مشاريع البنية التحتية تدفع نمو "غير النفطي" حتى الربع الأول من 2018
"التنمية الاقتصادية": توقعات إيجابية بتحسن النمو الاقتصادي مع تسارع وتيرة تنفيذ المشاريع
ارتفاع قيمة "البنية التحتية" التراكمية إلى 5.7 مليارات دولار
قطاع البناء يشكل نمواً ملحوظاً بنسبة 6.7% حسب التقرير الفصلي لـ"المجلس"
كشف مجلس التنمية الاقتصادية عن توقعاته الفصلية للعام الجاري، عن توقع نمو القطاع غير النفطي في المملكة بنسبة 4.3% خلال العام الجاري وذلك مع نمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة تقدر بـ 3.4%. ويأتي هذا التوقع بعد أداء قوي حققه الاقتصاد المحلي في سنة 2017، حيث كان الإقتصاد البحريني الأسرع نمواً في منطقة الخليج العربي بتحقيقه نسبة نمو قدرت بـ 3.8%مع نسبة نمو تبلغ 4.8% في القطاع غير النفطي.
وأوضح التقرير الصادر عن المجلس والذي نشر مؤخراً، أن الوتيرة المتسارعة في تنفيذ مشاريع البنية التحتية في الربع الأول من 2018 سوف تترك أثراً إيجابياً على نمو القطاع غير النفطي في المملكة حتى بقية العام، حيث تشير التوقعات إلى نمو قوي على مدار العام على الرغم من تباطئه في الأشهر الثلاثة الأولى نظراً لتأثر النمو خلال الربع الأول من العام الجاري بسبب أعمال الصيانة التي لحقت بعملية الإنتاج النفطي، مما أدى إلى انكماش نمو القطاع النفطي بمقدار 15% ،حيث أدى الانخفاض الحاد في إنتاج النفط بسبب الصيانة فى الفترة من الربع الرابع للعام الماضي حتى الربع الأول من العام الجاري لضعف زخم نمو القطاع غير النفطي والذي أدى لانخفاض الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بنسبة 1.2% على أساس سنوي في الربع الأول من العام الجاري ، في حين حققت القطاعات غير النفطية، نمواً إيجابياً في البداية قبل أن يتباطأ ذلك النمو بسبب مجموعة من المؤثرات الأساسية أهمها تأخر إكمال عدد من مشاريع البنية التحتية خلال النصف الثاني من سنة2017، جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده المجلس الأحد لإطلاع وسائل الإعلام على نتائج التقرير الفصلي بحسب المؤشرات والتحليلات الصادرة عنه.
وطبقاً للتقرير، فإن التوقعات جاءت إيجابية بالرغم من أداء بعض المؤشرات الاقتصادية،حيث تسارع معدل النمو السنوي الحقيقي في قطاع البناء بشكل ملحوظ إلى 6.7% خلال الربع الأول من العام الجاري وذلك بعد فترة من التباطؤ في النمو في سنة 2017، ويعد قطاع البناء محركًا مهمًا للنمو ضمن القطاعات غير النفطية، حيث عزى التقرير استفادة بعض القطاعات مثل الصناعة والتجارة والعقارات والخدمات المالية حتى نهاية العام من زخم قطاع البناء المتجدد في الربع الأول، حيث يعد مشروع خط الصهر السادس بشركة ألمنيوم البحرين (ألبا) حافزاً قوياً سيسهم في نمو قطاع الصناعة بشكل ملحوظ، في حين يعد الإنخفاض في القطاع النفطي مؤقتاً.
وأشارت البيانات، أن النمو في قطاع البناء جزئيًا أدى إلى تسارع العمل في حزمة من مشاريع البنية التحتية التي تمت ترسيتها والممولة كجزء من صندوق التنمية لدول مجلس التعاون الخليجي بقيمة إجمالية تراكمية تصل إلى 5.7 مليار دولار مقارنةً مع أقل من 4.2 مليار دولار بنهاية سنة 2017 ، بزيادة نسبتها %22 على أساس سنوي، حيث ارتفعت قيمة المشاريع التي تم البدء بتنفيذها بنسبة 13.2% لتصل قيمتها إلى 3.7 مليار دولار، في حين زاد التدفق النقدي الإجمالي للمشاريع لأكثر من الضعف بنسبة 101.9% بقيمة تصل إلى 1.8 مليار دولار.
كما أن مشاريع القطاع الخاص والجهات شبه الحكومية حققت تقدمًا خلال الفترة المذكورة، منها مشروع توسعة مصفاة شركة نفط البحرين "بابكو" كأكبر استثمار في تاريخ البحرين وهو قيد الإنشاء هذا العام، إضافة إلى بدء بعض الأنشطة حول حقل خليج البحرين وعمليات استخراج الغاز العميق.
واستناداً للتقرير، فمن المتوقع أن ينمو القطاع غير النفطي في البحرين بنسبة %4.3 في العام 2018، مع نمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة تقدر بـ %3.4 بعد الأداء القوي كأسرع اقتصاد نام في منطقة الخليج العربي،بتحقيقه نموًا بنسبة %3.8 مع نسبة نمو تبلغ %4.8 في القطاع غير النفطي، حيث تعزز ذلك النمو القوي في قطاع الإقراض التوقعات بالنمو المطرد خلال الربع الأول،حيث شهدت بنوك التجزئة العاملة في المملكة زيادة واضحة ومستمرة في نشاطها خلال العام الماضي، كما ارتفع المعدل السنوي لنمو القروض المصرفية من %2 في مايو 2017 إلى %11.2 في مايو 2018، حيث استحوذ القطاع الخاص على غالبية القروض الجديدة، وبلغ إجمالي القروض الممنوحة من قبل مصارف التجزئة حتى مايو الماضي 9.12 مليار دينار، ومنح ما نسبته %53.1 من مجموع القروض لمؤسسات تجارية، في حين شكلت القروض الشخصية نسبة 43%، ونمت الودائع بوتيرة سريعة نسبياً بنسبة 12.8% وذلك بتحسن ملحوظ عن السنوات القليلة الماضية.
وبلغ متوسط تكلفة الائتمان التي تفرضها بنوك التجزئة على العملاء نسبة 5.9% خلال يناير وفبراير الماضيين، وذلك مقارنةً بمتوسط سنوي بلغ 5.2% في 2017، في حين بلغ متوسط كلفة الائتمان الشخصي 5.1% خلال فبراير ويناير الماضيين و 5% خلال عام 2017.
وكان مؤشر سوق البحرين مستقراً خلال النصف الأول من العام الجاري وسجل مؤشر البحرين الشامل للأسهم انخفاضاً بنسبة %1.6 خلال الربع الأول بينما انخفض مؤشر البحرين الإسلامي بنسبة %12.1 وبذلك سجلت جميع القطاعات عائدات إيجابية خلال النصف الأول من العام الجاري عدا قطاعات البنوك التجارية والسياحة وكان قطاع الخدمات هو القطاع الوحيد الذي شهد تحسناً واضحاً على مدار العام.
ومن المتوقع أن تستفيد الشركات في البحرين من بيئة الأعمال الواعدة في المنطقة وذلك بعد أن تسارع وتيرة النمو بشكل ملحوظ على عكس التراجع الحاصل في العام الماضي، توازيًا مع ارتفاع أسعار النفط وبدء ضخ سيولة جديدة في اقتصاد المنطقة، وسيكون لذلك تأثيرات إيجابية غير مباشرة على المملكة من خلال تدفقات الزوار والاستثمارات الإقليمية.
وفيما يتعلق بأسعار المستهلك، فقد وصل معدل التضخم في الربع الأول إلى 2.7% ومعدل سنوي بنسبة 2.8% حتى مايو الماضي وجاء ذلك نتيجة لبعض الرسوم وارتفاع أسعار الوقود، في حين ارتفعت أسعار المواد الغذائية بنسبة 2.6% نتيجة لعوامل موسمية منها شهر رمضان إضافة إلى أن ارتفاع تكاليف السكن بنسبة 1.6% ،
وأشارت البيانات أن الشركات العاملة في المملكة جددت تفاؤلها ببيئة الأعمال في البحرين وذلك عن الربع القادم من العام الجاري، وشكلت بذلك ما نسبته %58.4 مرتفعة عن النظرة الحالية للربع الجاري التي حققت 39.2%.
من جانبه أكد - الخبير الاقتصادي في مجلس التنمية الاقتصادية د. يارمو كوتيلاين على ثقة المجلس بتحقيق الاقتصاد المحلي نمواً محتملاً لمجمل العام الجاري بالرغم من ما عكسته بيانات النمو في الربع الأول من انكماشً مرتبط بأعمال الصيانة التي لحقت بعملية إنتاج النفط، معتبراُ أن محركات النمو القوية في المنطقة،والسيولة الجيدة في القطاع المصرفي، والتوسع المتجدد في المشاريع الإنشائية الكبرى، وتنفيذ حزمة مشاريع البنية التحتية الضخمة تشير إلى أن النمو من المرجح أن يتسارع على مدار العام، حيث تساهم هذه المحركات في مرحلة النمو الجديدة للاقتصاد، معتبراً أن الربع الماضي كان غير اعتيادي إنما لا يجب القلق تجاهه كون النمو يتجه للتحسن خلال الفترة القادمة.