باريس-لوركا خيزران
لم تنفع المصافحات الحميمة والابتسامات المتبادلة بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيره الأمريكي دونالد ترامب مؤخرا في منع بدء الحرب التجارية بين فرنسا خاصة والاتحاد الأوروبي عموما من جهة والولايات المتحدة من جهة أخرى، الأمر الذي رأى فيه الخبير الاقتصادي إيتان جوداغ في تصريح لـ"الوطن": "خروجا من ترامب على القانون التجاري العالمي ما يمنح أوروبا حرية اتخاذ أية خطوات ضرورية وفرض أية تدابير لحماية الاتحاد الأوروبي من القيود الأمريكية".
وزير الاقتصاد والمالية الفرنسي برونو لومير أعلن صراحة مساء أمس السبت أن الحرب التجارية قد بدأت بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، قبل أن يدعو واشنطن إلى التخلي عن رسومها الضريبية على الألومينيوم والصلب.
وقال لومير، في تصريحاته الصحفية على هامش اجتماع لوزراء مالية دول "G20" في العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس: "الجميع في مجموعة الدول العشرين يفهمون أن الحرب التجارية أمر واقع".
وأضاف لومير: "هذه الحرب التجارية لن تخلف إلا الخاسرين، إنها ستدمر فرص العمل وتمثل خطرا على النمو العالمي".
وكانت الولايات المتحدة أعلنت عن فرض رسوم على الفولاذ والألمنيوم المستورد إليها بنسبة 25 في المئة و10 في المئة للمواد المستوردة من أوروبا وكندا والمكسيك وكوريا الجنوبية، باستثناء الأرجنتين، بحسب الإعلان الذي وقع عليه الرئيس الأمريكي شهر مايو الماضي.
وحث وزير الاقتصاد والمالية الفرنسي الإدارة الأمريكية على اتخاذ الخطوة الأولى نحو الحوار مع أوروبا، مشيرا إلى أن المفوضية الأوروبية لن تتمكن من التقدم بمقترحاتها لحل القضية دون ذلك، وتابع: "ندعو الولايات المتحدة للعودة إلى المنطق السليم واحترام القواعد العالمية وحلفائها".
ولفت إلى أنه "لا يمكن أن تعتمد التجارة العالمية على قانون الغابات"، وأردف مشددا: "من غير المقبول الوضع الذي يعاني فيه الأوروبيون بسبب الرسوم التجارية التي فرضتها الولايات المتحدة".
وتعهد لومير بأن الاتحاد الأوروبي سيتخذ إجراءات مضادة حال فرض السلطات الأمريكية رسوما جديدة على البضائع الأوروبية، كما أكد أن الاتحاد لن يخوض مفاوضات حول التجارة الحرة مع الولايات المتحدة قبل إلغائها الضرائب على واردات الألومينيوم والصلب.
وأفاد بأنه لا يوجد أي خلاف بين فرنسا وألمانيا حول كيفية وتوقيت بدء المفاوضات التجارية مع الولايات المتحدة.
ويسود توتر ملحوظ العلاقات بين أوروبا والولايات المتحدة على خلفية فرض السلطات الأمريكية، بقرار من الرئيس، دونالد ترامب، في الأول من يونيو، رسوما ضريبية على واردات الصلب بنسبة 25 بالمئة والألومينيوم بنسبة 10 بالمئة من دول الاتحاد الأوروبي وكندا.
من جهته، قال الخبير الاقتصادي إيتان جوداغ في تصريح لـ"الوطن" إن " ذه الإجراءات الأمريكية تتعارض بشكل واضح مع القواعد الدولية المتفق عليها"، مشيرا إلى أن " الرسوم الأمريكية أحادية الجانب غير مبررة ومتناقضة مع قوانين منظمة التجارة العالمية".
وأضاف أن " الآن بعد أن أصبح الأمر واضحا بأن الولايات المتحدة لن تتراجع عن إجراءاتها سيكون رد الاتحاد الأوروبي متناسبًا وفقًا لقواعد منظمة التجارة العالمية"، وتوقع "إطلاق قضية تسوية النزاع في منظمة التجارة العالمية كخطوة أولى".
وخلص جوداغ إلى أن "الولايات المتحدة بدأت حربا غير مبررة سيخرج الجميع منها خاسرا".
وكان ترامب، الذي انتقد مرارا في وقت سابق طبيعة العلاقات التجارية لبلاده مع الاتحاد الأوروبي، تعهد أيضا بفرض رسوم مماثلة على استيراد السيارات من أوروبا التي انتقدت بشدة السياسة التجارية للرئيس الأمريكي وهددت بالرد بالمثل على الولايات المتحدة، حليفها التقليدي الأبرز.