أظهرت الدراسات الاستطلاعية المعنية بالإنتاج، والصادرة عن "بلومبرج" و"بلاتس" هذا الأسبوع، كيف تمكنت أوبك حتى الآن من تعويض تباطؤ الإنتاج من إيران.

ونظراً لاستناد الزيادات إلى حالات جرت لمرة واحدة، لاسيما ليبيا، ما زالت التوقعات تشير إلى الفترة التي يرجح فيها انخفاض إجمالي إنتاج أوبك مع تسارع وتيرة تباطؤ الإنتاج الإيراني.

وعلى هذا الأساس، وإلى أن تبدأ البيانات الحقيقية أو الدراسات الاستطلاعية الشهرية من أوبك ووكالة الطاقة الدولية بإظهار ضعف الطلب، يرجح أن يتم اعتبار خطر الارتفاع بمثابة التوجه الذي يمنح أقل مقاومة.

قد يفرض ارتفاع أسعار النفط الناجم عن التأثيرات قصيرة المدى للعقوبات الأمريكية تحديات قصيرة المدى على نمو الطلب.

ويأتي ذلك بالتزامن مع معاناة الأسواق الناشئة، والتي تعد المصدر الرئيسي لنمو الطلب، من عاصفة ارتفاع أسعار النفط وضعف أسعار العملات. وبينما يشهد خام برنت تداولات أقل بكثير من متوسط أسعاره بين عامي 2011-2014 عند سعر 110 دولارات للبرميل، تشهد بعض الدول الرئيسية المستهلكة للنفط أسعاراً في عملاتها المحلية عند ذلك المستوى أو أعلى منه.

وقد يبدأ التباطؤ الناشئ في الطلب من برنامج شراء الاحتياطي النفطي الاستراتيجي في الصين باستقطاب بعض الاهتمام، وقدّرت إحدى التحديثات التي أصدرتها وحدة معلومات بلومبرج أن تسهم عمليات شراء الاحتياطي النفطي الاستراتيجي في الصين بنحو ثلث النمو السنوي العالمي للطلب على النفط منذ عام 2016.

ومن شأن أي تباطؤ في هذا الحجم أن يقطع شوطاً طويلاً لتعويض الانخفاض المحتمل في العروض الإيرانية، وفضلاً عن المخاطر المتزايدة بشأن إجمالي الطلب في عام 2019، قد تدفع مثل هذه التطورات نحو إعادة النظر في توقعات الأسعار على المدى المتوسط مما يساعد في إعادتها إلى 70 دولاراً للبرميل - وبالتالي، فإننا ندعو الأسواق خلال الفترة الحالية للحفاظ على أسعارها ذات النطاق المحدود.

أوضحت قراءة ساكسو بنك للمعادن النفيسة أن أسعار الذهب استقرت حول 1200 دولار للأونصة، وبدأت تظهر علامات المرونة السعرية بعد انخفاض 200 دولار منذ أبريل.

وفي الأسبوع المنتهي بتاريخ 28 أغسطس، اتجهت الصناديق نحو شراء الذهب للمرة الأولى منذ 11 أسبوعاً، ولكن الانخفاض بمقدار 9000 لوت كان ما يزال ضئيلاً بالمقارنة مع 143 ألف لوت التي بيعت منذ يونيو، وعلى هذا النحو في التحديثات الأخيرة، نستنتج الحاجة إلى حركة أكبر قبل أن يبدأ شعور القلق بالتسلل إلى البائعين.

وتبقى الحرب التجارية بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، وتأثيراتها على أسعار الصرف، نقطة تركيز رئيسية في السوق، ولا بد أن تتقابل تهديدات الرئيس ترمب بفرض رسوم جمركية إضافية على الواردات الصينية بقيمة 200 مليار دولار مع إجراءات انتقامية من الصين، ومع الغياب المنظور للراحة في دول الأسواق الناشئة، نرجح ارتفاع مخاطر انتشار العدوى إلى سوق الأسهم الأمريكية بالرغم من أمانها.

ولرؤية انتعاش واضح في أسعار الذهب، نحن بحاجة لمزيج من ضعف أسعار الدولار وسوق الأسهم الأمريكية، وبعد تقرير الوظائف الأمريكي القوي، الجمعة لشهر أغسطس، لا تزال اللجنة الفدرالية للأسواق المفتوحة في طريقها نحو رفع أسعار الفائدة لمرتين إضافيتين هذا العام، على أن يكون الموعد التالي هو الاجتماع بتاريخ 26 سبتمبر.

وبناءً على هذه التطورات أو بدونها، يرجح أن يستقطب اختراق عتبة 1,220 دولار للأونصة عمليات شراء إضافية، وسنبقى مترقّبين لمدى قدرة هذه العمليات على اكتساب الزخم الكافي لتسريع عجلة التغطية على المدى القصير.