انطلقت الأحد، في العاصمة العمانية مسقط أعمال اللجنة الوزارية الخماسية لمراقبة خفض الإنتاج التي تترأسها الكويت وروسيا وعضوية فنزويلا والجزائر وسلطنة عمان لتقييم تطورات سوق النفط.
وسيركز الاجتماع بحسب تقرير لمنظمة "أوبك" على استعراض استراتيجية تصفية حالة وفرة المعروض من النفط الخام في السوق العالمي، مشيراً إلى تأكيد وزراء الطاقة في الإمارات والعراق والكويت أن الاتفاق يجب أن يستمر.
كما سلط تقرير آخر لوكالة الطاقة الدولية الضوء على تصريح إلكسندر نوفاك وزير الطاقة الروسي، أن محادثات مسقط قد تشمل بحث آليات للخروج تدريجيا من تخفيضات الإمدادات بعد انتهاء مدة الاتفاقية في نهاية عام 2018 مع التأكيد مجددا على التزام روسيا الكامل بالاتفاقية، بحسب "الاقتصادية".
وأكد تقرير وكالة الطاقة الدولية على أن زيادة الإنتاج من النفط الصخري الأميركي تعد أبرز التحديات التي تواجه جهود "أوبك" في خفض الإنتاج، مشيراً إلى أن إنتاج النفط الأمريكي قد حقق نمواً على شكل طفرات واسعة هذا العام في ضوء ارتفاع أسعار النفط الخام، وهو ما قام بتذكير السوق بـ "الأيام العصيبة" للازدهار الأول في إمدادات النفط الصخري.
ولفت تقرير الوكالة إلى أن اجتماع اللجنة الوزارية الخماسية لمراقبة خفض الإنتاج التي تضم دولا في "أوبك" وخارجها في مسقط، سيبحث تطورات السوق في ضوء ارتفاع أسعار النفط لأعلى مستوى في ثلاث سنوات وتقلص الإمدادات بسرعة من المنتجين التقليديين.
ونوه التقرير بأن النمو المتدفق في الولايات المتحدة والمكاسب الكبيرة للإنتاج في كندا والبرازيل سوف يفوق بكثير الانخفاضات الحادة المحتملة في فنزويلا والمكسيك".
وتوقع تقرير الوكالة أن يتوسع المعروض النفطي من خارج "أوبك" بمقدار 1.7 مليون هذا العام، وهو أكبر قفزة منذ ذروة طفرة الإنتاج الصخري الأمريكي، خاصة مع تعافي الأسعار إلى فوق 70 دولاراً للبرميل.
وبحسب تقديرات الوكالة الدولية فإن عاماً آخر من التخفيضات في الإنتاج لن يكون لها تأثير كبير على مخزونات النفط التي تقول الوكالة إنها لا تزال تزيد بنحو 90 مليون برميل فوق هدف "أوبك"، وهو إعادة المخزونات إلى المتوسط في خمس سنوات.
وفي مقابل المكاسب الأمريكية، توقع تقرير الوكالة الدولية للطاقة أن تتفاقم مشاكل فنزويلا بعد أن انخفض إنتاجها في عام 2017 إلى أدنى مستوى له منذ نحو 30 عاماً.
ويرى التقرير أنه "نظراً للديون المفاجئة التي تشهدها فنزويلا وشبكة النفط المتدهورة، من المحتمل أن يكون الانخفاض هذا العام أكثر حدة بأقل بنحو من 270 ألف برميل يومياً عن عام 2017".
وذكر التقرير أن "أوبك" تتوقع نمواً أقوى في الطلب في مقابل انتعاشة محدودة في إمدادات الصخري المنافسة على نحو أكثر تفاؤلاً من تقديرات وكالة الطاقة الدولية، وهو ما يعني انخفاضاً مطرداً في المخزونات النفطية خلال العام الحالي.
وفي سياق متصل، أكدت منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" أن التفاؤل حل محل التشاؤم في سوق النفط، لافتاً إلى أن التشاؤم هو الأمر الذي كان سائداً في هذه الصناعة لفترة طويلة، منوهاً بأن هناك العديد من العلامات المشجعة في السوق في الفترة الراهنة، وموضحاً أن العديد من وزراء الطاقة في الاجتماعات المشتركة الأخيرة شددوا على أن عملية إعادة التوازن في السوق لا يمكن اعتبارها أمراً مفروغاً منه.