-مليارات الدولارات الأمريكية تنفق على الوقاية من التآكل...
افتتح وزير النفط الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة، فعاليات مؤتمر ومعرض الشرق الأوسط السابع عشر لتآكل المعادن، الأحد 30 سبتمبر، بمركـز البحرين الدولي للمعارض بمشاركة واسعة من المهندسين والمختصين في مجال تآكل المعادن ومعالجة المياه الكيميائية والباحثين والدارسين، بالإضافة إلى عدد كبير من ممثلي الشركات المحلية والإقليمية والعالمية، وذلك بتنظيم الرابطة الوطنية لمهندسي تآكل المعادن فرع الظهران بالمملكة العربية السعودية والرابطة الوطنية لمهندسي تآكل المعادن لجنوب آسيا ومنطقة أفريقيا وجمعية المهندسين البحرينية، بالتعاون والتنسيق مع الهيئة الوطنية للنفط والغاز، تحت رعاية شركة أرامكو السعودية وشركة نفط البحرين " بابكو" وعدد من الشركات الوطنية النفطية والصناعية بدول مجلس التعاون الخليجي ودول العالم.
وفي بداية كلمته الافتتاحية عبر وزير النفط الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة، عن سعادته البالغة باستمرارية احتضان مملكة البحرين مثل هذه الفعاليات المتخصصة المهمة وللمرة السابعة عشرة من سلسلة مؤتمرات تآكل المعادن، بهدف توفير وتبادل المعلومات للمهتمين العاملين في جميع مجالات الوقاية والسيطرة على ظاهرة التآكل في صناعة النفط والغاز والطاقة والصناعات المختلفة في جميع أنحاء العـالم.
منوهـاً إلى أنه منذ انطلاقة سلسلة المؤتمرات في عام 1979 الفعالية اكتسبت سمعة ومكانة مرموقة بين الفعاليات العالمية، نظراً للدور الإيجابي في تقديم أفضل التقنيات الحديثة في مجال النفط والاستكشافات والطاقة وتآكل المعادن ومعالجة المياه وللباحثين والمختصين في هذا الحقل الحيوي, والذي نأمل استفادة المشاركين في هذا المؤتمر من الأوراق المطروحة في سبيل النهوض بمؤسساتهم.
وأضاف الوزير أنه بات من الأهمية مناقشة ظاهرة تآكل المعادن في المقام الأول، كونها مشكلة حقيقية تواجه منطقة الخليج والشرق الأوسط أكثر من مناطق العالم الأخر، وذلك يرجع لأسباب عدة أهمها الموقع الجغرافي والظروف المناخية، التي أصبحت مصدر قلق كبير لإمكانية وقوع أضرار جسيمة في شتى المجالات بما فيها خطوط الأنابيب والجسور والمباني والطائرات والأجهزة الكهربائية المنزلية وغيرها.
وأوضح الوزير أن دول الشرق الأوسطية تعتمد بشكل كبير على قطاع النفط والغاز والقطاع الصناعي كالكهرباء والمياه، وبصرف النظر عن إجراءات السلامة، فإن التآكل يشكل أيضاً خطراً كبيراً على النفقات الاقتصادية، حيث أفادت بعض الحوادث أن مليارات من الدولارات الأمريكية تنفق على الوقاية من التآكل. ووفقاً للأبحاث الصناعية فإن نسبة كبيرة من تكلفة التآكل يمكن تجنبها من خلال تطبيق التكنولوجيا القائمة بما في ذلك المواد المقاومة للتآكل وأيضاً من خلال تطبيق ممارسات الوقاية من التآكل والصدأ.
وقال الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة: إن الهيئة الوطنية للنفط والغاز تولي اهتماماً بالغاً بهذا المجال من حيث الاطلاع على أحدث ما توصلت إليه التقنيات الحديثة والدراسات المتخصصة وعقد العديد من الفعاليات المتخصصة والمشاركة الفعالة في المحافل المحلية والدولية، للاستفادة منها في المشاريع الاستثمارية التي باشرتها الهيئة بالتعاون مع عدة شركات متخصصة كتطوير مصفاة البحرين وتنفيذ خطوط الأنابيب الجديدة بين مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية الشقيقة ومرفأ الغاز المسال وغيرها من المشاريع ذات العلاقة.
وقدَّم الوزير شكره وتقديره للجهة المنظمة على حسن الإعداد والتنظيم الذي ساهم مساهمة إيجابية في المشاركة الكبيرة بالمؤتمر، كما قدم شكره وتقديره للمتحدثين ورؤساء الجلسات والوفود والشركات المشاركة في المعرض المصاحب، متمنياً لهم كل التوفيق والنجاح فيما يسعون إليه من أهداف مرجوة من هذا الحدث الكبير.
إلى ذلك، أكد رئيس جمعية المهندسين البحرينية د.ضياء توفيقي أن الجمعية تعمل جاهدة على أن تساهم في جعل مملكة البحرين محطة لافتة لاستقطاب المؤتمرات العالمية المتخصصة في المجال الهندسي، مشيرا إلى أن مؤتمر ومعرض الشرق الأوسط السابع عشر لتآكل المعادن يعد من أهم الفعاليات الدولية التي تقام في منطقة الشرق الأوسط.
وأوضح توفيقي أنه منذ العام 1979 تعاونت جمعية المهندسين البحرينية مع العديد من الجهات من داخل وخارج مملكة البحرين على عقد سلسلة من المؤتمرات حول التآكل، وذلك بهدف توفير وتبادل المعلومات في كل ما يتعلق بعملية تآكل المعادن وسبل السيطرة عليها والوقاية منها على مستوى صناعة النفط والغاز وغيرها من الصناعات.
من جهة أخرى، أشار رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر م. عبدالله الدوسري، إلى أن المؤتمر والمعرض المصاحب لهذا العام في نسخته السابعة عشرة استقطب نحو 29 شركة راعية وضم ما يقارب الـ 73 عارضاً من مختلف الجهات ذات الصلة بموضوع المؤتمر من داخل وخارج مملكة البحرين، ومن المقرر أن يتحدث في المؤتمر نحو 160 متحدثا من نخبة المهندسين وصناع القرار والمهتمين بقضايا "تآكل المعادن" من مختلف أنحاء العالم في خمس مسارات متوازية، لذا فقد امتاز برنامج المؤتمر هذا العام بالتنوع الكبير في الفعاليات، لا سيما وأن البرنامج يشتمل على 6 ورش عمل متخصصة أبرزها ورشة بعنوان "المرأة في الصناعة" والتي يتم تناول موضوعها للمرة الأولى في تاريخ المؤتمر.
وتحدث في الجلسة الافتتاحية كل من نائب رئيس تقنية الخدمات بشركة أرامكو السعودية أحمد السعدي، ورئيس الجمعية الأمريكية لمهندسي التآكل جيف ديداس، ومدير الجمعية الأمريكية لمهندسي التآكل فرع غرب آسيا وأفريقيا محمد السبيعي ورئيس جمعية المهندسين البحرينية د. ضياء توفيقي.
وقد استقطب هذا الحدث المهم كبار الشخصيات الدولية المرموقة والتي تعمل في مختلف التخصصات؛ حيث تضمن المؤتمر العديد من البرامج وورش العمل المتنوعة والمختلفة التي من شأنها أن تغطي جوانب التآكل كافة، بالإضافة إلى عرض كل ما هو جديد ومتطور في المنتجات التي طرأت على صناعة التآكل.
وقد قام وزير النفط الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة وعدد كبير من المسؤولين بافتتاح المعرض المصاحب الذي شاركت فيه 73 شركة من 29 دولة محلية وإقليمية وعالمية، عرضت أحدث ما توصلت إليه التقنيات الحديثة في هذا المجال.
وخلال الجولة الميدانية للوزير بين أروقة المعرض؛ اسمتع إلى العديد من التجارب والعروض التي قامت بها شركات عالمية متخصصة في هذا المجال، مشيراً إلى أهمية هذه المشاركات واللقاءات لإعداد الكفاءات الوطنية وصقل مهاراتها بالإضافة إلى تعزيز دور الاستثمار في هذا الجانب.