صدر كتّاب جديد من "مون بلان" يحمل الرقم 27، يحتفل بالإرث الأدبي للشاعر الأول والأعظم في العصور القديمة هوميروس الذي اشتهر بأعماله الملحمية الإلياذة والأوديسة، وهما قصيدتان ملحميتان تعتبران أساساً للأدب الغربي. ومع وصفه غالباً بالشاعر الأعمى، عاش هوميروس المعروف بشخصيته الغامضة في النصف الثاني من القرن الثامن قبل الميلاد، وتجسّد أعماله مرحلة فريدة من نوعها في التاريخ الغربي، عندما أتاحت التقاليد الشفهية القديمة المجال لأسلوب مكتوب جديد، ويزخر إرثه الأدبي الغني بمواضيع وقصص حول أقدار الآلهة والأبطال والرجال، وآلهة أوليمبوس التي تم إحياؤها مراراً وتكراراً على مر العصور، ومدى تأثيرها على مجالات الثقافة، من الفن إلى الأدب والموسيقى.واستلهم شكل إصدار الكتّاب من "مون بلان" هوميج تو هوميروس من الأوديسة، وهي القصيدة الملحمية الثانية لهوميروس التي تدور حول رحلة قام بها البطل أوديسيوس على مدى عشر سنوات عائداً إلى الديار بعد حرب طروادة، وتتضمن القصة حدثاً شهيراً عندما استخدم الإغريق استراتيجية بارعة في حرب طروادة - حيث قاموا بتصنيع حصان خشبي ضخم يخفي داخله جنوداً إغريقيين، بحيث كان له دور رئيسي في انتصارهم على أعدائهم الطرواديين. ويظهر حصان طروادة، وهو الخدعة الحربية الشهيرة في الأوديسة، في الصور الظلية للإصدار، مستحضراً رأس وجسم الحصان الخشبي بشكل أنيق. ويمتزج الراتنج الثمين باللون الأسود غير اللامع للغطاء والأنبوب في أداة الكتابة مع الأجزاء المضافة المطلية بالذهب الأصفر، لإبراز الخزف الإغريقي الأسود الذي يتم تزيينه غالباً بمشاهد من أشعار هوميروس.وبينما يسرد هوميروس مغامرات الأبطال العظماء في الماضي البعيد، تعتبر قصصه خالدة، لأن المواضيع التي يتناولها في كل من أعماله الملحمية تظل أساسية للحضارة الإنسانية. وسواء كان ذلك حول الحياة أو الموت، أو الحرب أو السلام، أو السعادة أو البؤس، أو الغربة أو العودة إلى الوطن، فإنه يوضح ما يعنيه أن تكون إنساناً. ومن خلال الفن والعاطفة، لا تزال كلماته تتردد اليوم بالطريقة نفسها التي كانت عليها منذ قرون مضت.
{{ article.visit_count }}
970x90
{{ article.article_title }}
970x90