استعرض نائب رئيس السلامة الإلكترونية والخصوصية في قسم العلاقات العامة العالمية لدى "هواوي تكنولوجيز"، ميكا لاود رؤيته للآفاق الجديدة لأنظمة السلامة الإلكترونية، في كلمة موجزة ألقاها على هامش مشاركته في مؤتمر "سمارتسك"، الرائد في مجال السلامة الإلكترونية وتقنيات "بلوك تشين"، الذي انطلق في البحرين يوم 4 سبتمبر الجاري.، أكدّ فيها ضرورة توطيد علاقات التعاون الدولي بين صنّاع السياسات وشركات القطاعين العام والخاص بهدف تأسيس فضاء إلكتروني مفتوح تشاركي قادر على مواجهة التحديات الجديدة.واستهلّ لاود كلمته بتسليط الضوء على اعتماد مجتمعنا المتزايد على شبكة الإنترنت، الأمر الذي يجعل من السلامة الإلكترونية مسألة في غاية الأهمية، فعلى الرغم من أن التقنيات الجديدة الناشئة توفر فرصاً جديدة للتنمية الاقتصادية إلا أنها ترافقها في ذات الوقت بعض التهديدات الجديدة للسلامة الإلكترونية،. ويؤثر هذا التوجه السائد على العالم بأكمله؛ فقد نجح القراصنة مثلاً في سرقة 81 مليون دولار من بنك بنغلاديش الوطني في غضون ساعات وأدى اختراق بيانات إكويفاكس في الولايات المتحدة الأمريكية إلى الكشف عن المعلومات السرية الخاصة بـ 143 مليون عميل.وحدد لاود إثنين من التحديات التي يجب علينا التغلب عليها إذا أردنا الحد من التهديدات الأمنية بشكل ملحوظ، والتحدي الأول في سعي كل دولة إلى إصدار مجموعة سياسات خاصة بها بشكل منفصل عن الدول الأخرى، مما يؤدي إلى عدم ترابط القوانين والممارسات الدولية لا سيما عند تضارب المصالح الوطنية بما يعيق علاقات التعاون، أما التحدي الآخر، فهو عدم فهم تقنياتٍ جديدة مثل الذكاء الاصطناعي و"إنترنت الأشياء" و"بلوك تشين"، ما يجعل من الصعب على واضعي الأنظمة صياغة قوانين مقنعة وفعّالة تحمي المستخدمين من جهة وتعزز من عملية تطوير تقنيات جديدة من جهة أخرى.واستعرض ميكا، رؤيته الجديدة عن الأنظمة الإلكترونية الهادفة إلى تأسيس فضاء إلكتروني موثوق،شفاف، تشاركي ومفتوح يعزز من مستويات السلامة الإلكترونية في مختلف دول العالم، ووجه نداءً للحكومات والقطاعات والمستخدمين لتوحيد الصفوف وتعزيز علاقات التعاون الدولي، بهدف تمكين الشركات العالمية من التصدي لتهديدات السلامة الإلكترونية بكل فاعلية.وتنطبق هذه المسألة بصورة خاصة على منطقة الشرق الأوسط التي تستعد اليوم لإطلاق شبكات الجيل الخامس "5G" التي من شأنها المساهمة في طرح عدد كبير من التقنيات الجديدة الناشئة بدءً من تقنيات "إنترنت الأشياء" وحتى السيارات ذاتية القيادة وتقنيات الواقع المعزز والواقع الافتراضي، وفي حالةٍ مثل الشرق الأوسط، ينبغي على السلطات وضع القوانين المناسبة منذ البداية إذ ستؤثر القوانين التي ستصدر اليوم، من وجهة نظر لاود، على السنوات وحتى على العقود القادمة. ومن خلال تعزيز أواصر التعاون بين شركات القطاعين العام والخاص وتشجيع المشاريع المشتركة، ستتمكن منطقة الشرق الأوسط من وضع الركائز الأساسية التي تُبنى عليها شبكات الجيل الخامس " 5G )" وتعزز من مستويات السلامة الإلكترونية.وتحدّث نائب رئيس السلامة الإلكترونية والخصوصية في قسم العلاقات العامة العالمية لدى "هواوي تكنولوجيز"، عن أهمية مواجهة التهديدات الأمنية قائلاً: "تعتبر مسألة تطوير استراتيجيات قادرة على مواجهة تهديدات السلامة الأمنية بكل فاعلية من الأولويات الأساسية للدول في الشرق الأوسط والعالم حيث تواصل عملية التحوّل الرقمي تغيير كافة جوانب المجتمع".وأضاف قائلاً: "لقد بذلنا في ‘هواوي’ قصارى جهودنا للتحول إلى الشريك المفضّل للقطاعين العام والخاص في منطقة الشرق الأوسط، وها نحن نعبّر اليوم مجدداً عن التزامنا الدائم بمساعدة المنطقة في تحقيق رؤيتها الهادفة إلى بناء اقتصاديات متنوعة، قائمة على المعرفة من خلال إحداث عملية التحوّل الرقمي بنجاح، ومن خلال توطيد أواصر التعاون الدولي وتعزيز الثقة المتبادلة ومبدأ الشفافية في مختلف دول العالم، نؤمن أننا سنتمكن من مواجهة التهديدات والقرصنة الإلكترونية بكل نجاح وسنمهد الطريق لبناء عالم أكثر ذكاءً وأماناً واتصالاً".يُذكر أن مؤتمر "سمارتسك" للسلامة الإلكترونية وتقنيات "بلوك تشين" ينعقد على مدار يومين تحت رعاية وزير شؤون الكهرباء والماء في البحرين، د . عبدالحسين بن علي ميرزا.ويهدف المؤتمر إلى توفير المنصة المناسبة للقاء أهم خبراء السلامة الإلكترونية وتقنيات "بلوك تشين" في العالم، ومنح المشاركين فرصة استثنائية للاطلاع على أحدث التوجهات والابتكارات والحلول في هذا المجال.