA10 NETWORKS محمد المنير أشار في ورقته "آثار الحرمان من الخدمة الموزعة (دوس) والتقنيات والتدابير الفعالة"، بأن الموقع المشهور OVH، تعرضت لـ1 تيرابايت في الثانية من هجمات DDoS ، بالإضافة إلى أن الهجمات أصبحت متعددة، وتشمل الضخمة والتطبيقية في الإتصال بالإنترنت، والتي ستكون أكثر خطورة في المستقبل"، مؤكداً زيادة الهجمات بأربع أضعاف، وذلك بنمو 307%، وأن حجم الإنفاق على الهجمات سيصل إلى 74% في الشهور الستة المقبلة.

أما الرئيس التنفيذي بـ(أوبريلا) وهي معنية بإدارة مخاطر أمن المعلومات جورج باتسيس، فأوضح بأن 3 مليار مستخدم متصل بالإنترنت، و40 مليار جهاز متصل ببروتوكول الإنترنت ((IP، إلا أنه أشار إلى تزايد هجوم الأمن السيبراني، وتطورها.

وأكد باتسيس بأن الإنفاق العالمي على حماية المعلومات سيرتفع بحلول 2019 إلى 117.4 مليار دولار، كما أن معدل الإنفاق على الأمن السيبراني ما بين 2017- 2021 سيصل إلى تريليون دولار.

مدير أنظمة الاستخبارات والتهديد بـ(فورتينت) شربل ساركس، أوضح في ورقته بأن 51% من الشركات تم اختراق أنظمتها العام الماضي، وقال: "يستغرق اختراق الأجهزة أكثر من ساعة واحدة وذلك بنسبة 85%".

وبحسب ساركس يتطلب التصدي للتحديات الأمنية في الوقت الراهن، ضرورة حماية الشبكات الأكثر تعقيداً لتزايد الهجمات السيبرانية عليها، وبخاصة في ظل ضعف الأنظمة التكنولوجية الحالية، وتزايد الاعتماد على إنترنت الأشياء.

أما مهندس الأمن السيبراني لدى كاسبرسكي لاب رامي التمياطي، فاستعرض في ورقته التي حملت عنوان "استراتيجية الأمن التكيفية"، خارطة زمنية لتطور الفيروسات، بدءاً من عام 1994 حيث كان معدل ظهور الفيروسات الجديدة فيروس كل ساعة، وفي و2006 فيروس جديد كل دقيقة، وخلال عام 2011 بلغ المعدل فيروس كل ثانية، وتطور الأمر بشكل ملفت في العام الجاري، بظهور 323 ألف عينة جديدة من الفيروسات في اليوم الواحد.

وقال التمياطي: "يبلغ متوسط كلفة الاختراق الواحد 891 ألف دولار على الجهات المستهدفة وبخاصة الشركات والقطاعات المختلفة، ونمو يصل لـ200% من كلفة الاسترداد خلال الأسبوع الأول من اكتشاف الاختراق أمني".