- سلطان بن محمد القاسمي يفتتح المنتدى الدولي للاتصال الحكومي

- الاستفادة من تجارب شعوب عانت الهزائم وأصبحت متقدمة بعد التغلب عليها

- إرادة الشعوب عامل حاسم في تقدم المجتمعات بعيداً عن الركون للهزائم

- مسؤوليتنا مراقبة أبنائنا ممن أدمنوا التقنية الحديثة وانفصلوا عن مجتمعهم

..

الشارقة - أنس الأغبش

أكد صاحب السمو الشيخ د.سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، "ضرورة تحصين مجتمعاتنا من الأفكار الدخيلة والهدامة التي تؤثر سلباً على التنشئة الاجتماعية لأبنائنا وبناتنا، وتقودهم إلى العبث الذي تجلبه التكنولوجيا الحديثة كجوانب سلبية لها".

جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقاها صاحب السمو الشيخ د.سلطان بن محمد القاسمي، بحضور سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي ولي العهد نائب حاكم الشارقة، في حفل افتتاح المنتدى الدولي للاتصال الحكومي في نسخته السابعة، الذي ينظمه المركز الدولي للاتصال الحكومي التابع للمكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، على مدى يومين في مركز إكسبو الشارقة، تحت شعار "الألفية الرقمية... إلى أين؟".

وشدد صاحب السمو الشيخ د.سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، على أهمية العمل للمستقبل والاستفادة من تجارب الشعوب التي عانت من الهزائم، لكنها أصبحت اليوم في مصاف الدول العالمية المتطورة عبر التغلب على شعور الإحباط بالهزيمة، والاشتغال بالعلم والمعرفة والوعي المجتمعي.

وأشار سموه، إلى أن إرادة الشعوب هي العامل الحاسم في تطور المجتمعات وتقدمها بعيداً عن الركون للهزائم، مستدلاً سموه بتجارب عدد من الدول الكبرى التي عانت من ويلات الهزيمة مثل ألمانيا واليابان وكوريا الجنوبية، وقد أصبحت اليوم من الدول الصناعية الكبرى ومثالاً لتطلعات الشعوب ونظرتهم الإيجابية للمستقبل.

ورحب سموه، بضيوف المنتدى، مبتدراً سموه حديثه عن الأجيال السابقة وتطلعاتها وما يجب عليه أن يكون المستقبل، حيث قال: "نحن من الجيل القديم، وسأعبر بكم أكثر من 45 عاماً لكن إلى الوراء، لنرى ما كان، وما يجب أن نكون عليه، فنحن في الشرق هُزمنا هزيمة كبيرة في سنة 1976 ومازال شعور الهزيمة يسيطر علينا".

وتابع سموه: "أنا من جيل الهزيمة، بل كنتُ في وسطها، وكنت يومها أردد ما قاله الأديب الفرنسي إنطوان ارنولد في نصه "الورقة الجافة" المعّبر عن حالة اليأس، وأتخيل نفسي تلك الورقة الجافة في مهب الريح".

ولفت سموه، إلى أن الشعور الطاغي على الشعوب العربية في تلك الفترة كان سلبياً، مبيناً سموه أنه لم يكن وحده في ذلك الشعور العام، الذي مثّل نهاية النموذج القومي للإنسان العربي، تاركاً تفكير الإنسان العربي مشلولاً، وشعوره بأن صفحة قد طُويت، وفي نفس الوقت مثّلت استنزافاً لكل المنظومات والنظريات التي سادت في تلك الفترة وبعدها، وتركتنا في مجتمع خاضع للصدمات المختلفة اقتصادية وسياسية واجتماعية وثقافية.

وتحدث سموه عن تأثير تلك الفترة على تفكير الإنسان العربي، حيث قال: "بدا الإنسان العربي أنه في عمق أزمة، يرى البعض أنها أزمة هوية، ويرى البعض الآخر أنها أزمة مشروعية، وبقينا كذلك إلى يومنا هذا، نتيه في التيه، وتأتينا الآن هذه التقنية الحديثة، فعلى أي أساس أرتكز على السماح لتلك المعطيات للولوج إلى مجتمع لا يعرف هويته ولا مشروعيته".

وأكد سموه: "أننا يجب أن نرتقي ونحوّل بقايا تلك الهزيمة إلى فعلٍ جاد ونأخذ العبرة والحكمة من هزيمة اليابان، وألمانيا، وكوريا الجنوبية، لنعرف ما هي الخطوات التي اتبعوها للتطور والتقدم، وبذلك نكون قد وضعنا يدنا على المجتمع الذي سنسلمه سلاحاً خطيراً وهو التقنية الحديثة، وهو السلاح الذي دخل علينا قبل بضع سنوات، وأصبح أخطر شيء في يد العبث، والظلاميين الذين يأخذون أبناءنا من كل مكان ويحركونهم مثل الدمى ليدمروا أنفسهم وغيرهم".

وتابع سموه: "أنا أنظر إلى هذا السلاح الخطير كإنسان مُصلح لمجتمعه، وأنتم تنظرون إليه من باب التطور"، مضيفاً سموه: "أنه لا بد قبل أن نبدأ في طريق الثورة التقنية أن نبدأ بمجتمعنا، وأن نحصنه ضد كل هذه المعطيات، وليس معنى ذلك أن نراقبه فقط أو نغلق عليه الأبواب والوسائل، وإنما نحصّنه على درجة من المعرفة والوعي وإيمان إنساني يمنعه من العبث واستعمال هذه التكنولوجيا في تدمير الشعوب".

ووجه سموه رسالة إلى الآباء والأمهات، قائلاً: "مسؤوليتنا أن نراقب أبناءنا وبناتنا الذين أدمنوا على هذه الأجهزة الحديثة والتقنية وانفصلوا عن مجتمعهم، وأخذتهم الأجهزة بعيداً عن واقعهم".

ودعا سموه، الباحثين من رواد المعرفة والثقافة والتقنية الحديثة من ضيوف المنتدى، إلى البحث في كيفية منع العبث من الوصول إلى أبنائنا وبناتنا حتى ينتقلوا إلى العقلانية من الفوضى، وإمكانية توجيه الأطفال إلى استعمال هذه الأجهزة للنفع والفائدة فقط، قائلاً سموه: "أجيبوني وابحثوا ونحن بعد ذلك نشرع الأبواب، فلتأتِ هذه التكنولوجيا الجديدة، ولا نخافها لأننا محصنون".

وتجول صاحب السمو الشيخ د.سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بحضور الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، وطارق سعيد علاي مدير المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، وجواهر النقبي مدير المركز الدولي للاتصال الحكومي، بعد حفل الافتتاح في أروقة المنتدى، مطلعاً سموه على الفعاليات المصاحبة، حيث تابع جانباً من بعض الورش التدريبية والجلسات التفاعلية، وتفقد أجنحة عدد من الجهات المشاركة،واستمع سموه إلى شرح مفصل عن منصات وأجنحة الجهات المشاركة.

وحضر حفل الافتتاح إلى جانب صاحب السمو حاكم الشارقة، كل من رئيس دائرة الطيران المدني الشيخ خالد بن عصام القاسمي، ورئيس دائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية الشيخ محمد بن عبدالله آل ثاني، ورئيسة جامعة زايد الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي، ومدير عام دائرة الحكومة الإلكترونية الشيخ خالد بن أحمد القاسمي، ومدير دائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية الشيخ محمد بن حميد القاسمي، ومدير دائرة شؤون الضواحي والقرى الشيخ ماجد بن سلطان القاسمي .

كما حضر الافتتاح كل من: عبد الرحمن بن محمد العويس وزير الصحة ووقاية المجتمع، ود. عبدالله بلحيف النعيمي وزير تطوير البنية التحتية، ونورة محمد الكعبي وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة، والفريق سيف عبدالله الشعفار وكيل وزارة الداخلية، ومحمد بن صقر النعيمي الوكيل المساعد لشؤون الخدمات المساندة في وزارة الموارد البشرية والتوطين.

كما حضر حفل الافتتاح، راشد أحمد بن الشيخ رئيس الديوان الأميري، واللواء سيف الزري الشامسي قائد عام شرطة الشارقة، وهنا سيف السويدي رئيسة هيئة البيئة والمحميات الطبيعية، ود.سعيد مصبح الكعبي رئيس مجلس الشارقة للتعليم، وعبدالله علي المحيان رئيس هيئة الشارقة الصحية، وخالد بطي المهيري رئيس دائرة التخطيط والمساحة، ومحمد عبيد الزعابي رئيس دائرة التشريفات والضيافة، ود.خالد عمر المدفع رئيس مدينة الشارقة للإعلام وعدد من كبار المسؤولين من داخل وخارج دولة الإمارات العربية المتحدة.