كشف التقرير السنوي لمجموعة بوسطن الاستشارية عن الشركات الخمسين الأكثر ابتكاراً في العالم، لتحتل شركات التكنولوجيا المراكز العشر الأولى.
وعلى الرغم من أن نتائج الاستبيان غير مفاجئة إلا أن استنتاجاته ملفتة، حيث أن تصدُر عمالقة التكنولوجيا آبل وغوغل ومايكروسوفت وأمازون وسامسونغ قائمة أكثر الشركات ابتكاراً في العالم يعد أمراً ليس جديدا أو مستغرباً.
ولكن الملفت في نتائج الاستبيان السنوي الذي تجريه "مجموعة بوسطن للاستشارات" هو المقارنة بين الشركات التي تنتمي إلى العالم الرقمي في مختلف القطاعات، مع الشركات التاريخية التي ظلت تهيمن على العقول والأرقام في عالم الأعمال والابتكارات لعقود طويلة.
وفي قطاع السيارات مثلاً، تفوقت شركة تسلا في سباق الابتكار على الأسماء الأشهر عالمياً مثل تويوتا و بي إم دبليو، لتحل في المركز السادس على قائمة الشركات الخمسين الأكثر ابتكاراً في العالم، متفوقة على تويوتا التي لم تخترق قائمة العشر الأوائل، و BMW التي احتلت مركزاً في الثلاثينات.
وتفوقت "نتفليكس" على الشركتين التاريخيتين في عالم الإعلام "ديزني" و"تايم وارنر" بخمسة وعشرين مركزاً على الأقل!
وسبقت شركة "إير بنب" التي لم تحتفل بعيد ميلادها العاشر بعد، شركة ماريوت التي تجاوز عمرها التسعة عقود في قطاع الضيافة.
وإن دل هذا الاستطلاع على شيء، فهو أن ارتباط الابتكار بالرقمنة يزداد قوة، فإحدى 10 شركة من أصل 50.10 الأوائل متخصصة في العالم الرقمي. وقال قرابة 80% من المبتكرين الأقوياء إنهم نجحوا برقمنة عمليات الابتكار الخاصة بشركاتهم بشكل فعال.
ومما استنتجه الاستطلاع أيضاً، أن الشركات باتت تركز بشكل أكبر على أربعة عناصر رئيسة للابتكار الرقمي وهي تحليلات البيانات الضخمة والتبني السريع للتقنيات إضافة إلى إطلاق منتجات الاتصالات المتنقلة والتصميم الرقمي.
عدد كبير من الشركات على قائمة "مجموعة بوسطن للاستشارات" لأكثر 50 شركة ابتكاراً في العالم هي شركات تندرج تحت الاقتصاد التشاركي، مثل أوبر التي اخترقت قائمة العشر الأوائل للمرة الأولى. فهل سيكون بإمكان الشركات التاريخية مواكبة الشركات المعاصرة؟ أم أن من الصعب تعليم رجل مسن حيلا جديدة؟