ـ وجود 400 مؤسسة مالية في المملكة يُغري قراصنة الإنترنتأكد الرئيس التنفيذي لشركة "إن جي إن" الدولية، يعقوب العوضي، أهمية زيادة الاستثمارات بمجال الأمن السيبراني في مملكة البحرين لحماية المؤسسات الحكومية والخاصة ومشاريع البنية التحتية من أية تهديدات تقنية، لافتاً إلى أن وجود نحو 400 مؤسسة مالية في المملكة من بنوك وشركات تأمين ومحافظ تمويل يجعلها هدفاً كبيراً لكثير من قراصنة الإنترنت في جميع أنحاء العالم.واعتبر العوضي في تصريح له أن الحفاظ على مكان البحرين في المركز الأول عربياً والحادي والثلاثين عالمياً حسب تقرير الاتحاد الدولي للاتصالات العام الماضي، تتطلب تنفيذ توصيات هذا الاتحاد في تبني أفضل الممارسات الدولية في الأمن السيبراني، ووصفة الاتحاد من أجل تجاوز التحديات المركبة: التقنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي تواجه تطبيق هذا النوع الجديد من الأمن.وأكد أن أهمية الأمن السيبراني تتزايد في مملكة البحرين مع التزام البحرين بتسريع الانتقال إلى نظام السحابة، بما من شأن هذا أن يوفر مجموعة جديدة من الفرص المهمة للشركات التي تقدم منتجات تضمن أمن البرامج والبنية التحتية القائمة على نظام السحابة .وأشار إلى عزم "إن جي إن" على تعزيز عملها مع شركات عالمية في مجال تقديم خدمات الأمن السيبراني مثل "كاسبرسكي" و"فيكترا"، والتي تقدم خدمات تعنى بتعزيز حماية الشبكات وأنظمة تقنية المعلومات وأنظمة التقنيات التشغيلية ومكوناتها من أجهزة وبرمجيات، وما تحويه من بيانات.وأكد أن الحاجة إلى شركات الأمن السيبراني في المنطقة أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى، وقال: إن الهجمات الإلكترونية كلفت 57% من شركات الشرق الأوسط أكثر من 500.000 دولار أمريكي من الخسائر مقابل 33% عالمياً.ولفت العوضي إلى وجود فرص كبيرة للاستثمار في الأمن السيبراني في مملكة البحرين، مشيراً إلى أن حجم الاستثمار في هذا النوع من الأمن في منطقة الشرق الأوسط سينمو بمعدل 14.2% سنوياً على مدى 5 سنوات المقبلة.وتقول دراسة أعدتها برايس ووترهاوس كوبرز للشرق الأوسط للأمن السيبراني أن 37% فقط من الشركات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لديها برنامج شامل للتوعية الأمنية والتدريبية مقابل 53% عالمياً .وقال: إن قطاع الأمن السيبراني يوفر فرصاً نوعية للبحرينيين، مع وجود أكثر من 900 خريج سنوي في دورات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وقوى عاملة ذات قدرة تنافسية، والجامعات أو المعاهد التقنية التي تقدم دورات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات مثل البوليتكنيك، ومعهد بي أي بي إف، وجامعة بورنموث بالتعاون مع أكاديمية الخليج.وأضاف العوضي، أن الكفاءات البحرينية يمكن أن تقدم خدماتها للبحرين ولدول مجلس التعاون الخليجي والمنطقة أيضاً.وأوضح أن غنى منطقة الخليج بالثروات ووجود بنية تحتية نشطة ومؤسسات مالية وصناعية وخدمية عملاقة جعلها عرضة دائماً لهجمات عبر الإنترنت.وأشار إلى هجوم شامون 2012 على أرامكو السعودية الذي يعد واحداً من الهجمات السيبرانية الأكثر تدميراً على الأعمال التجارية الخاصة، وفي 2013، عانت بنوك الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان من خسارة بلغت أكثر من 45 مليون دولار أمريكي بسبب واحدة من أكبر عمليات سرقة أجهزة الصراف الآلي الإلكترونية في المنطقة.ولفت إلى أن الأمر مهم لدرجة أنه صدر أمر ملكي في المملكة العربية السعودية الشقيقة بإنشاء هيئة مستقلة باسم "الهيئة الوطنية للأمن السيبراني" ترتبط بخادم الحرمين الشريفين مباشرة.يشار إلى أن الأمن السيبراني "Cyber security” هو عبارة عن مجموع الوسائل التقنية والتنظيمية والإدارية التي يتم استخدامها لمنع الاستخدام غير المصرح به وسوء الاستغلال واستعادة المعلومات الإلكترونية ونظم الاتصالات والمعلومات التي تحتويها، وذلك بهدف ضمان توافر واستمرارية عمل نظم المعلومات وتعزيز حماية وسرية وخصوصية البيانات الشخصية، واتخاذ جميع التدابير اللازمة لحماية المواطنين والمستهلكين من المخاطر في الفضاء السيبراني .