جدة – كمال إدريسعلى غرار الضرائب المفروضة على المدخنين، طالب تقرير نشر على موقع منتدى الاقتصاد الدولي بضرورة فرض ضرائب على وجبات اللحوم، لتأثيرها السالب على صحة المستهلك والبيئة، في وقت تضخم فيه سكان العالم لنحو 10 مليارات نسمة، يطالبون بشكل متزايد باللحوم في غذائهم.ويرى التقرير ضرورة تحميل تكلفة الآثار التي يخلفها قطاعات استهلاك اللحوم إلى المستفيدين منها مباشرة وهم المستهلكون، بنفس الطريقة التي تُحمل بها الضرائب على المدخنين، بحسبان أن هذا القطاع تتداخل فيه قضايا البيئة والصحة بشكل مباشر.ويشير إلى أن فرض الضريبة المقترحة يمكنها تحسين صحة الأجيال الجديدة من خلال تحولهم إلى الاعتماد على البروتينات النباتية التي لا تضر بكوكب الأرض، عوضا عن مخلفات الحيوان الضارة بالبيئة.ويفيد بأن ضريبة اللحوم ستوفر أموالاً يمكن إنفاقها في مجال الرعاية الصحية، مؤكدا أن هذا التوجه أصبح بندا للمناقشة في العديد من جهات اتخاذ القرار في العالم، خاصة بعد استهدفت الحكومات بعض الممارسات الضارة بإخضاعها للنظم الضريبية، حيث تفرض أكثر من 180 دولة ضريبة على التبغ، و60 بلدا أحدثت تشريعات خاصة بضريبة الكربون، فيما تفرض 25 دولة ضريبة على السكر، وجميعها ذات اضرار بالمستهلك وتتسبب في الاحتراز البيئي على الأرض.وكانت الدانمارك والسويد من بين أوائل البلدان التي اعترفت بالتهديد المتصاعد لاستهلاك اللحوم دون رقابة، بسبب الازدهار الاقتصادي لسكان العالم.وفي عام 2016، اقترح المجلس الدانماركي ضريبة على اللحوم الحمراء استنادا إلى آثارها المدمرة على المناخ.وفي السويد، دعا حزب الأخضر أيضا إلى فرض ضريبة المناخ على الغذاء، وطالب بإدخال علامة مناخية لمساعدة المستهلكين على فهم بصمة خياراتهم الغذائية.ووفقا لإحصاءات صادرة عن جامعة أكسفورد، فإن إنتاج اللحوم عالميا نما بنحو خمسة أضعاف منذ عام 1961، وتنتج البلدان الآسيوية ما بين 40 و 45 % من اللحوم في العالم، وزاد الإنتاج بمقدار 15 ضعفا منذ عام 1961، ومن المتوقع أن يستمر النمو في المستقبل.وتعتبر انعكاسات اللحوم على البيئة أكثر تعقيدا من التبغ أو الكربون أو السكر، إذ يرتبط الاستهلاك المرتفع للحوم الحمراء مؤشر خطر لزيادة الإصابة بأمراض السكري والسرطان وانتشار المقاومة للمضادات الحيوية.ومع ذلك، فإن تناول اللحوم ليس بالضرورة سيئاً بالنسبة للناس إذا تناولوها باعتدال، كما أن العديد من الجهات الفقيرة التي ينتشر فيها سوء التغذية يمكن أن تستفيد من الفوائض الناجمة عن فرض الضرائب للاستهلاك غير المرشد للحوم حول العالم.