أظهر استطلاع أجرته "بوز ألن هاملتون"، لآراء جمهور دولي من 400 نخبوي في قطاع التكنولوجيا و1000 شخص من الجمهور العام حول نظرتهم لمستقبل التطور التكنولوجي، أن الحكومات في أنحاء العالم، تعمل على تعزيز الاستفادة من التكنولوجيا عند اتخاذ القرارات المتعلقة بالسياسة العامة لدعم التنويع والاستدامة وتطوير نظم اقتصادية مرنة. وادى تبني هذه التكنولوجيا إلى نشوء "المواطن الرقمي" مع قدرة على الوصول إلى المعلومات من دون عوائق، حيث إن الظروف مهيأه اليوم للتكنولوجيا لأحداث ثورة حقيقية لدى الحكومات وتمهيد الطريق أمامها لتحقيق أهدافها. وقال نائب الرئيس التنفيذي والمسؤول عن نشاط بوز ألن هاملتون في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا سهيل مقدم: "تتوجه بلدان الخليج العربي نحو التطور التكنولوجي حيث يتم دمج منصات إنترنت الأشياء، والذكاء الاصطناعي والنظم الآلية في مجالات مختلفة من الصناعة والتجارة والحياة المدنية". وأضاف "مع استمرار الحكومات الإقليمية في تبني هذه التكنولوجيات وإدماجها بشكل أكثر شمولية في بنيتها التحتية، سيكون من الضروري توقع الفرص والمخاطر الاجتماعية والاقتصادية التي ستؤدي إلى زيادة الإتصال والكفاءة والأمان". وقال نائب رئيس أول لدى "بوز ألن هاملتون" الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فادي قساطلي: "مع تسارع التكنولوجيات الناشئة في الثورة الاجتماعية والاقتصادية على نطاق غير مسبوق اليوم، تقوم الحكومات الإقليمية بتسخير إمكانات هذه التوجّهات، ووضع أهداف محددة، وإدماجها استراتيجياً في البرامج الوطنية. ومن شأن ذلك أن يبني تعاونا أقوى بين القطاعين العام والخاص ويساعد في تحقيق رؤى الابتكار والكفاءة والاستدامة والترابط الشامل". وتضمنت التوجّهات التي حددها استطلاع بوز ألن هاملتون وإيبسوس حول تغيير التكنولوجيا للعالم، الاستثمارات في الذكاء الاصطناعي الخاص بالالآت والمركبات الذاتية ستزداد وستغير الطريقة التي نختبر فيها العالم. ومن المتوقع أن يحقق قطاع الذكاء الاصطناعي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إيرادات تبلغ 1,4 مليار دولار بحلول عام 2025 وفقا لما ذكرته مؤسسة "ستاتيستا" العالمية للإحصاءات. وفي الوقت الذي يبدأ فيه المسؤولون الحكوميون ورواد القطاعات الدوليون في اختبار منصات تعمل بواسطة الذكاء الاصطناعي، سيقوم القطاعان العام والخاص بالاستثمار لتحسين نماذجهما التنظيمية، وأتمتة العمليات التشغيلية الرئيسية، وتطبيق المنتجات المنبثقة من الابتكار التكنولوجي في نظمهما القائمة. وبيّن الاستطلاع أن 92% من المشاركين من النخبويين التقنيين شعروا بأن الذكاء الاصطناعي ربما كان أو من المرجح جداً أن يكون قادراً على التأثير على كيفية اختبار الناس للعالم، وأن 90% منهم ظنوا بأن المركبات ذاتية التحكّم والتي تعمل من دون سائق ستحقق النتيجة عينها. إن الدراسات عن الانتشار الفعال للمركبات ذاتية التحكّم يدعم الطموحات الإقليمية للاستفادة من التكنولوجيات الناشئة لتنويع الطاقة والنمو الاقتصادي. وتضمن التزجه الثاني، الاستثمار في الإنترنت السيبراني الذكي سيحسن الطريقة التي تخدم بها الحكومات مواطنيها، فعند السؤال حول أي من التوجهات الناشئة ستكون أكثر تأثيرا في الطريقة التي تخدم بها الحكومات مواطنيها، جاء الأمن السيبراني كالأداة التمكينية الأكثر تأثيرا للخدمات الحكومية. من ناحية أخرى، قال النخبويون التقنيون بأن اترابط الشامل سيكون له أثر أكبر من خلال توسيع نطاق وسرعة الخدمات الحكومية. أما التوجه الثالث، فتمثل في التكنولوجيا ستحوّل القطاعات، وبأسرع من المتوقع، حيث طلب من النخبويين التقنيين والجمهور العام في المجتمعات المحلية حول العالم تصنيف القطاعات المهيأة للتغيير أكثر من خلال هذه التقنيات كجزء من أبحاث الاستطلاع. وأجاب المشاركون من الجمهور العام بأغلبية ساحقة بأن قطاعات التكنولوجيا والصناعة والطاقة مهيأة أكثر من غيرها لاختبار التغيير. فيما تثمل التوجه الرابع في، التعليم واستثمارات القطاع الخاص لتشجيع الابتكار التكنولوجي، ووفقا للاستطلاع، يوافق النخبيون التقنيون والجمهور العام على أن الاستثمار في القطاع الخاص والتعليم سيكون ضروريا لدفع الابتكار التكنولوجي في المستقبل. فالشركات الفردية لم تعد قادرة على العمل والنجاح بشكل منعزل من دون المشاركة مع الآخرين، وبالتالي سوف تسعى إلى تحقيق شراكات واسعة تساعدها بشكل أفضل على الاستفادة من التكنولوجيات الناشئة.